يوليو 06, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

مخنث يسرد قصة الشعور بالعار ومخاوف التصفية في العراق

مخنث يسرد قصة الشعور بالعار ومخاوف التصفية في العراق

NRT: سلطت منظمة internews، الضوء على معاناة المخنثين في العراق، مشيرة إلى أنهم يعانون الامرين ويعيشون حالة من الضياع في ظل الظروف الاجتماعية السائدة في المجتمع العراقي.

ونقل التقرير الذي أعدته مراسل المنظمة إيمان محمد عبدالله، عن أحد الشاب المخنثين الذي يدعى “غسان”، قوله “كانت طفولتي جميلة، وكنت أحظى باهتمام وحب عائلتي واقاربي، ومن يراني كان الجميع يعاملني بحب”، هكذا يصور “غسان” طفولته والدلال الذي كان يحظى به قبل بلوغه الثالثة عشرة من العمر .

ويقول غسان “في هذا العمر بدأت تظهر على جسدي تفاصيل أنثوية، فضلاً عن رغبتي وميولي، حيث لم تكن تستهويني العاب الاولاد منذ الطفولة، فكنت أعشق الدمى واصباغ الاظافر والشعر الطويل، حينها لم تكن عائلتي تعترض أو توبخني، لكن الآن بدأ الجميع يعاملني بشكل مختلف، فالكل يعنفني وينتقص مني، إلا أن غرائز ودوافع بداخلي تدفعني لعكس ما يرغبون، حتى في المدرسة ينعتوني بخنثى”.

ويضيف “هذه المشاعر بدأت تكبر معي يوماً بعد آخر، ومضايقاتهم لي بدأت تزداد، حتى أصبحت اعتزل الجميع والتزم غرفتي، كرهت مدرستي ولم أعد اطيق الذهاب إليها، نظراً لكثرة المضايقات التي لا تخلو من التحرش ومد الأيدي على تفاصيل في جسمي” وجد غسان نفسه ضعيفا ولم يمتلك القوة على الاعتراض أو تأنيب المتحرشين به، فقررت ترك المدرسة، وقتها لم تعترض عائلته على هذا الموضوع، بل رحبت به، لان خروجه بات يجلب لهم العار، على حد قولهم.

ويوضح غسان أنه يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاماً، وقبل أكثر من شهرين اقترح بعض المقربين من العائلة أن يقوم اهله بتزويجه، لانهم يرون في ذلك حلا لمشكلته، لاسيما وانه يمتلك عضوا ذكريا، “تقدم اهلي لخطبة اكثر من فتاة، وفي كل مرة يلاقي الموضوع رفضا، إما من الفتيات أو عوائلهم، على غرار فرص العمل، اذ لا يرغب أحد في أن يعمل معه أو عنده”.

ويضيف ايضا ان والدته فقط كانت تعامله بحب وتتحدث معه بلغة تختلف عن الآخرين، خالية من الزجر والتوبيخ، كما يفعل ابوه واخوانه خالد ومثنى اللذان، يصغرانه سنوات، “كانت امي تبكي دائما وتدعو الله أن يجد لي حلا قبل أن تموت كي ترتاح في قبرها”، وكان غسان يحزن كثيرا عندما يراها في هذا الحال، “كنت اساعدها كثيرا في أعمال المنزل وادخل معها إلى المطبخ لأنها لم تنجب بنتا ايضا، ولأنني كنت احب هذه الأعمال”.

ويتابع غسان ذات مرة طلبت منه امه أن يسافر إلى اسطنبول، وبعد اسبوع من محاولات امي لكي اقنع ابوه، وافق الأخير على السفر، شريطة أن تذهب هي معي، وسافر الاثنين “كنت سعيدا جدا وأنا أسير في شوارع اسطنبول دون مضايقة، كنت اتزين واتعطر وأخرج بكامل زينتي وأسير بمفردي في الطرقات” وفي احد الأيام وفي منطقة اقسراي شاهد غسان شخصاً يشبهه خلقاً وميولاً، تبادلا النظرات والإبتسامة وتحدثا مع بعضهما، وشعر أنه منجذب إليه، هو أيضا بأدلة ذات المشاعر، وبعد يومين استدعاه لشقته، وقضينا أوقاتا ممتعة، “لم يكن صديقي والذي اسمه جميل يشعر بالخجل وكان له اصدقاء يشبهونه وكانوا كثيرين ويمارسون حياتهم بشكل أفضل بكثير مني، فهم لديهم معاناتهم ايضا لكن ليس مثل معاناتي”.

واقترح جميل على غسان أن يتواصل معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع من يشابهما في الظروف، كي يشعرون بالانتماء والحياة مع أناس لا يختلفون عنهما، “اضافني الى گروبهم وتعرفت على اصدقاء كثيرين وفيهم من ابناء بلدي العراق، تواصلت معهم واصبحنا اصدقاء، كنت مسروراً جدا بهذه الأحداث”.. ثم انتهت اجمل اسبوعين في حياة غسان وعاد مع امها الى العراق، “حزنت كثيرا وبكيت لفراق جميل وتمنيت ان لا أفارقه أبداً”.. وعند عودته وجد نفسه شخصاً آخر يشعر بالحب والشوق ويحب الحياة، “اصبحت اقضي ساعات طويلة مع جميل واصدقائي في الگروب، وتغيرت حياتي بالكامل، حيث بدأت اخرج من البيت ولا أبالي لانتقاص الآخرين مني، وأصبح لدي شعور بالانتماء لمن يماثلني”.

ويقول إن عددهم في المجموعة الالكترونية من العراق يبلغ قرابة مائة وخمسين شخصاً، “ذهبت لزيارة بعضهم في بغداد اكثر من خمس مرات، ومنهم صديقي امجد الذي يعمل حلاقا نسائيا، فكان لطيفا وجميلا ومحبوبا من قبل زبوناته”.

وفي يوم من الايام استيقظ جميل على اتصال أحد أفراد الگروب وهو لا يمسك نفسه من الصراخ والبكاء، ليخبره أن امجد وجد مقتولا في محله وقد مثل الجناة بجسده، ونشروا له فيديو وكأن من قتله يشعر بالفخر، حينها، وبعد ثلاثة أيام نزل فيديو لشخص آخر تم قتله وهكذا أصبح قتل أقرانه حديث الساعة ومواقع التواصل.

ويقول غسان ان جميل بات يشعر بالقلق على حياته وطلب منه أن يسافر إليه ويترك العراق، “اخبرت امي أنني أريد الهرب لاني لا استطيع تحمل ما يجري، كما أنني أصبحت أخشى الخروج من المنزل”، لم تعترض امه على فكرة رحيله، بل رحبت بها، لأنها هي الأخرى تشعر بالقلق على حياته بعد قيام البعض بتصفيتهم، “ذهبت امي خلسة عن والدي إلى السوق وباعت أساورها واعطتني المبلغ، هربت دون علم ابي واخواني الى تركيا، ذهبت الى جميل الذي كان ينتظر قدومي بفارغ الصبر، عشنا سويا بعدها ذهبت الى احد مكاتب اللجوء الانساني للتقدم بطلب كي أهاجر إلى أي بلد يحتضنني”.

ويشير غسان “اطرح معاناتنا أمام الرأي العام، أنا ومن يماثلني في الخلق، لعله يوجد في العراق من يمتثل لنداء الإنسانية ويوقف عمليات الإبادة لأمثالي ممن لم تتوفر لهم فرصة الهرب مثلي”، متسائلا “ما ذنبنا اننا بهذه الهيئة والميول؟ ألم يدركوا أن من خلقهم خلقنا بهذه الحال؟”.

انترنيوز هي منظمة عالمية غير ربحية تتمثل مهمتها في تمكين وسائل الإعلام المحلية في جميع أنحاء العالم لإعطاء الناس الأخبار والمعلومات التي يحتاجونها، والقدرة على التواصل وسيلة لإسماع صوتهم.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi