كوردستان تكشف حقيقة عودة البيشمركة لمناطق النزاع وطبيعة الضغط الامريكي
شفق نيوز/ رأى مصدر مطلع في حكومة اقليم كوردستان، ان اي توافقات او تقاربات تتعلق باعادة انتشار قوات البيشمركة في المناطق المتنازع لن يتم ترجمتها الى الواقع قبيل الانتخابات البرلمانية العراقية.
وقال المصدر لشفق نيوز “من المستبعد جدا ان يوافق القادة في الحكومة الاتحادية وتحديدا الأحزاب الشيعية على اعادة قوات البيشمركة الى المتنازع عليها”.
واوضح “ان ذلك قد يكون له انعكاسات على جمهورهم في محافظات الوسط والجنوب قبيل الانتخابات”.
وبين “بالرغم من ذلك هناك ضغوطات كبيرة تمارسها اميركا لتحقيق هذا الامر بسبب مخاوفها من ازدياد نشاط داعش في تلك المناطق نتيجة الفراغ الأمني الكبير الذي خلفه انسحاب قوات البيشمركة وغياب التنسيق الفعّال بين الاخيرة والقوات الاتحادية”.
وكشف الاعلام الرسمي للاتحاد الوطني الكوردستاني عن اتفاق يقضي بعودة البيشمركة الى محافظة كركوك باشراف امريكي.
وكانت قوات البيشمركة، والامن الاسايش قد انسحبت من كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد بعد قيام القوات العراقية مسنودة بالحشد الشعبي بعملية عسكرية في 16 أكتوبر/تشرين الأول على خلفية الاستفتاء الذي اجراه إقليم كوردستان في 25 أيلول في عام 2017 اذ ايدّ اكثر من 93 من المصوتين الاستقلال عن العراق.
وتمركزت قبل ايام قوة من البيشمركة في نقطة تفتيش ناحية قرهنجير 20 كلم شرق محافظة كركوك بعد انسحاب الشرطة الاتحادية من النقطة.
وقالت المصادر ان هذا الانتشار جاء بالتنسيق مع السلطات العراقية.
وتأتي هذه الانباء بالرغم من نفي رئيس حكومة اقليم كوردستان وجود محادثات رسمية مع بغداد او امريكا بشأن عودة القوات الكوردية من مناطق النزاع
وتقول مصادر اعلامية امريكية ان “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن، يسعى إلى إشراك قوات البيشمركة في حفظ الأمن في المناطق المتنازع عليها، عقب زيادة وتيرة الهجمات المسلحة التي ينفذها تنظيم داعش على الطريق الرابط بين بغداد وكركوك، من جهة، وبين ديالى وبغداد من جهة ثانية.
وفرضت قوات البيشمركه، وأيضاً الأسايش (قوات أمنية كوردية خاصة) سيطرتها على المناطق المتنازع عليها، منذ عام 2003، إلا ان القوات الكوردية انسحبت اثر اعادة انتشار للقوات العراقية في تلك المناطق عقب استفتاء الاستقلال.
وكانت العمليات المشتركة قائمة بين البيشمركة والجيش العراقي وقوات التحالف الدولي منذ عام 2011 حتى عام 2014، قبل ظهور تنظيم داعش.
وتمثلت المهام في “حفظ الأمن في المناطق المتنازع عليها في محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين ونينوى”.
وتشكل المناطق المتنازع عليها بين الحكومة العراقية وإقليم كوردستان أهم محاور الخلاف بين الجانبين منذ 14 عاما وتبلغ مساحتها نحو 37 ألف كلم مربع.
وبين هذه المناطق شريط يبلغ طوله ألف كلم يمتد من الحدود مع سوريا حتى الحدود الإيرانية، ويقع هذا الشريط جنوب محافظات الإقليم الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك التي تتمتع بحكم ذاتي.
وتشمل المناطق المتنازع عليها حيث يعيش قرابة 1.2 مليون كوردي أراضي في محافظات نينوى وأربيل وصلاح الدين وديالى ومحافظة كركوك التي تعد أبرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية