مايو 19, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

منظار ذكي ربما لاحق ذبّاحي «داعش»!

منظار ذكي ربما لاحق ذبّاحي «داعش»!

واشنطن – «الحياة»  قبل أسابيع قليلة، «بشّر» أبو بكر البغدادي، الذي نصّبه «داعش» خليفة في غرّة الصيف الماضي، تابعيه بقرب المواجهة على الأرض مع قوات بريّة أميركيّة، معتبراً أنها مواجهة محسومة لمصلحة مرتكبي مجازر الذبح البربري المتواصل. هل يعلم فعليّاً ما الذي يواجهه؟
بعد تلك «البشارة»، نشر «داعش» شريطي فيديو أثارا سخطاً وغضباً عالميين، يصور أحدهما مذبحة جماعيّة طاولت مجموعة من الجنود السوريين. في تلك الأشرطة، كما في مجموعة من أشرطة مماثلة، ظهر الذبّاحون مكشوفي الوجوه، كأنهم لا يخشون عاقبة المجازر.
من دون خوض في تفاصيل كثيرة، ربما تجدر الإشارة إلى أن القوات الأميركية بات لديها، منذ فترة وجيزة تماماً، منظاراً ذكيّاً يستطيع التعرّف إلى الوجوه. بقول آخر، من المستطاع أن تدخل صور أولئك الذبّاحين كي يجرى التعرّف إليها بواسطة المنظار الذكي! هل يكون ذلك مدخلاً لتحقيق العدالة حيال أولئك البرابرة، أم إنهم سيواجهون بـ «بربرية» مماثلة، أو ربما «غوانتنامو» آخر يثير التباسات متنوّعة؟ لا جواب فعليّاً عن ذلك السؤال التخميني. إذاً، فلننتظر.
قبل أسابيع، أعلنت «قيادة النُظُم الحربيّة البحرية والفضائية» التابعة للقوات البحرية الأميركية، أنها حصلت على نظام تعرّف إلى الوجوه، من طريق مناظير بقدرات لاسلكيّة، تستطيع صنع صور ثلاثيّة الأبعاد. وجرّبت تلك المناظير لبضعة شهور، ضمن خطّة لتحسين وسائل التعرّف إلى الأجسام التي يجرى تفحّصها بالمناظير العسكرية.
وتستخدم هذه المناظير المزدوجة أجهزة مسح إلكترونيّ يمكنها قراءة الوجوه، من مسافة لا تقل عن مئتي متر، إذ ترسل صورة عن الوجوه عبر شبكة لاسلكيّة إلى قاعدة بيانات رقمية، للبحث عن هوية من رأته المناظير.
ووقّع الأسطول الأميركي عقداً لصنع هذه المناظير مع شركة «استيريو فيجين إيمِجينغ» المختصّة بالقياسات البيولوجيّة، ومقرّها ولاية كاليفورنيا. ويُعرف عن هذه الشركة أنها صنعت نظاماً للمناظير سمّته «ثري دي موبايل آي دي» 3DMobileID، من شأنه التعرّف إلى الوجوه من مسافة تقارب مئتي متر.
في صفحات الشبكات
استناداً إلى جودة أداء المنظار، يمكن أن يتيح هذا الأخير للأسطول إمكان تحويل نظام «ثري دي موبايل آي دي» المتطوّر في التعرّف إلى الوجوه، إلى أدوات سهلة الحمل وتمتلك مدى أطول مما تمتلكه المناظير المستخدمة حاضراً. وتجدر الإشارة إلى أنّ موقع «فايسبوك» يلجأ إلى هذه التقنيّة لمطابقة الوجوه مع الأسماء عندما يُحمّل مستخدموه صوراً جديدة. وكذلك يتمتّع محرك البحث «غوغل» بنظام مُشابِه، خصوصاً في خدمة «بيكاسا» للصور التابعة لـ «غوغل». وتحاول شركة «آبل» البحث عن نُظُم للتعرّف إلى الوجوه كطريقة لفتح قفل هواتفها الذكيّة.
غير أنّ معظم هذه المناظير تعمل ضمن مدى لا يزيد عن أمتار قليلة، وهو أمر مقلق بالنسبة إلى العسكريين. وفي الأوضاع السائدة الآن، تشكّل أدوات القياس البيولوجيّة التي تعمل ضمن مدى قصير تماماً، كأداة مسح قزحيّة العين Cornea Scan المستخدمة في أفغانستان، خطراً محتملاً على مشغّليها، لأنها تتيح لانتحاري يريد تفجير نفسه، الاقتراب من هدفه! ماذا لو كان الشخص الذي يجرى تفحّصه يتحرّك أو يتمايل ويلوّح بيده وسط الحشود؟ للأسف، من شأن ذلك القضاء على فاعلية أدوات مسح القياسات البيولوجيّة. وفي أوقات سابقة، جرى الاتكال على أدوات لمسح الوجوه تعمل بالاستناد إلى صور ثنائية الأبعاد، مع الإشارة إلى أنّ هذه الطريقة غير دقيقة، خصوصاً مع متغيّرات ظروف الإضاءة.
وربما يكمن مفتاح الحلّ لعدد كبير من هذه المشاكل في تحديث بـــسيط، يقوم على نظام «ثري دي موبايل آي دي» للمسح الثلاثي الأبعاد الذي تعمل عليه شركة «استيريو فيجين». فعندما يقوم النظام بعمليّة المـــسح، يخلق نمـوذجاً ثلاثيّ الأبعاد للوجه، ما يتيح عزل الوجه المطلوب عن سائر الأشخاص، وجعل الصورة أكثر وضوحاً (وهو أمر يعزّز أيضاً مدى المنظار)، ومقارنة الصورة مع قاعدة للبيانات.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi