مجزرة كوجو …. (32)
الباحث/ داود مراد ختاري
أيتها الصحراء جئتكِ هائماً أدفن نفسي بين رمالكِ حفاظاً على شرفي من مواطنيك الوحوش.
قالت الناجية (أ. خ 23 سنة):
بعد أن أخذونا من تلعفر الى سوريا في بناية معهد في مدينة الرقة قالوا لنا سنأخذكن من أجل العمل في الدور كخادمات لعوائل المقاتلين الدواعش، أخذتُ ابنة شقيقي معي وقلت لهم بأني متزوجة وهذه إبنتي، ثم أخذونا الى مدينة (ميادين) وبعد خمسة أيام أخذني شخص الى الصحراء، كانت مجموعة من الخيم المتناثرة في الصحراء الجرداء، جاء الي مجموعة من الأهالي في الخيمة البعض منهم تأسفوا بما يفعله الدواعش بعملية المتاجرة بالنساء بهذه الوحشية والبعض منهم استندوا الى نصوص دينية لديهم فحللوا إغتصاب النساء الغير مسلمات.
رفضت طلب المشتري بما يريد فضربني وضرب الطفلة (7 سنوات)، حملت الطفلة على صدري وخرجت من الخيمة باكية هائمة على وجهي لا أدرك أين متجهة في هذا الصحراء، وبعد مسافة (20) دقيقة وصلني الذي أشتراني قائلاً: الى أين إنت متجهة ؟ لا تصلين الى جهة معينة، سوف تضيعان في الصحراء وتموتان ، ارشدي الى عقلك !!!، هل تودين الإنتحار؟، فقلت له : نعم أريد أن أنتحر في هذا الصحراء ، وسيقولون الناس عبر التاريخ بأن فتاة إيزيدية من أجل الحفاظ على شرفها هاجت في هذا الصحراء وماتت مع الطفلة .
ضربني على متني بعصا غليظ، فصرخت من الألم ، ثم توالت علي الضربات في الظهر واليدين والأرجل وعلى الرأس وأنا أصرخ، والطفلة المسكينة تصرخ علي أيضاً ثم هاجت في تلك الصحراء فأمسكت بها، أجبرني على العودة وسحبني من شعري ونزع الشعر من رأسي (( وقد رأيتا شعرها في مقدمة الرأس شبه أصلعة- هكذا يتعاملون معنا من يتباهون بأهل الشيمة والغيرة)).
حاولت الأتصال مع أميرهم في ميادين وتحدث مع الرجل ، وبعد مكالمة طويلة طلب منه بإعادتنا الى ميادين، لكنه أحتفظ بالطفلة لديه، وعند العودة في السيارة أنهال علي بالضرب والشتائم علي وعلى ديني ، لكن كنت أقاومه وأرد عليه بالمثل ، فغضب وشهر فوهة البندقية في وجهي ، فقلت له : والله هذا ما أتمناه ، أقتلني كي أتخلص من هذا العذاب.
بعد سبعة أيام طلبت من الأمير بإعادة الطفلة والا سوف أنتحر ، فأعادوها، ثم أشتراني داعشي آخر من أهل ميادين وبقيت عنده ستة أشهر، كنا ثمانية فتيات في الدار، لكل واحدة رجل عدا الأمير (ابو حفس الجزراوي) قد تزوج ثلاثة منا اثنتان بعمر عشر سنوات، هؤلاء كانوا يشاركون في المعارك بشكل مستمر، وكنا نصلي في حضورهم ونجهلها في غيابهم.
يتم تلقيحنا بأبر مانع الحمل كل ثلاثة أشهر مرة، وقد راجعنا المستشفى عشر مرات من أجل الفتاتين الصغيرتين ، فأكدت لنا الطبيبات في المستشفى لا يمكن تلقيحهن لعدم أكتمال عملية الدورة في هذا العمر، وفي إحدى المرات غضبت الطبيبة وقالت: أي كافر وظالم تزوج من هاتين الطفلتين؟
فقلناها: انه الامير ابو حفس الجزراوي، وحينما أردنا الخروج من المستشفى طلبت منا بعدم نقل كلامها ، لان هؤلاء لايرحمون أحداً.
حاولنا لمرات عديدة أن نهرب لكن لبعد ميادين عن المناطق الآمنة كنا نؤجل الخطة وفي أحد الأيام لم يبقى أحد من الرجال في البيت، فذهبنا الى مديرية الاتصالات وأخبرنا أهالينا في كوردستان، وتم التنسيق فنجونا.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية