مايو 15, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

الباحث / داود مراد ختاري: مجزرة كوجو …… (24)

مجزرة كوجو …… (24)

الباحث / داود مراد ختاري

رحلة ناجي من المجزرة ومصاب بست عيارات نارية .

تحدث الينا الناجي من المجزرة( سعيد مراد بسي من مواليد 1990) من قرية كوجو قائلاً:

في  يوم الجمعة 15/8/2014 وبعد دخول الدواعش الى القرية، جمعونا في مدرسة وطلبوا منا تسليم السلاح وقالوا لنا لا تخافوا واطمئنوا فلن نؤذيكم، فسلم قسم منا سلاحه، وبعد ثلاثة ايام طلبوا منا ان نعتنق الاسلام فرفضنا ذلك ، فقسمونا الى مجموعات وكنت من ضمن المجموعة الرابعة ، اخذونا الى حوض في مزرعة شمال غرب القرية، فعرفنا انهم يريدون قتلنا من خلال تصرفاتهم فكانوا يضحكون ويكبرون عندما اصعدونا الى السيارات واخذونا الى هناك وطلبوا منا النزول في الحوض حيث قالوا((يلا انزلوا يا كلاب)) تشاهدت ونزلت الى الحوض وتمددت فيه، بعد ذلك شهروا اسلحتهم وقد كانت متنوعة منها اسلحة الكلاشنكوف و GC  و BKC وطلب منهم احدهم ان يطلقوا النار وقال لهم ((ارم)) فرموا علينا النار واصبت عندها بست اطلاقات ،ثم تركونا ورحلوا ، وكنت اشاهدهم وقد عرفت منهم الكثير فهم من عرب المنطقة من قرى خربازار والكسك وعين فتحي وعين غزال وبليج وبعاج ولم يكن معهم غرباء ولست فقط من ميزهم ولكن كل من هرب من ايديهم عرفهم خرجت من الحوض زاحفين على بطوننا وانا مصاب وابتعدت لمسافة 100 م تقريبا واختبأت قرب مولد للكهرباء مع صديقي (علي عباس اسماعيل) والى غرب الحوض كان هناك حوض آخر رأينا فيه مجموعة من القتلى المغدورين، لا نعلم هل قتلوهم  معنا، أم قبلنا ، وفي شمال المزرعة بمسافة (8) كلم كانت هناك مزرعة أخرى وصلنا اليها، أنا وزميلي علي عباس، أختبئنا تحت مستلزمات الحراثة والمحركات القديمة الى أن أسدل الظلام، وكنا نسمع صوت الطائرة التي تحوم فوق القرية ولكن كانت مرتفعة،  ونسمع الرمي، وكانوا يأخذون مجاميع للإبادة الى مكان معين ورأينا صعود دخان من القرية لا نعلم مصدر الدخان، هل هي غارة للطائرات عليهم ام الدواعش حرقوا شيئاً من القرية، واثناء تواجدنا في المزرعة بعد المجزرة بساعتين رأينا قدوم (شفل) لا نعلم هل دخلوا القتلى الذين خارج الحوض الى الحوض، أم تم دفن القتلى في الحوض،كانت جراحي تنزف وصديقي علي عباس اسماعيل الذي اصيب برصاصة واحدة فوضعنا التراب على جروحنا لنوقف النزيف وبعدها بعشرة دقائق جاءت سيارتين تبحث عن الناجين وتفتش في المزرعة، وفي الليل خرجنا وتوجهنا الى (وادي النخيلة)، عبر (أرض البرايز)، وعبرنا وادي (شرق وغرب) ، وصلنا الى برج وبقينا فيه، وفي الساعة الثانية عشر ليلاً دخلنا قرية (ر)، كنا مصابين،فتحت الباب بدون رخصة من البيت، ورمينا أنفسنا في حديقتهم، دب الهلع في العائلة، قلنا لهم نحن من كوجو، وقصصنا لهم ما حدث لنا ولأهلنا، ارتوينا، العائلة عرفوني، بالتحايل على  المضمد أحضروه لنا ، تم ضَماد جروحنا، وقالوا: نحن مبلغين من الدولة الإسلامية، سيتم معاقبة كل من يأوي ايزيدي او شيعي، لذا نرجوا منكم، أن تغادروا، وعبر الوادي وصلنا  الى (ن) جنوب مركز شنكال، سمعنا صوت الاذان، لم يبقى لنا إلا أن ندخل الى القرية دخلاء، ورأينا رجلاً عجوزاً يتوجه الى الجامع لصلاة الفجر، سلمنا عليه، وروينا له قصة كوجو، طلبنا منه إيواءنا، بقينا لديه الى اليوم الثاني، وأقولها للتاريخ اصابة زميلي كانت بليغة، وان أحد علماء الدين المسلمين كان يعالجه، في اليوم الثاني، قال : هناك شخص اخر في مزرعة قريبة، كان زميلنا (دلشاد سليمان قاسم)، وصلنا الى المزرعة بين الدوميز والقابوسية، وقالوا فتشوا عن زميلكم، بحثنا عنه لكن لم نعثر عليه، ولكون المزرعة على الطريق العام ويحوم الرعاة حولها. في الليل التجئنا الى القرية مرة اخرى ودخلنا بيت اخر، بقَيت هناك، وزميلي ذهب الى بيت آخر، بقينا ثلاثة أيام، كانوا خائفين من اصاباتنا.

في هذه الاثناء وصل الينا  شقيقي (خالد) كان قد نجى من المجزرة، ووصل الى القرية، التقينا نحن الثلاثة في المزرعة، صاحب الدار زودنا بقناني الماء وسلمنا جهاز موبايل وسرنا عبر الوادي الى الزيتونية، للوصول الى جبل شنكال، وفي مفرق مركو مدينة شنكال، لاحنا ضوء أخضر ليزري، قلنا تم كشفنا، التجئنا الى بستان للزيتون بالسرعة الفائقة ، توجهت سيارة داعشية من المفرق الينا، لكننا اختبئنا، وعبرت السيارة، وعندما كنا نشاهد سياراتهم كنا ننبطح على الارض وسرنا في ظلام دامس عبر وادي (ثرثار) وبعد ذلك جاءت سيارة من تلعفر الى شنكال، اختبئنا في الوادي لحين العبور، وصلنا الى قرية صولاغ، منعتنا الكلاب من الدخول لفترة نصف ساعة، وكانت هناك ساقية ماء تسبح فيها الكلاب، ملأنا قناني الماء منها، ثم وصلنا الى القراج، ورأينا وصول ثلاث سيارات الى صولاغ تبحث عنا، لانهم ظنوا بوجود اشخاص نتيجة النبح  المستمر للكلاب ، في القراج وقع زميلي (علي) على الارض ولم يستطع السير لقد خارت قواه ، فحملته على كتفي بالرغم من الكسر البليغ في يدي التي كانت تتأرجح في الهواء، وطلب منا (علي) ان نصعد الجبل وقال: انا سابقى هنا.

ووصلنا الى راس الجبل فاستقبلتنا قوات البككة وعالجونا وآوونا وارسلنا حيوان لحمل زميلنا من صولاغ، وقد وصل الينا.

 

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi