لا دارٌ ولا وطنُ
سليمان العدوي
قلْ كيفَ تقبلُ هـذا السُخطَ يا زمَـنُ
وصَولةِ الحـقّ في كفيّــكَ تقتـــرَنُ
قل كيفَ تمضي على أوجاعِنا قُدما
وقد أذِنـتَ لمـن جاءوا ومن سكنوا
قــدْ كـان لي حُلما بالدمـع أحمـــله
ومــا علمْتُ بـانّ العمـــر مُرتهــنُ
إنّ الضمائرَ قبلَ الأرضِ قـدْ خُذلتْ
بيعتْ إلى الغدرما أدراك ما الثـمنُ
الحقـــدُ يقتــــلُ أمــالي ويقبــرُهــا
وتغرسُ الموتَ في أوصاليَ المحنُ
أنـا المشتّت بالأصــقاع اجمعـــها
أنـا المهـدّد في ارضي أنا الكـفــن
نصفي تـأقلم حيـث الخوف يسكنه
وضـيّع البعضَ الأمواجُ والســفنُ
والنصف تقبـع قـرب الـذلّ خيمته
بين النزوح يجاري حظّـه الوهـنُ
لي بالمواجـعِ هــولُ لستَ تعرفـه
لي بالمقلتـين لـظىً ليـت يســتكن
تـلك الفراشات ما كانـتْ تؤرّقـنـا
سبيُ الحـرائرِ جـرحٌ مـالـهُ وسَنُ
إنّـي رجـوتـك أن ألقـاك مقتـــدرا
لكنـني اليــوم لا دارٌ ولا وطــــنُ
إنّي رجوتـك أن أسعى بذاكـرتي
لا أن يبـات عـلى أحداقي الشـجن
إنّي صرختُ مرارا أن تفـكّ يـدي
ولوعة الجمـر بالأكبــاد تُحتضـن
قـد كنـتُ احمـل أفكاري وأطلقـها
واطلـب العيش مـن ربّـي وأتــمن
وارسم الحبّ رغـم الجـُرح انثـره
كي لا يغيـر على أحشائي الـدرن
وأوكـل الصـمت للأنفاس تحبسه
قرب الأنام يقيم الخوف والجبُــنُ
بالسرّ اكتب اسمي منـذ أن قدمـَتْ
هـل لـي ارددّ اسـمي أيّـها العلــن
زادي هو الصدق والإيثار منزلتي
والحق والعدل والإخلاص والسنن
كل النداءات ضاعت خلف أوردتي
وصرخة الله في ذبـح الندى وثـنُ
والقابعــون على الأوطان تخذلهم
حـبّ الحيــاة بحـبّ الخــير يتــزن
قل كيف تقبل أن تمضي وتتركني
فوق الخراب وفيـه الحقــد يستعن
غـدا سأجمع أشـلائي على مضض
غـدا سيثار عـزم الأرض يا فطِــن
حزيران /2016
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية