يوليو 30, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

خيري إبراهيم كورو: الكوتا الأيزدية، أي رقيب، فرهاد بيربال

الكوتا الأيزدية، أي رقيب، فرهاد بيربال
خيري إبراهيم كورو
(الكوتا الأيزدية، أي رقيب، فرهاد بيربال)، قد يرى القارئ أن هذا العنوان غريب، أو أن فيه ذكر لموضوعات بعيدة عن بعضها البعض ولا علاقة بينهم، لكنني أرى أن هذه الموضوعات هي المكونات الأساسية لتفاعلات حالة الصيرورة لخلق واقع جديد للكورد، أو بتعبير آخر، أن هذه العناوين هي الأسس الرئيسية  التي ترتكز عليها مختلف التوجهات العقائدية والفكرية والتقليدية ضمن صراع الأجندات في إطار المرحلة الانتقالية نحوى خلق مستقبل إقليم كوردستان.
ولنبدأ بالأيزديين وحقوقهم السياسية، فخلال أكثر من عقدين، ومن أول برلمان لإقليم كوردستان عام 1992وحتى آخر برلمان والذي انتهت مدته القانونية قبل أيام، كان دائما هناك مقعد للأيزديين، أما البرلمان الجديد والذي قام أعضائه المنتخبين بأداء القسم في 6/11/2013 فليس للأيزديين وجود فيه. كذلك الحكومات التي تعاقبت على أدارة الإقليم كان دائما هناك وزير أيزدي ضمن الحكومة المشكلة، أما آخر حكومة والتي ستنتهي مدتها قريبا فلم يكن فيها وزير أيزدي أيضا. وهذا التوجه نحوى إقصاء الأيزديين عن المشهد السياسي ينسحب على البرلمان والحكومة في بغداد أيضا، وما حدث مؤخرا في حرمان الايزدية من مقاعد الكوتا في برلمان العراق القادم، أظهر بجلاء بان الوعي القومي الكردي بدأ يمر بحالة من الركود أو الانحسار في مقابل نمو توجهات قديمة جديدة تفتقر إلى الشعور بالانتماء القومي، لأنه باعتقادي أن الأيزديون هم بيضة القبان في هذه المعادلة، فضمان حقوق الأيزديين بوصفهم الكورد الأصلاء يتناسب طرديا مع تنامي أو انحسار الوعي القومي، وهضم حقوقهم السياسية مؤخرا دليل على أن الوعي القومي الكردي على مشارفة أزمة، وهذا الذي أعطى الجرأة لأحد البرلمانيين في مراسيم أداء القسم لأعضاء البرلمان الجديد للإقليم ، بعدم احترام أو الاعتراف بالنشيد القومي الكردي (أي رقيب) الذي تم ترديده لأول مرة في ساحة جوار جرا أثناء إعلان جمهورية مهاباد ورفع علم كوردستان وبحضور القاضي محمد والبارزاني الخالد.
هذه الأوضاع المعقدة للإقليم وفي ضل التراجع الخطير في الوعي القومي، وظهور جماعات وتيارات وأشخاص لا يعترفون بالقومية الكوردية أو على الأقل ليس شيئا ذا أهمية بالنسبة لهم، دفع الكثير من السياسيين والمفكرين والمثقفين والأكاديميين للبحث عن حلول لهذا الأمر قبل حصول ما لا يحمد عقباه، وما طرحه الكاتب والمثقف الكردي المثير للجدل فرهاد بيربال، ودعوته لاختيار الحكم الملكي لإقليم كوردستان يأتي ضمن هذا المسعى، حيث أن طرحه هذا لم يأتي من فراغ، بل لأنه يستوعب كل هذه الأمور، ويفهم أن الأوضاع بهذا الشكل لا تتجه نحوى دولة الديمقراطية وحكم القانون، بل نحوى دولة الفوضى وقانون الغاب.
xerikoro@yahoo.com

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi