أكتوبر 10, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

بدر اسماعيل شيروكي: هذا ما سيحدث عندما يكون الكورد جيرانك

هذا ما سيحدث عندما يكون الكورد جيرانك

بدر اسماعيل شيروكيbader

العرب، في الحقيقة، شعب محظوظ جدا، كونه يملك جيرانا مثل الكورد، مثلما يجب ان يكونوا سعداء بخصم كالكورد، فوجود خصم مثل الكورد جعل العرب لا يخشون الثارات ومحاكم التاريخ؛ وان يكونوا مطلقي اليد ولا اباليين في ارتكاب اي نوع من التصرفات والجرائم والاحتلالات ضد جار طيب القلب وشريف ومتسامح كالكورد.

الكورد يعيشيون قليلا جدا من اجل انفسهم، لانهم يحملون رسالة الحفاظ على مصطلح وفلسفة التسامح وحب الانسانية وتعايش شعوب الشرق الاوسط وعليهم امام مديح العالم الخارجي “ان يخرجوا بالوجه الابيض”.

في الوقت الذي بنى فيه اخواننا العرب دولتهم القومية على ارض الكورد، فان الكورد هم من اصبحوا مهندسين وخبراء وحماة يحتضنون تلك الدولة كطفل وينمونه ويكبرونه؛ ولكن حينما يكبر ذلك الوليد لا يكافأهم بـ”من السماء” والحلويات؛ بل يقابلهم بالنار والحديد.

غير ان الكورد متسامحون ويفتخرون بهذا التسامح، وبالمقابل يغنون ويهتفون بشعار (الكورد والعرب اخوة) بصوت صادح ويجعلون منه أساسا لحركتهم التحررية.

“الكورد والعرب اخوة” هو الدرس الوحيد الذي لا ينساه الكورد وبحسب هذا المبدأ وبمفهوم الكورد فان العائلة الملكية التي كانت اولى خطوات توليهم السلطة هي قتل الكورد، لم يكونوا عربا، بل كانوا اصحاب السلطة وتبع للانجليز، قاسم وعارف… لم يكونوا عربا، بل شوفينيون وقوميون وانقلابيون.. حتى البكر وصدام ايضا لم يكونا من العرب، بل كانوا بعثيين، لم يكن اي حاكم ودكتاتور في هذا العراق العربي عربا من وجهة نظر الكورد، بل كانوا فقط النظام العراقي ولا يجوز تحميل العرب جرائمهم؛ وحسابهم يختلف مع حساب اخواننا العرب.

في ثلاثينيات القرن الماضي، لم تكن القوات العربية لوحدها من يقوم بالاسراع في ابادة الكورد، فالنظام الملكي العراقي في تلك الفترة أصر اصرارا كبيرا على طلب مساعدة القوات الجوية والبرية للاستعمار البريطاني، للمساهمة في قتل وتدمير اكبر، ومع ذلك وعندما سقط ذلك النظام لجأت والدة الملك الى اربيل ودخلت دار (ملا فندي) وتلقت خدمة ملوكية. وبهذا الشكل يفتخر الكورد مرة اخرى بطيبة قلوبهم ومروءتهم.

الكورد لم يقولوا ابدا في اية مناسبة ان العرب هم اعداء لهم، ففي الوقت الذي كانت الدولة العربية في العراق تجمع حفاة الصحراء العربية وتدفعهم بشعار (انا البدو وين العدو) ليغمروا السليمانية بالدم والتراب، لم يكن الكورد ليذهب تفكيرهم نحو كلمة “عدو”.

وحينما كانت بارزان تئن تحت اعاصير النار، وآلوف الاطفال والكبار والعجزة الكورد ينزحون نحو الجبال والغابات والدول الاجنبية. كان السذج الكورد يكملون تعداد وحدات الجيش العربي، لان الكوردي الانسان طيب القلب لم يكن يعتبر العرب اعداء.

وفي الوقت الذي كانت الدولة العربية العراقية تستحصل القسم الاعظم من  ثرواتها وماليتها من نفط الكورد في كركوك، وكانت تصرفها في شراء الاسلحة لقتل وتدمير واحتلال اراضي واملاك الكورد، وتحول كوردستان من اقصاها الى اقصاها الى بركة دماء، كان الكوردي الفيلسوف والإنساني يدعو لقضية وشعار الديمقراطية للعراق.

نعم اخواننا العرب شعب محظوظ لامتلاكهم جارا كالكورد، فالكورد ليس لهم مفكرات ولا مذكرات، لذا فان تكرار التاريخ من دون الاستفادة من دروسه والاعتبار بها شيء طبيعي وابدي عند الكورد.

كأن الكورد اقسموا على ان لا ينعتهم احد بالانفصاليين، لذا حتى وان طردنا العرب من الباب فاننا نعود من النافذة، فعلاقتنا مع العرب مثل علاقة الموج مع البحر، فكلما دفع البحر الامواج الى السواحل فانها تعود بشكل اسرع نحو المركز

وكذا وبموجب الواجب الذي القيناه نحن على عواتقنا، فحتى بعد سقوط الدكتاتورية فان الكورد تحملوا مهمة اعادة اعمار العراق الجديد.. فهذه مراكز ومقرات دولة العرب تحمى بارواح الپيشمرگة كورد من مخاطر العرب انفسهم

الياور لا يفعل شيئا، يأتي علاوي، علاوي تشم منه رائحة البعث، الكورد يحاربون من اجل ان يعتلي المالكي سدة الحكم؛ ولكن حينما كانت المنطقة الخضراء، التي هي مركز الدولة العربية، تنام قريرة العين ليلا بفضل سهر وسهد الكورد، يقوم المالكي نهارا -على غرار الدكتاتوريات السابقة ولكن بصيغة سياسية – بمحاربة الكورد وكوردستان من خلال قطع ارزاقهم.

يرمي الكورد بكل ثقلهم على كفة ميزان العبادي، بيد ان الاخير يعاديهم بشكل اكبر، ولكن الكورد وكأنما يتحملون مهمة حماية الدولة العربية العراقية باوامر الهية، يواصون حراكهم وكفاحهم من بقاء دولة وسلطة العرب.

مادام الكورد جيران العرب فليعيشوا مطمئنين، وليلقي العرب حزام ظهورهم عنهم وليطمأنوا باننا سنحافظ على المصايف لهم بشكل جميل، لتحميهم من حرارة صيف الصحراء، فليأتوا الى هاهنا وليغسلوا عن ارجلهم رمال واتربة الصحراء بالمياه الباردة والرقراقة من ينابيع كوردستان.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi