نازحون عائدون الى شنگال : لا امن ولا امان وافتقار للخدمات
بعد توقیع اتفاق تطبيع الاوضاع في شنگال (سنجار) بين اربيل وبغداد في الـ 9 من أكتوبر / تشرين الأول الماضي ، بدأت العشرات من العوائل النازحة من الايزيديين العودة الطوعية الى مناطقهم متفائلين بعودة الهدوء والاستقرار الى مدينتهم ، ولكن بعد العودة يشتكي العائدون من سوء الاوضاع الخدمية الاساسية منها السكن والطرق والماء والكهرباء ، وقبل هذا وذاك يشكون سوء الاوضاع الامنية في المنطقة نتيجة وجود العديد من القوات والميليشيات في المدينة على رأسها ميليشيات الحشد ومجاميع العمال الكوردستاني PKK .
غالبية العائدين لايمتلكون منازل تأويهم بسبب تفجيرها من قبل داعش عندما كانت تسيطر على المدينة ، ما يضطرهم الى تنصيب خيام امام منازلهم المدمرة ، خاصة وان المنطقة مقبلة على فصل الشتاء المعروف ببرودنه الشديدة مايفاقم معاناة العائدين .. وهكذا هم وبعد ست سنوات يعودوا من مخيمات النزوح الى خيام امام منازلهم المدمرة ومن حياة النزوح القاسية الى حياة اكثر قساوة.
وكان مئات الالاف من الشنگاليين قد نزحوا الي اقليم كوردستان في اب/اغسطس ٢٠١٤ بعد اجتياح مناطقهم من قبل ارهابيي تنظيم داعش الذي ارتكب جرائم ابادة جماعية من قتل وخطف وسبي وتهجير.
احمد مراد (45 عاما) من مجمع بورك شمال شنگال قال لـ(باسنيوز) “بدانا بالعودة الطوعية الى مناطقنا بعد اعلان الاتفاق بين اربيل وبغداد ظنّاً منا باننا سوف نعود الى حياة كريمة بعد كل ما تعرضنا له”.
ويضيف “ولكن للاسف تفاجئنا بانه لم يكن هناك اي مساعدات ولم نسمع بايه خطة واضحة من اجل الاعمار وتقديم الخدمات الاساسية في المنطقة التي هي اصلا تفتقر الى ابسط مقومات العيش الكريم حيث لا ماء صالح للشرب ولا كهرباء سوى بضعة ساعات ولا اي نوع من الخدمات الصحية والتربوية”.
وتابع انه “بالمختصر المفيد لا وجود لاية مؤشرات او اعمال تدل على تطبيق الاتفاق والاوضاع الامنية والخدمية ، كما هي على سوء حالتها”.
ويتضمن اتفاق شنگال ، ثلاثة محاور، تخص الامن والإدارة وإعادة الاعمار، كما تضمنت قراراً بابعاد مسلحي حزب العمال الكوردستاني PKK ، وجميع التشكيلات المسلحة الاخرى من قضاء شنگال والمناطق المحيطة بها.
اما احلام قاسم (23 عاما) من مركز ناحية سنون ، فقالت لـ(باسنيوز) ان “الاوضاع هنا حاليا اسوء من المخيم بكثير من جميع النواحي”.
وكما تقول احلام انها تعيش حاليا وبعد العودة اوضاعا مأساوية حيث سبق ان تم تفجير منزلها من قبل داعش وبعد العودة اضطرت الى ان تسكن في هيكل كونكريتي قامت هي ببنائها مكان بيتها المدمر مع عدم توفر اية خدمات اساسية.
وطالبت احلام المنظمات الدولية ” بتقديم الخدمات الاساسية في المنطقة كي يستطيع العائدون الاستمرار في الحياة ولو في ادنى مستوياتها”.
من جهته ناشد قائمقام قضاء شنگال، محما خليل، حكومتي العراق وإقليم كوردستان والمنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، “إنقاذ أهالي مدينة شنگال من الواقع المؤلم الذي يعيشونه “.
وقال خليل لـ(باسنيوز) ، ان “هناك المئات من العوائل قد عادت الى شنگال دون توفر ابسط الخدمات الاساسية ، خاصة الصحية”.
خليل ناشد الحكومتين والمنظمات الانسانية “انقاذ الاهالي والتدخل السريع لحل مشاكل اهالي شنگال وخاصة ايصال المستلزمات الطبية في ظل تفشي فيروس كورونا في القضاء والقرى والمجمعات التابعة له”.
وتابع خليل، بالقول “يجب اعادة اعمار المنطقة وتقديم الخدمات للاهالي وتوفير بيئة واوضاع امنية آمنة للمواطنين”.
وكانت حكومتا اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية العراقية قد اعلنتا عن اتفاق مشترك الشهر الماضي لاعادة تطبيع الاوضاع في شنكال وبدء حملة لاعمار المنطقة بغية اعادة النازحين الى مناطقهم ومنازلهم وتعويض جميع المتضررين ، وكذلك إخراج القوات الدخيلة وتولي الشرطة المحلية من أبناء المنطقة الامن داخل القضاء.
وفيما رحبت الأمم المتحدة ، والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان بالاتفاق بين أربيل وبغداد لاعادة الاستقرار الى شنگال وتطبيع الأوضاع فيها وإعادة النازحين اليها واعمار مادمره الإرهاب ، وصف بيان لقيادة PKK الاتفاق بأنه “يشكل خطراً على مستقبل وحياة المجتمع الإيزيدي” ! .
وجاء في نص الاتفاق الموقع من قبل وزير داخلية إقليم كوردستان، ريبر احمد ، وممثل الحكومة الاتحادية، وكيل جهاز الامن الوطني حميد رشيد فليح، 9 مهام ابرزها، اختيار قائممقام جديد للقضاء، وتشكيل لجان امنية وعسكرية مشتركة لإدارة القضاء.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
