حسين بلاني: القصيدة التي ابكت الرئيس مسعود بارزاني

القصيدة التي ابكت الرئيس مسعود بارزاني

ترجمة حسين بلاني

https://www.youtube.com/watch?v=31lPX7jLzu8&feature=youtube_gdata_player

قصيدة القاها الپيشمرگة والشاعر ژارو دهوكي بتاريخ 2\9\2012 في مراسيم ذكرى الانفال سيئة الصيت في منطقة بهدينان .

مقدمة :

في مخيم جيژنكان للاجئين (1)
جهنم بلا ماء بلا خبز
في مدينة اليتامى والخرق البالية
تزف العرائس بملابس سوداء
والعرسان يؤخذون الى دوائر الأمن ويضربونهم بالعقال
يظنون بأنهم حين يذبحون ألف كوردي ويخفون آلاف آخرين بأن الكورد سيموتون وينتهون ، نسوا بأن الكورد اكبر من الموت ، وهاماتهم اعلى من المشانق ، اصلب واقوى من سياطهم وتعذيبهم .

قصيدتي بعنوان ( انا و ژيار ) ، قصة احد اصدقائي المؤنفلين حين عبر نهر شنيا حاملا ابنه الرضيع بينما بقيت زوجته وطفليها الاخرين في الجانب الآخر من النهر وادركهم هجوم القوات العراقية ، فأضاعهم ولم يعد يعلم شيئاً عن مصيرهم ، فأخذ يحادث ولده الرضيع ويقول له :

ولدي ژيار …
امك وكچول وهژار (2)
بقوا هناك في الطريق
لا اظن سنراهم بعد اليوم
لا اعلم …
هل اعتقلتهم المرتزقة ؟
هل اكلتهم الذئاب ؟
هل جرفتهم المياه ؟
هل احتضنتهم المقابر ؟
كفاك بكاءً
كفاك تقول اين أمي .. لمَ لا ترضعني ؟
كفاك بكاءً
ها هو جبل شرين
سنصله لم يبق الا القليل
حيث خيم البدو والهواء العليل
هناك المشردون كثيرون
وسنجد لك الحليب
كفاك تشكو من البرد اللاسع
كفاك بكاءً
الشظية التي اصابت رأسي لن تقتلني
افتح فمك واشرب من دم رأسي النازف
لا تخف منه .. انه حليب ابيض قد احمرَّ
فالمصائب والظروف يا ولدي ..
تجعل الاحمر ابيضاً وتجعل الابيض احمراً
ولدي ژيار …
الهجمات الظالمة صعبة جداً
وشعبنا لا سند له ولا معيل
نستنجد ولا احد يسمعنا .. لا احد يهمه ما يحدث لنا
ويلاه …
من رأى منكم شعباً بالملايين يصبحون كالوحوش في البراري والجبال ؟
ويلاه …
من رأى منكم زوج و زوجة ينفصلان بلا محكمة بلا رجل دين ؟
ويلاه …
من رأى منكم اطفالا يعيشون على السموم ؟
وصبايا تحملن وهنَّ عذارى ؟
ويلاه …
من رأى منكم سطوة البساطيل وبيدها القرار ؟
وفئراناً تخنق النمور ؟
ويلاه …
من رأى منكم عريساً يفقد رجولته من الخوف والجوع ؟
وامرأة من العري والخجل لا تكون مدام ؟
وضحاك القرن العشرين يكون صدام ؟
نم يا ولدي ..
كانت لدينا كسرة خبز وقد تعفنت
نم يا ولدي ..
لم يبق الا القليل ونصل الحدود
والاسبوع الذي قضيناه في الطريق لن يعود
*
وهكذا يا سادتي نام ژيار باكياً .. وطار الى الجنة
هذه كانت قصته في عام 1988