“جيل البوبجي” في ساحة التحرير.. كيف يتصدون لقنابل الغاز!
غالباً ما كان يطلق الطاعنون في السن على جيل الشباب الحالي لقب “جيل البوبجي”، معتبرين أنهم يلتهون باللعب عن كبريات الأمور، إلا أن مشاهد الفيديو التي انتشرت عن المظاهرات العنيفة التي تشهدها بغداد والمحافظات العراقية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي قد بينت بأن أبناء هذا الجيل قد استوحوا فكرة اصطياد قنابل الغاز التي تطلقها قوات الأمن لتفريق المتظاهرين والتي أدت إلى مقتل وجرح المئات منهم، من لعبة البوبجي المعروفة أيضا بـ”ساحات معارك اللاعبين المجهولين”.
عبد الله طلال، شاب عراقي، ارتدى قفازا أصفر ووضع على رأسه “طنجرة” عبارة عن خوذة وصمم درعا من العلم العراقي كتب علية عبارة “وراكم وراكم الفاسدين” وحمل بيده الأخرى “مقلاة” أو طاوة، قد تحول إلى صائد لقنابل الغاز بمقلاته أما الطنجرة فتحمي راسه من قنابل الغاز التي يقول عنها المتظاهرون إنها تخترق الجمجمة.
عبدالله قرر أن يعمل مسعفا لنقل الجرحى وأيضا محاربا ضد قنابل الغاز.
أضف الى ذلك تقليد شخصيات مثل بوحة والجوكر وفعاليات واحتفاليات وقصص إنسانية بعضها بعيد عن السياسة وعزف موسيقى وطبخ طعام للمتظاهرين ومفارز طبية لأطباء يعملون صباحا في المستشفيات ويأتون مساء لساحات التحرير وعاطلون عن العمل يرتدون زي المهرجين يحولون الخوف في ساحات التظاهرات من الملاحقة الأمنية وقنابل إلى مرح وأمل بمستقبل العراق الجديد الذي ينشدونه خاليا من الفساد والمحاصصة الطائفية.
أحد المتظاهرين في مقاطع منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي يعلق على مشهد ساحة التحرير قائلا: “ما شفت الشعب بهذه الألفة والتعاون متظاهر آخر علق قائلا “ماشايف العراق بهذه الروح الوطنية من يوم مانولدت”.
أغلب المتظاهرين في ساحة التحرير كانوا أطفالا او صبيانا عندما سقط النظام على يد القوات الامريكية وما تبع ذلك من عنف وأهوال.
في البصرة نقلت عدسات المصورين من الهواة حشدا من الشباب يبكون على نغمات نشيد موطني ومنذ ذلك الحين سرت في ساحة التحرير روح جديدة ، فتقاطر الفنانون يرسمون الجداريات وجاء المتبرعون بالطعام والممثلون والهزليون كأنما العراق يبحث عن روحه الضائعة في هذه الساحة الصغيرة التي تحمي نفسها من قنابل الغاز بمقلاة الطعام.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية