يوليو 21, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

فلاح الرسام: منازل راقية

منازل راقية
فلاح الرسام
انما المنازل الراقية هي تلك التي تُبنى في قلوب الفقراء والضعفاء, وتُصقل وتُرصن بدعاء المؤمنين الطاهرين. فيقطن تلك المازل مَن يخدم الانسان خدمة خالصة خاوية من كل مظاهر الشهرة والتكبر.
ان الحياة تبحثُ دائما عن ذلك الشخص الذي يمتلك مقومات الخادم الحقيقي (الانسان الذي لا يجذبه عطر المواد المغرية ولا يغويه مظاهر المنازل المنمقة) واذا ما وجدته تنتظره ليأتي اليها انسانا يخدم المحتاجين بالعمل ويقودهم صوب الاهداف المنشودة بالمحبة ضمن الاطار المرسوم له من قبل الاقدار.
ان الحياة وان تماشت بموازاة الخدام الوهميين (اولاءك الاشخاص الذين يتوقون الى التربع على عرشٍ شُيُد بسواعد البسطاء وزُين بعرقهم ) فسوف تسبقهم وتتخلى عنهم في قادم الايام. فبما ان الحياة هي حقيقة مجردة فهي لا تصادق غير الانسان ذو الوجه الواحد (الوجه الحقيقي) وهي وان كرّمت بعض المزيفين بشيٍ من المادة فسوف ترغمهم على دفع ثمنها مستقبلا كضريبة لها.
يا صديقي ان اردت الارتقاء لمستويات اسمى فعليك ان تنزل الى العمق . فمَن لا يغوص بجذوره نحو الاسفل لن يرتفع بغصونه نحو الاعلى. ومَن لا يعطي التربة الاتعاب لن يجني الاثمار من السماء. ومَن لم يدخل لب المجتمع لن يتعرف على معاناته ولن يقاسي ألآمه ويكابد اوجاعه. لربما تأخذك الرياح الى اماكن شبيهة بالفردوس ( لزمن محدد) لكنك ان لم تعي مفهوم الريح وان لم تدرك قيمة الفرص السانحة لك فسوف تأخذك الرياح الى اماكن ليست شبيهة بالجحيم انما هي حهنم لا محال(ولزمن غير معلوم). وهذا ايضا لكي تدفع فاتورة الحياة.
اجل يا صديقي اذا رغبت العيش الرغيد فَخذ قلب الفقير منزلا لك . واذا اردت العيش بأمان فخذ دعاء الضعيف درعا لك. اما السبيل الى قلوبهم لتنعم بسعادة داخلية تدوم الى الابد فهو فعل العمل الخيّر.
اهدي هذا المقال لنائب البرلمان العراقي السيدة (أمينة سعيد حسن) لجهودها الجبارة في خدمة بلدها ضمن الامكانيات المتاحة لها.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi