حوارات حقيقية من جينوسايد الايزيدية……(3)
الباحث/ داود مراد ختاري
حوار بين أم مخطوفة وابنها الذي اشتراه مالكاً كعبد له.
كنا في البيت، حاولنا الوصول الى الجبل لكن تم اعتراض طريقنا وعدنا الى الدار ثانيةً…. بعدها القي القبض علينا ونقلونا الى تلعفر، ذات يوم اجبرنا على الخروج من الدور أخذوا الرجال ومازال مصيرهم مجهولاً ، اما النساء تم ارسالنا الى مدرسة استعداداً لنقلنا الى سوريا وفي الطريق أخذوا مني ابنتي عمرها (13) سنة، قام الحارس بخلع ملابسها أمام أنظار الناس في الشارع العام لاني اعترضت من أخذها وقلت له: انها صغيرة ومريضة أريدها أن تكون معي، وبعدها جلدني عشر جلدات قوية على ظهري وكنت أصرخ ومع كل ضرب كان يردد :
– هل نأخذ ابنتك أم لا ؟؟ …
تتعالى صرخاتي ونزل الدم الى قدمي وأغمي علي، ومنذ ذلك اليوم لا أمتلك أية معلومة عن مصيرها ومصير زوجي واثنان من ابنائي أيضاً وكانت احدى بناتي عند شقيقتي وعمرها (4) سنوات وأخذوها منها، لم يبقى لي الا اطفالي الثلاثة الصغار .
وقالت الناجية (ك . خ) عمرها 35 سنة :
دخلونا في مدرسة داخل تلعفر لمدة خمسة أيام، ثم نقلونا نحن (340) إمرأة مع أطفالهن الى مدينة الرقة السورية، حسب ما قال أحد كتابهم عند النقل وهو ينادي بهذا الرقم على مسؤول النقل .
حينما وصلنا الى الرقة دخلونا في سجن كبير تحت الأرض كنا نرى الموت بأعيننا، المسؤولين لا يمتلكون الرحمة بتاتاً.
في كل يوم كانوا يأخذون مجموعة من النساء، وذات يوم بعد شهرين من بقاءنا في السجن، جاء داعشيان واشتراني مع امرأة أخرى كل واحدة منا لديها ثلاثة أطفال ، وامام ناظري بدأ يسلمان مبلغ الشراء بالدولار الى مسؤول السجن .
بقينا ستة أيام في دار مستهلك فيها ثلاثة من فتياتنا الايزيدية، ثم نقلنا الى دار آخر بقينا سبعة أشهر فيه، واصبحن نحن الاثنان خادمات لدورهم ..
ابني الذي فقدته في تلعفر عمره (12) سنة جاءني في مدينة الرقة السورية ذات يوم وبقى عندي يومان، قال :
– لقد اشتراني أحد السعوديين هنا في الرقة كعبد له … وأنا أخدم عبداً في داره ومضيفه.
– ماذا نفعل يا بني، أبقى لديه عملك أفضل من الموت .
– لكنه يهينني دائماً ويضربني .
– لقد اشتراك هذا السعودي بمبلغ من المال وبامكانه بيعك أيضاً .
– نعم يقول لي : ان لم تنفذ الأوامر وتنظف الدار جيداً سابيعك واستفاد منك مادياً أيضاً.
– لماذا يبيعك؟
– يقول نظام الرق حلال لدينا .
– هل يباع ويشترى الرجال كالنساء المخطوفات وما يسمونه (السبايا)؟
– نعم يا أماه، يستطيع بيعي حينما يشاء .
– كنت أعتقد البيع والشراء بالنساء فقط، لانهم يمتلكون كبدا جنسياً .
– أي تصرف مهين الى من هم خارج ديانتهم ممكن وحلال.
– هل متشائم من هذا العمل يا بني ؟
– شباب الحي ينادوني بالعبد المملوك، ولا استطع ان أرد عليهم، فأبكي على حالي .
– لا تهتم يابني، الله سيفتح لنا باب الفرج.
– لست متفائلاً للنجاة من هذه الحالة.
– ماذا عن تصرف عائلته معك ؟
– أنا أخدمهم ليل نهار ، ماذا يريدون مني بعد.
– أخاف من شكوى النساء عنك ؟
– قال لي : اني اشتريتك كعبد لي، من حقي التصرف بك، وفي حالة أي تصرف منك تجاه العائلة، سوف أخصيك (بتر القضيب الذكري)، كن حذرا.
– لا تخاف لا يمكن أن يخصيك ؟
– هؤلاء لا ذمة ولا ضمير، لا أستغرب من تصرفاتهم .
– لم نسمع بهكذا تصرف ؟
– لو فعل معي هذا التصرف، حينها سأنتحر .
واضافت والدته :بمساعدة الخيرين استطعت الاتصال مع أقرباءنا وانقذنا الله من الهلاك والجحيم، ولكن ابني مازال عبداً مملوكاً في عصر العولمة وحقوق الحيوان.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية