سكّري الحوامل… تدابير تقيك منه
سكري الحوامل نوع من داء السكري يُكتشف خلال الحمل.يظهر غالباً ابتداء من الشهر السادس للحمل ويختفي عادة بعد الولادة.
لدى الإنسان، تفرز البنكرياس الأنسولين، وهو هورمون يسمح بضبط كمية السكر في الدم. أما في حالة الحمل فتُحدث الإفرازات الهورمونية مقاومة للأنسولين.
كي تحافظ على مستوى طبيعي من الغلوكوز في الدم، تعمل غدة البنكرياس لدى المرأة الحامل بشكل أكبر من بنكرياس المرأة غير الحامل. لدى غالبية الحوامل تتأقلم البنكرياس مع هذه المقاومة، لكن عند 15 إلى %20 منهن فإنها لا تفعل قتركد كميات السكر التي تتناولها الحامل في دمها بدل أن تتوزّع على أعضاء الجسم.
تعاني فئة من النساء أيضاً النمط الثاني من السكري قبل الحمل من دون اكتشافه، ويمكن لذلك أن يؤثر على الجنين. إن لم يتم ضبطه، من الممكن أن يكون خطراً على الأم مسبباً لها ارتفاعاً في ضغط الدم الذي قد يؤدي إلى مقدمات الارتعاج. ولما كانت الكربوهيدرات تمرّ عبر الحاجز المشيمي، فإن الجنين من جهته يكدّس كثيراً من السكر، وبالتالي يتخطّى وزنه الأربعة كيلوغرامات عند ولادته مما يسبب تعقيدات خلال الوَضْعْ مثل صعوبة إخراج الجنين نتيجة تضخم جسده وأبرزها صعوبة إخراج الكتفين. ومن باب الحيطة غالباً ما يفضل الأطباء إجراء جراحة قيصرية. في فرنسا مثلاً، ثمة فحص مبكر للنساء المعرّضات لتلك التعقيدات. يبدأ منذ بداية الحمل ابتداءً من الأسابيع 12 لانقطاع الطمث.
تدابير غذائية وقائية
ابدئي بالتخلص من السكريات، أي السكر، العسل، السكاكر، الحلويات، الشوكولاتة، والمشروبات الغازية. يجب أن تقسمي وجباتك بانتظام. من الأفضل تناول ثلاث وجبات يومياً مع وجبتين خفيفتين، واحدة صباحاً وأخرى بعد الظهر. يجب أن تتضمّن وجباتك الكربوهيدرات النشوية التي تحتوي على السكر البطيء، ويجب أن تكون الكمية بين (100 و150 غراماً)، بالإضافة إلى الخضراوات الخضراء، باستثناء البزلاء التي تحتوي على كثير من السكر. بالنسبة إلى الفاكهة، والتي تحتوي بطبيعتها على كثير من السكر، اتفقي مع طبيبك أو اختضاصية التغذية على الكمية المسموح لك بتناولها. زيدي من كمية الألياف في وجباتك، تناولي الخبز الكامل الذي يحتوي على القمح الأسمر فهو أفضل من الخبز الأبيض، كذلك الأمر بالنسبة إلى الأرز والمعكرونة. ويمكنك قياس ومراقبة مستوى السكر في الدم من خلال جهاز صغير تحتفظين به في المنزل. افحصي معدل السكر من خلال هذا الجهاز ست مرات يومياً. مرة قبل تناول الوجبة ثم بعدها بساعتين. تكيّفين بعدها عدد المرات بحسب كمية الغلوكوز التي تظهر في الدم، لكن لا تجعلي من الأمر هاجساً.
تسمح لك مراقبة مستوى السكر في الدم بتقييم تأثير تناولك الطعام على الغلوكوز في جسمك. مثلاً، إذا تناولت قطعة صغيرة من المعجنّات يرتفع مستوى الغلوكوز. لن يؤثر ذلك على طفلك شرط ألا تتناولي كمية كبيرة، لكن من المهم جداً أن تقومي بالتمارين الرياضية طوال فترة حملك. مارسي السباحة، التمارين الرياضية في الماء، المشي. أما الطريقة المثلى فهي ممارسة بعض التمارين السهلة مرة على الأقل خلال اليوم.
تكفي هذه التدابير لدى 70 إلى %80 من الحوامل للحفاظ على مستوى طبيعي للسكر في الدم. لكن في ما يتعلّق بنسبة صغيرة من النساء فإن ذلك ليس كافياً. في هذه الحالة، يجب اللجوء إلى إبر الأنسولين لضبط مستوى السكر والتي لا تشكل أي خطر على طفلك. ستريك ممرضة كيفية أستعمال إبر الأنسولين بنفسك. تؤخذ الحقنة في البطن أو الفخذ بمعدل أربع إبر يومياً، حسب تعليمات الطبيب ومستوى السكر لديك. بعد ذلك، يجب أن تخضعي لمراقبة دقيقة تتضمَّن تخطيطاً بالصدى متكرراً لمراقبة حجم الجنين، ما سيمكّن الفريق الطبي تقدير وزن الطفل عند الولادة ويمكنه بناءً على ذلك معرفة إن كنت ستحتاجين إلى جراحة قيصيرية.
بعد الولادة وخروج المشيمة سرعان ما يعود جسمك إلى العمل بشكل طبيعي، وتختفي مقاومة الأنسولين. يجري الطبيب فحصاً بسيطاً لدم طفلك يؤخذ من كاحله لمراقبة مستوى السكر في دمه. في الواقع، من الممكن أن يعاني طفلك، الذي كان محروماً من السكر، نقص السكر في دمه إذا لم يتم ضبط داء السكري لديك. لذلك إن لم تكن كمية الحليب الذي يرضعه كافية لرفع مستوى السكر في دمه يلجأ الطبيب إلى إعطائه بعض السكر.
عندما يصبح راشداً، من الممكن جداً أن يعاني داء السكري النوع الثاني. أما بالنسبة إليك فبعد شهرين من الولادة تقريباً، افحصي السكر في دمك لتتأكدي من أن الأمور عادت إلى طبيعتها.
مخاطر معروفة
نجد في هذه الفئة النساء الحوامل اللواتي كن يعانين وزناً زائداً (مؤشر كتلة الجسم يزيد عن 25) قبل الحَمْل، أو اللواتي لديهن تاريخ عائلي في داء السكري (لدى الأب، الأم وأيضاً الجدّان، الأخوة أو الأخوات). عامل آخر هو السن: فوق الـ35 تعمل البنكرياس بشكل أقل فاعلية من بنكرياس امرأة عمرها 25 سنة. الأسباب الأخيرة، إذا كانت الحامل عانت مسبقاً سكري الحوامل أو وضعت طفلاً يزيد وزنه عن 4 كيلوغرامات.
يجب أن يكون معدل السكر الطبيعي في جسمك صباحاً قبل تناول الطعام تحت 0.92 غرام من الغلوكوز لكل ليتر من الدم. إذا كانت النتيجة جيدة، فيجب إجراء فحص آخر بين الأسبوع 24 و28 من الحمل، وهي فترة تثبت فيها مقاومة الأنسولين. يقوم الاختبار على ارتفاع في مستوى السكر عن طريق الفم ويسمى اختبار تحمل الغلوكوز الفموي. يجب أن تشربي في المختبر 75 غراماً من الغلوكوز الصافي وتتم مراقبتك على مدى ساعتين. بعد الساعة الأولى يجب أن يكون معدل السكر أقل من 1.80 غرام في ليتر الدم، وبعد ساعتين يجب أن يكون 1.53 غرام في الليتر. نتيجة واحدة لا تتوافق مع المعدلات الطبيعية كافية لتأكيد إصابتك بسكري الحوامل. في هذه الحال، يجب متابعتك من طبيب اختصاصي وأختصاصية تغذية، وتتبعين نظاماً غذائياً معيناً. الهدف من ذلك الحفاظ إلى أكبر حدّ ممكن على معدل غلوكوز طبيعي في الدم لتجنّب إبر الأنسولين.
مراقبة كل ثلاث سنوات
إذا استمرت الأعراض، فمن الممكن أنك كنت تعانين داء السكري قبل الحَمْل. يجب أن تتعالجي بسرعة. حتى لو كانت نتيجة الفحص طبيعية بعد الولادة، فثمة دائماً خطر إصابتك بالسكري النوع الثاني في السنوات اللاحقة، خصوصاً إذا كنت تعانين الوزن الزائد. لذلك يجب ان تراقبي مستوى السكر في دمك خلال ثلاث سنوات. وما يزيد أيضاً من خطر عودة المرض هو حمل ثانٍ، فإن احتمال الانتكاسة هنا %50. كي تتفادي إصابتك الدائمة بالسكري بعد الحمل، حافظي على العادات الجيدة التي مارستها خلال حملك، أي نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. وأثبتت الدراسات أن من شأن هذه التدابير تخفيف إلى النصف خطر إصابتك بالسكري. عليك أن تعلمي أيضاً أن النساء اللواتي يرضعن أطفالهن لمدة طويلة (بين 5 و10 أشهر) معرّضات بشكل أقل بكثير من غيرهن للإصابة بالسكري النوع الثاني.
Read more: http://www.sotaliraq.com/womens-world.php?id=21829#ixzz40ucW07Nx
\\\\\\\\\\\\
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
