يونيو 22, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

عراقيات زوجات إرهابيين عرب “مفخخات” بالدعارة والأطفال المجهولين

عراقيات زوجات إرهابيين عرب “مفخخات” بالدعارة والأطفال المجهولين
بغداد/ نازك محمد خضير : تزوج العشرات من النساء العراقيات بالإكراه، بإرهابيين من جنسيات عربية، في عدد من المدن الساخنة الحاضنة للمجاميع المسلحة، تُرك أغلبهن مع أطفال بلا نسب ومستقبل نحو الهاوية، في بقايا بيوت عنوانها العوز والدعارة.

في منطقة أبي غريب، الواقعة غربي العاصمة العراقية، توجد حوالي 30 أرملة ومطلقة ومهجورة وزوجة سجين، فقدن أزواجهن بسبب انتمائهم لتنظيم القاعدة والدولة الإسلامية، حتى دفعهن الفقر إلى المتجارة بالشرف “البغي”، في الأوقات التي يذهب أطفالهن للتسول والعمل، بحسب شهود عيان من أهالي المنطقة.

وتقطن في مدن محافظة ديالى “الواقعة في الجهة الشرقية من العراق”، نحو 15 امرأة مع أطفالهن، حيث يساوم الإرهاب ذويهن بين الموت أو منحهم بناتهم للزواج الذي لا يدوم سوى ليالٍ. تزوجن جميعهن وهن قاصرات، بعد أن تعرض ذووهن للتهديد بالقوة والسلاح، من قبل أمراء في تنظيم القاعدة أو دولة العراق الإسلامية، وأغلبهن من الأميات دون عمل أو شهادة تعليم تكسبها المال.

وحسب القانون العراقي فإن الطفل المولود من أم عراقية فهو عراقي، لكن مشاكل نسب هؤلاء الأطفال هو ضياع وثائق أصل الأب أو عدم التوصل إليها، سيما أن أغلب الإرهابيين الآباء “عرب” لا يتسنى التوصل لحقائقهم من بلادهم وصعب جداً معرفتها لعدم وجود اسم حقيقي لهم في العراق.

زيجات الإرهاب هذه أوقعت العديد من النساء العراقيات، فقد تورطت منهن بمساندة أزواجهن في عمليات العنف التي تضرب البلاد، انتهى المطاف بهن سجينات ومنهن من نفذ بها حكم الإعدام.

ولا يكل الأطفال في منطقة أبي غريب من نعت أطفال العراقيات من الإرهابيين بـ”ابن الإرهابي”، والذين قد ترسم الظروف لهم مصيرا مشابها لآبائهم نحو عالم الجريمة والرذيلة، بعيداً عن أحلام الطفولة والدراسة. ولأن أغلب هؤلاء الأطفال دون أب يذكر، لم يحصلوا على وثائق مدرسية وهوية أحوال مدنية، تمكنهم من دخول المدرسة أسوة بباقي الأطفال.

فرق وزارة حقوق الإنسان العراقية التقت عددا من النساء المتزوجات من الإرهابيين، في المواقف والسجون، وحسبها فإن قسما منهن متورطات بالإرهاب، وسط مطالب بإنقاذ الأخريات من العوز والتسول. ويقول المتحدث باسم وزارة حقوق الإنسان العراقية، كامل أمين، “إن مشكلة المتزوجات من الإرهابين فيما يخص وثائق الأزواج ، ورغم أن القانون العراقي وضع معالجات لها، لكن عملية الإثبات صعبة جداً”.

واضاف أمين، من خلال مقابلاتنا مع زوجات الإرهابيين، لا يعرفن ان أزواجهن إرهابيون أصلاً، كما لا تميز إحداهن لهجاتهم بين السعودي، اليمني، التونسي والمغربي، ولا تمتلك وثائق عن نسبه وأصله، ولا تعرف حتى أسمه الكامل سوى الحركي الذي أخبرها به. وأوضح ان عملية إثبات نسب الابن ليست سهلة، بل إنها قضية إجرائية، يتحمل مسؤوليتها المجتمعية والقانونية ذوو الزوجة.

وتابع أمين ان الكثير من ذوي زوجات الإرهابيين سجلوا أولادهن بأسماء الأجداد أو إخوتها، سيما أنهن لا معرفة لهن بأسماء أزواجهن حتى “الاسم الكامل”، منوهاً إلى مساعِي وزارة حقوق الإنسان لتتم الإجراءات ومعالجة الموضوع قانونياً، وأن تكون للأزواج وثائق تسنح لأطفالهم النسب ودخول المدرسة.

وتأمل الوزارة من الجهات المسؤولة، سيما القضاء تسهيل الإجراءات على أطفال هؤلاء الزوجات، لاحتواء هذا الجيل الذي هو نتيجة الخطيئة التي ارتكبها أهله. وألمح أمين إلى صعوبة التوصل إلى أسماء ووثائق الإرهابيين العرب، ممن تركوا زوجات وأطفالا، بعد موت أو هجرة أو سجن، من خلال سفاراتهم لإثبات واقعة الزواج ونسب الأبناء.

على الصعيد نفسه قالت انتصار الجبوري، رئيس لجنة المرأة والأسرة والطفولة البرلمانية إن “النساء العراقيات اللواتي تزوجن من ما يدعى بـ”أمراء القاعدة ، والدولة الإسلامية” المنتمين إلى دول عربية ، بالإكراه من ذويهن بعد أن أجبر الأب على تزويج ابنته لهؤلاء الإرهابيين بالقوة والقتل، لا يعرفن أسماء أزواجهن الحقيقية أو جنسياتهم”.

وأضافت الجبوري وهي عضو في القائمة العراقية، ان الأزواج هؤلاء يحملون أسماء وهمية، منهم من هاجر إلى بلد آخر، والذي قتل، ومن سجن وأعدم، خلفوا عراقيات أرامل ومطلقات وأطفالا بلا نسب”، لافتة إلى أن احدى منظمات المجتمع المدني طرحت على لجنة المرأة ، حالات لـ 15 امرأة في ديالى، وقعن ضحية لزيجات الإرهاب.

الجبوري نوهت إلى أن قانون الرعاية الاجتماعية عالج اوضاع المهجورة والأرمل، وسيمنحهن الإعانات والقروض المدرة للدخل، لدمجهن في سوق العمل والاستفادة من طاقاتهن البشرية والعملية، بغية القضاء على ما يتعرضن له من بؤس وتسول ويبعد أطفالهن عن العمالة والجهل.

وطالبت لجنة المرأة والأسرة والطفولة البرلمانية، الأسر العراقية بتوخي الحذر من الإكراهات التي تمارس عليها من المجاميع الإرهابية، سيما التي تقطن المدن الساخنة، وإبلاغ الأجهزة الأمنية عن هذه الأمور، ليتسنى للمشرف العراقي الحفاظ على كرامة المرأة، وعدم إدخال العناصر الإرهابية للبلاد، وتفاقم وجودهم من أجل التخريب.

يجدر ذكره ان وجود المطلقات والأرامل ضحايا زيجات الإرهاب، في المناطق الساخنة حواضن القاعدة، أبرزها الموصل، ديالى، بابل، أطراف بغداد، والريف، وغيرها.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi