البيت الابيض يكرم ناشطة كردية
كتبتْ تيسا مانويلا تقريراً في موقع روداو عن تكريم امرأة كردية من البيت الابيض. إذ تم تكريم كاسار عبد الله التي تقيم في ناشفيل بالولايات المتحدة، العراقية الولادة ومن العرق الكردي من قبل الرئيس الاميركي باراك اوباما لمساعدت المهاجرين من امثالها ليدمجون في المجتمع الاميركي ويسكنوا في بيوتهم الجديدة هناك في الولايات المتحدة.
وتقول عبد الله التي تسلمت جائزة البيت الابيض الذي منحها لقب “بطلة برنامج التغيير”، “لا يعرف العديد من الاميركان عن المهاجرين واللاجئين ولماذا جاءوا الى الولايات المتحدة.. وبجذبنا للناس المقيمين في الولايات المتحدة منذ وقت طويل الى حلقات نقاشية ساعد كثيرا في تذليل المخاوف وسوء الفهم حول الاميركان الجدد”. وكان تكريمها من رئيس الولايات المتحدة غير متوقع للمقيمين في مقاطعة تينيسي لانها نفسها جاءت الى الولايات المتحدة كلاجئة، بعد الحملة التي قادها صدام على الاكراد في تسعينيات القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين، اصبحت ناشفيل الوجهة الجديدة للعديد من المهاجرين واللاجئين من امثال عبد الله. في الماضي كان المهاجرون واللاجئون يأتون من اوروبا وكانوا من القوقاز البيض. ولكن بعد ذلك وفي السنوات القليلة الماضية بدأ اللاجئون يتدفقون من اميركا اللاتينية والشرق الاوسط واوروبا. وجمعت عبد الله اسهماً من مختلف القطاعات بما فيها رجال الاعمال والقادة الدينيين والسياسيين لتطلق حملة رسمية بعنوان مبادرة الترحيب في تينيسي في العام 2006.
ومولت هذه الحملة من تحالف حقوق اللاجئين والمهاجرين في تينيسي وهدفت في البداية الى ازالة الغموض عن عمليات الهجرة وعرضها لمواطني تينيسي من خلال المناقشة والتثقيف. وتعد تينيسي موطناً لمجتمع كردي كبير في الولايات المتحدة، معظمهم من الاكراد العراقيين الذين فروا من حكم صدام. ومبادرة عبد الله، التي لا تزال مستمرة الى اليوم، عبارة عن تعاون مشترك بين مختلف الطبقات الاجتماعية للناس المهتمين في تينيسي. وسفراؤها ومتطوعوها يعملون معا لزيادة الوعي حول كيفية تقاسم الاميركان الجدد للقيم الموجودة في تينيسي، وتساهم في اقتصاد المقاطعة وتعزز من ثقافتها المشتركة وتقوي الاواصر الاجتماعية بين افراد مجتمعها. وفي اقل من ثلاث سنوات، لاقت فكرة مقاطعة تينيسي بالترحيب المهجرين القبول والترحاب في 19 ولاية عبر الولايات المتحدة، بحسب ما ذكرت عبد الله. فالحركات الشعبية التعاونية التي اطلق عليها “نرحب بكم في اميركا”، تمهد لمبادئ احترام وتعاون متبادلين بين الاميركان المولودين خارجها والمولودين في داخل الولايات المتحدة. وكونها عضواً في مجلس ادارة محطة تلفزيون ناشفيل فان عبد الله ساعدت في تطوير برنامج وثائقي حاز على جائزة ويطلق عليه اسم “الجيران”، والذي ينظر الى حال مدينة ناشفيل كوجهة جديدة للاجئين والمهاجرين. وساهمت عبد الله بشكل تطوعي من اجل انطلاق البرنامج الوثائقي عندما اخذت الكاميرات الى منزلها، وقدمت عائلتها للاميركان – زوجها وبنتان صغيرتان – وعرفتهم كذلك باسلوب الحياة الكردي. وتتذكر عبد الله كيف ان والدها تمنى ان تحصل على وظيفة تعينها على تكوين حياة كريمة مثل ان تكون طبيبة او محامية. ولكنها ارادت ان تنخرط في جامعة تينيسي كناشطة في علم الاجتماع والمجتمع. وقالت عبد الله “بعد تكريمي كبطلة للتغيير يمكن ان يساعد الناس هناك على تفهم العمل الذي اقوم به واهميته”. وبعد تغلبها على العديد من العقبات في داخل المجتمع الكردي، بما فيها الانحياز نحو جنس المرء (رجل ام انثى)، كان مسؤولية شاقة لعبد الله التي ارادت ان يكون لها صوت في مجتمعها وفي اميركا. وتوضح عبد الله “انت لا ترى العديد من النساء الناشطات في تينيسي”. مضيفة “اما ان تكون زوجة وأماً، وانثى – فهذا الامر صعب على المرأة في ان تخلق لها مجالاً من الحرية”. وانتقلت عبد الله من منصب مدير الى منصب استشاري يقدم النصيحة في ولاية تينيسي. في 2011، شاركت في تمويل منظمة المركز الاميركي للتوعية الذي يتخذ من تينيسي موقعاً له لمساعدة المسلمين في الاندماج مع المجتمع. وعبد الله ايضاً عضو تأسيسي في مركز المرأة الكردية من اجل صحة افضل، لرفع المستوى المعرفي في الحصول على اسلوب حياة اكثر صحة للمرأة الكردية وحول منع سرطان الثدي. وتقول عبد الله “ان فقدان المرأة الكردية لصوت يمثلها في الولايات المتحدة – وفي كردستان ايضاً – اعطاني القوة للاستمرار.. واذا كنت انا – الفتاة اللاجئة – استطيع ان افعلها، فاني اتمنى ان اصبح مصدر الهام للاخريات للقيام بالشيء نفسه”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية