يونيو 19, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

العنوسة في العراق: تعددت الأسباب والضحية هي المرأة

العنوسة في العراق: تعددت الأسباب والضحية هي المرأة‎‎

في الماضي كانت الفتاة تنتظر ليأتي إلى خطبتها الرجل أو الشاب المناسب فترفض المتقدمين لها حتى تجد من يكون مؤهلاً بحسب المعايير التي تضعها في الرجل المتقدم إليها، أما اليوم فقد أصبحت فئة كبيرة من الفتيات يوافقن على أول شخص يأتي لخطبتها وتتزوج منه والنتائج غالبا ما تكون سيئة قد تنتهي بحياة زوجية تعيسة أو طلاق سريع أو قد يحالفها الحظ مع رجل المناسب صدفة، المهم أن لا تضيع على نفسها فرصة التخلص من لقب «العانس» الذي قد يلاحقها حتى بقية عمرها.

وبحسب مراقبين، فإن هناك عدة عوامل وأسباب لظاهرة العنوسة في المجتمع العراقي، فقد تحدث العنوسة نتيجة فرض قيود على البنت، إذ أن منعها من الخروج للتعلم أو العمل يقلل حظوظها في العثور على الزوج المناسب، كذلك الوضع الاقتصادي في البلاد، وتفشي البطالة والهجرة والحرب والصراعات الداخلية، والفارق التعليمي والمعايير التي تضعها الفتاة لزوج المستقبل، جميعها أسباب أدت إلى ارتفاع نسبة العنوسة في العراق لتصل إلى مستوى الظاهرة في المجتمع العراقي.

المؤهلات والإرث

وبهذا الصدد تقول الباحثة الاجتماعية، حوراء الموسوي في حديث لـ (باسنيوز)، إن «بعض الفتيات يكنّ ذات مؤهلات عالية، تعليم جيد وعائلة من الطبقة المتوسطة أو أعلى من المتوسطة فيرفضن الزواج من شباب أقل منهن تعليما ومكانة اجتماعية، إضافة إلى ذلك هناك عائلات لا تزوج بناتها بسبب الإرث، الأملاك والأموال التي ترثها من والديها، وعلى هذا الأساس تمنع الفتاة من الزواج حتى لا تذهب تلك الأملاك للغريب».

وتطالب الموسوي، كلاً من الحكومة ومنظمات المجتمع المدني بتثقيف وتوعية الفتيات من جهة ودعم الشباب عبر المشاريع الصغيرة والكبيرة لخلق فرص عمل لتحقيق أحلامهم وبالتالي تكوين أسرة.

وتقول المحاسبة المتقاعدة من دائرة صحة الأنبار والتي رفضت الكشف عن اسمها، والتي تبلغ من العمر 50 عاما ولم تتزوج: «أنا خريجة كلية الإدارة والاقتصاد جامعة المستنصرية في تسعينات القرن الماضي»، وتضيف «كنت جميلة وصغيرة وكان الكثيرون ياتون إلى خطبتي ولكني كنت أرفضهم واحداً تلوى الآخر لأني كنت أجدهم غير مناسبين لي، إما كانوا فقراء أو يرفضون السكن في بيت مستقل على سبيل المثال، أو أن مظهرهم لا يعجبني».

وتتابع «بعد ان تخرجت وتعينت كمحاسبة في وزارة الصحة وجدت أن عمري أصبح فوق 25 سنة، واكتشفت أنه كلما كبرت الفتاة بالعمر وهي غير متزوجة ارتفعت سقف مطاليبها بالزوج الذي تريده أن يشاركها حياتها، لذلك وصلت إلى هذه النتيجة، بقيت بلا زواج بالرغم من أني املك تقاعد جيد ومنزل وسيارة، ولكن ليس لدي زوج أو أطفال».

ويؤكد بعض الشباب، أن غلاء المهر وارتفاع تكاليف الزواج إلى مبلغ لا يقل عن 15 مليون دينار (أكثر من 10 آلاف دولار) رفع من مستويات العنوسة في العراق، فالعائلات أصبحت غير قادرة على تلبية طلبات أبنائهم المقبلين على الزواج من جهة، وتمسك أسر البنات بسقف عالٍ من الطلبات عبر المبالغة بالمهر والمقدم والمؤخر أيضاً تسبب ببقاء الفتيات بدون زواج.

ارتفاع متطلبات الزواج

من جانبها ترى الأستاذة الجامعية المتخصصة بعلم الاجتماع شيماء أكرم البياتي، أن «الشباب أصبحوا عازفين عن الزواج نتيجة الحالة الاقتصاية الصعبة، وحتى الذين يقبلون على الزواج أصبحوا يبحثون عن إمراة عاملة لتستطيع أن تسد جزءا من مصاريف العائلة».

وتقول البياتي، إن «ارتفاع تكاليف ومتطلبات الزواج وعدم مراعاة أهالي الفتيات ظروف الشباب والبحث عن المظاهر الباذخة، إضافة إلى عامل البطالة الذي يدفع الكثير من الشباب للهجرة إلى خارج البلد، تسبب بتأخر الشباب بزواجهم، كما يزيد احتمال ارتباطهم بأجنبيات، وبالتالي زيادة نسبة العوانس داخل البلاد ترتفع يوما بعد الآخر».

وبحسب شرح الأستاذة المتخصصة بعلم الاجتماع، فإن «هناك عوامل أخرى تتعلق بنفسية المرأة، فغالبية الفتيات لا يثقن بالرجال خاصة مع عدم استقرار البلد أمنيا وسياسيا، والتغيرات التي طرات على المجتمع العراقي بعد 2003، كما أن هناك العامل الاجتماعي الذي يلعب دورا مهما في هذه الظاهرة، إذ لا تزال هناك أعراف وعادات عشائرية وقبلية من ضمنها ما يسمى بالنهوة من قبل ابن العم، حيث يمنع زواج الفتاة إلا لابن عمها».

وبحسب تصريحات للأمم المتحدة في العراق، فإن ازدياد نسب العزوف عن الزواج مرتبط بارتفاع نسبة العاطلين عن العمل بين الخريجين، بالإضافة لازدياد متطلبات الزواج عن السابق، مما شكل عبئا كبيرا على كاهل الشباب وأسرهم.

وتشير إحصائيات غير رسمية لمنظمات مجتمع المدني إلى ارتفاع معدلات العنوسة في العراق لدرجة خطيرة، بعد بلغت نسبتها ما يقارب الـ70 في المئة، بحسب إحصائيات غير رسمية لمنظمات تعنى بشؤون المرأة.

ويتجاوز عدد الإناث في المجتمع العراقي 18مليون نسمة، وتقول المنظمات الدولية إن العانس هي المرأة التي تجاوز عمرها 35 عاماً ولم تتزوج بعد. ويشهد المجتمع العراقي درجة عالية من العنوسة وتأخر سن الزواج بين أعمار 18 إلى 45 سنة.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi