“بارتفاع حافلة”.. وفاة مصرية “عملاقة” دخلت موسوعة غينيس
بعد صراع مع المرض وتنمر المجتمع، توفيت المصرية هدى شحاتة (30 عاما) التي كسرت ثلاثة أرقام قياسية في موسوعة غينيس بسبب ضخامة جسدها نتيجة خلل هرموني.
وقال موقع “صدى البلد”، السبت، إن شحاتة، التي ولدت وعاشت في قرية الجمالية بمحافظ الشرقية في دلتا النيل، توفيت بعد أن دخلت في “غيبوبة كاملة” الأيام الماضية.
وذكر تقرير سابق لصحيفة اليوم السابع أن “إحدى كليتيها توقفت عن العمل وكانت تعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي” نتيجة لهذا الخلل، وذلك نقلا عن شقيقها محمد، الذي يمر بتجربة مماثلة.
وكانت غينيس قد أعلنت في يونيو الماضي دخول هدى وشقيقها محمد (33 عاما) الموسوعة بسبب ضخامة حجمهما.
وحصلت هدى على ثلاثة أرقام قياسية، هي أكبر قدم امرأة (33.1 سم) وذلك لقدمها اليمنى، وأكبر يد امرأة (24.3 سم) في يدها اليسرى، وأوسع مدى ذراع لأنثى (236.3 سم).
ويبلغ طول الشقيقين معا 414.4 سم، وهو ما قال بيان الموسوعة إنه يضاهي “ارتفاع حافلة لندن المكونة من طابقين”.
وحقق محمد الرقم القياسي لأكبر مدى ليد شخص ذكر (31.3 سم) في يده اليسرى، وأعرض مدى لذراع ذكر بقياس 250.3 سم.
وقالت تقارير عدة إن الشقيقين يعانيان من تضخم في الغدة النخامية، وهو ما سبب زيادة في إنتاج هرمونات النمو.
معاناة مع المجتمع
وكانت هدى تعيش طفولة طبيعية، وعندما بلغت 12 عاما، لاحظت أنها كانت تنمو بشكل غير طبيعي، وكانت أكبر حجما من زميلاتها.
ونتيجة لكبر حجمها، كانت وشقيقها لا يستطيعان شراء الملابس والأحذية من المحلات، واستعانا بخياط ملابس لتطريز ملابسهما، وكان يذهبان إليه مرة كل عام لصناعة ملابس جديدة نتيجة لزيادة حجمها باستمرار.
ونقل موقع About her عن محمد قوله: “طولي يزداد سنويا حوالي 3 إلى 4 سنتيمترات، وأطرافي تنمو بشكل غير معقول”.
وقالت هدى: “لم أر مطلقا وضعا مثلي ومثل أخي في أي مكان آخر في العالم.. لم أستطع أن أعيش حياتي كما تفعل النساء الأخريات.. لطالما حلمت بارتداء الملابس مثلهن، لكني أقبل نفسي الآن وأعيش معها الرضا والقناعة”.
وقال موقع “صدى البلد”، الذي أجرى مقابلة سابقة مع الشقيقين، إن تضخم الغدة تسبب أيضا في حدوث “آلام متكررة بالرأس والظهر والقدم، فلا يقدران على القيام بأعمال شاقة”.
وقال الأطباء المعالجون لهما إنها يحتاجان إلى عملية جراحية لإيقاف نموهما في أقرب وقت ممكن، وذكر محمد في مقابلة مع “اليوم السابع” أن الفحوص الطبية أكدت حاجته لعلاج تضخم الغدة النخامية، لكنها مكلفة، في حين أنه يعتمد على المساعدات الحكومية لسد حاجاته اليومية لأنه لا يستطيع العمل بسبب هيئته.
وتحدث محمد وهدى لصحيفة “صدى البلد” عن معاناهما مع التنمر خارج المنزل، سواء بالنظرات أو بالأقوال والأفعال، وقال محمد إن الكبار والصغار كانوا يسخرون منه، وكان الأطفال يقذفونه بالحجارة.
وقالت هدى: “تركت التعليم وأنا في ابتدائي بسبب سخرية أحد أستاذتي وأي شخص غريب يدخل المدرسة، فقررت البقاء في البيت لأن نفسيتي تعبت جدا وكنا دائما نرجع البيت في حالة بكاء”.
وقال محمد في مقابلة “اليوم السابع” إنه بسبب ضخامة جسده اضطر للبقاء في المنزل، ورغم أنه حصل على قدر جيد من التعليم، باءت محاولات الحصول على وظيفة بالفشل.
ويشير كذلك إلى صعوبة المشي والحركة بسبب نشاط الغدة وتأثيرها على العمود الفقري، ولا يستطيع استخدام أي مركبات عامة، لأنها لن تناسب حجمه.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية