هل يبكي الجنين داخل الرحم؟ الموجات فوق الصوتية تظهر “تدريبا” مثيرا
بدءا من الثلث الثاني من الحمل، قد تشعر المرأة الحامل أن جنينها يركل ويتدحرج، لكن هل يمكن التأكد إذا كان بإمكان الأجنة البدء في البكاء قبل ولادتهم؟
ورغم أن النساء الحوامل لا يمكنهن أن يشعرن بأمر كهذا، ولكن الأبحاث تشير إلى أن الأطفال يبدأون في التدرب على البكاء، وهم داخل الرحم، بحسب تقرير لموقع “ساينس أليرت”.
وسمحت تقنيات الموجات فوق الصوتية برصد ما يجري داخل الرحم ومراقبة الأجنة أثناء نموها. وعلى سبيل المثال، يُظهر مقطع فيديو في دراسة نُشرت في مجلة “أرشيفات الأمراض في الطفولة”، قيام الجنين الذي عمره 33 أسبوعا بصناعة تعابير وجه تبدو وكأنه يبكي.
وأعطى الباحثون الجنين تحفيزا، فقام بفتح فكه على نطاق واسع، وأخفض ذقنه وأطلق ثلاثة زفرات على التوالي، بينما ارتفع صدره ومال رأسه للخلف، وهو سلوك قد يشير إلى بكائه.
وشوهدت هذه الحركة في 10 أجنة (حوالي 6 في المئة من إجمالي عدد الأطفال الذين تم فحصهم في الدراسة). فهل كان هذا الجنين يبكي في الرحم؟
وقام فريق بحثي يدعى “ريسلاند” بتحليل تطور تعابير الوجه في الرحم من خلال مراقبة حركات الأجنة خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل، من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية رباعي الأبعاد لحركات الجنين.
وقد تكون تعابير الوجه هذه، بما في ذلك “البكاء و “الضحك” التي حددها ريسلاند في بحث نُشر في مجلة “PLOS One” عام 2011، نوعا من التدريب لتعبيرات الوجه المستخدمة خارج الرحم.
ويبدو أن الجنين يمارس على الأقل حركات البكاء قبل الولادة، ويجهزها للعمل عندما يأخذ أنفاسه الأولى.
وليس من الممكن معرفة إذا كانت حركات البكاء مرتبطة بأي شكل من الأشكال بألم أو انزعاج الجنين.
وأوضح فريق ريسلاند أن تعبيرات الوجه تلعب دورا مهما في الترابط والتواصل بعد الولادة بين الوالدين والطفل.
وأشار إلى أن تطوير تعبيرات الوجه الكاملة يتم تعلمه بعد الولادة في السياق الاجتماعي للتفاعل مع الناس.
ولا يبدأ الأطفال بالابتسام اجتماعيا إلا بعد ثمانية أسابيع تقريبا، ولا تأتي ضحكات الأطفال إلا بعد أربعة إلى ستة أشهر تقريبا، ولكن وجوههم تطور هذه القدرات قبل أسابيع من الولادة.
وذكر الفريق أن الأجنة لا تنتج الدموع، ولا يبدأ البكاء بالدموع عادة إلا بعد حوالي 4 أسابيع من الولادة .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية