تصفهم بـ”أبنائها”.. مغربية تحول منزلها إلى مأوى للقطط
حولت امرأة مغربية، تعيش وسط العاصمة الرباط، منزلها إلى مأوى لعشرات القطط، إذ تسهر يوميا على الاعتناء بها، في ممارسة دأبت عليها منذ نعومة أظفارها، وتقول إنها تعتبر القطط بمثابة “أبناء” لها.
ويختلف منزل حبيبة التازي، الواقع في حي “ديور الجامع” عن بقية منازل الحي، فقد حولته إلى مأوى للقطط، حيث تتقاسم معها ذات الجدران وكل تفاصيل اليوم، لدرجة أن القطط أصبحت تشكل لها “لذة الحياة” على حد تعبيرها.
ولحبيبة قصة طويلة مع القطط -التي تصفهم بأنهم “أبناءها”- بدأت منذ طفولتها، مروروا بصدمة رفض جيرانها ما تقوم به، وصولا إلى تأسيس جمعية للدفاع عن الحيوانات.
البدايات
تربط حبيبة بالقطط علاقة وجدانية فريدة من نوعها، يلمسها كل من يستمع إلى أحاديثها عنها بكل حب ووفاء، وكذلك عن معانتها بكل حرقة وتأثر، وتقول إن “لا حياة لها بدون القطط”.
وبدأت قصة ولع حبيبة بالاعتناء بالقطط، منذ الطفولة، حين كان والدها يعود إلى المنزل وفي يده قط ضعيف عثر عليه مهملا في الشارع، ويحتاج إلى الرعاية.
وكانت مثل هذه المشاهد المتكررة تترك أثرا كبيرا في نفس حبيبة الطفلة، الأمر الذي جعلها تقترب أكثر من هذا الحيوان الأليف. وعندما بلغت 16 عاما، كانت ترعى حبيبة حوالي 20 قطا وقطة داخل المنزل، كما كانت تهتم بقطط أخرى في الشارع.
وقتول حبيبة في حديثها لموقع سكاي نيوز عربية، إنه عندما امتلأ منزلها بعدد كبير من القطط، اضطرت للتخلي عن ثلاث منها لصالح إحدى الجمعيات المهتمة بالعناية بالقطط، غير أنها صدمت بلجوء الجمعية إلى قتلها عبر ما يسمى “القتل الرحيم” بالرغم من حالتها الصحية الجيدة، وهو الحادث الذي أثر كثيرا في نفسية حبيبة.
نظرة المجتمع
علاقة حبيبة بالقطط لا يفهمها الكثيرون، فعدد من الأشخاص يرون في الحيوانات عموما والقطط بصفة خاصة سببا لنقل الأمراض إلى الإنسان، ومن هنا كان جيران حبيبة كثيري الشكوى من تربيتها للقطط في المنزل، وذهب الأمر إلى حد اعتداء بعضهم على القطط.
وعلى عكس ما يعتقد البعض، تقول حبيبة إنها كانت تعاني من “الربو”، ورغم ذلك فإن تربيتها لعدد كبير من القطط أكسبها مناعة أقوى وشفيت من هذا المرض التنفسي.
وتشكو حبيبة من معاملة الناس للقطط وتقول: “لا يحسنون للقطط والحيوان بصفة عامة، بل هناك من يؤذيها عن قصد”.
وتطالب حبيبة بوضع حد لتعذيب الحيوانات والدفاع عنها قانونيا عبر عقوبات تصدر ضد المخالفين، خصوصا أولئك الذين يتسببون في قتل الحيوانات بسيارتهم من دون حسيب أو رقيب.
وتستغرب حبيبة من تصرف البعض ممن يرمي بقايا أكله في النفايات وتتساءل: “لماذا لا يقدمون هذا إلى قط أو كلب ضال في الشارع. الأمر لن يكلفهم شيئا، وهو تصرف سيشعرهم بالسعادة”.
تأسيس الجمعية
دفع حادث قتل 3 من القطط داخل إحدى الجمعيات بمدينة الرباط، حبيبة، إلى التفكير في إنشاء جمعيتها الخاصة للدفاع عن الحيوانات. ورغم الصعوبات، تمكنت من تأسيس جمعية “آذان” للدفاع عن الحيوانات والطبيعة منذ ما يقرب من 18 عاما.
ومن بين أهداف حبيبة في هذه الجمعية، المحافظة على الحيوانات من خلال توفير الملجأ والمأكل والرعاية الصحية لها، وكذلك التشجيع على ثقافة تبني الحيوانات ومحاربة التخلي عنها، وعدم تركها عرضة للجوع والمعاملة السيئة والاستغلال.
كما تسعى حبيبة عبر جمعيتها إلى تعزيز دور المجتمع وتوعيته بأهمية احترام الحيوان وحقوقه، وتطالب بوضع حد لتعذيب الحيوانات عبر إصدار عقوبات رادعة في هذا المجال.
وتتكفل حبيبة حاليا داخل بيتها، وهو مقر للجمعية كذلك، بتقديم العلاج والعناية للقطط المريضة فقط، لأنها لم تعد تقوى على استقبال الأعداد الكبيرة منها، والتي تصلها كل يوم، إلا أنها تساعد في إيجاد ملجأ لها عبر نشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي لمن يرغب في التكفل بها.
وتدافع مربية القطط أيضا عن الكلاب الضالة، وتدعو إلى عدم قتلها، بل تجميعها وتعقيمها والعناية بها، وتحديد عدد حيوانات الشارع، للتمكن من القضاء على الأمراض التي تعدي الإنسان.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية