الفتيات المصابات بالتوحد لديهن تعاطف أكثر من الفتيان
وجدت دراسة جديدة أن الفتيات المصابات بالتوحد هنّ أفضل في التغلب على صعوباتهن في المهارات الاجتماعية، مقارنة بالفتيان المصابين، في خطوة هامة تسعى إلى فهم كل من التوحد ونوع الجنس، إذ كشفت البحوث الأخيرة أن الفتيات أكثر احتمالاً في تعاطفهن مع الآخرين.
وقام الباحثون في الدراسة بتحليل سلوك لـ 68 مراهقاً سواء كانوا يعانون من المرض أو لا يعانون. وكجزء من الاختبار، تظاهرت باحثة بأنها اصطدمت بإصبعها، وهتفت بأنها تشعر بألم شديد وتقوم بهز يديها لتوصيل شعورها القوي بالألم، ومن ثم نظر باحثان آخران الى الفيديو لتقييم مدى تفاعل المشاركين مع الفيديو، وفق ما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ولاحظ الباحثان أن الفتيات سواء كانوا يعانين من التوحد أو لم يعانين، تعاطفن مع الحدث أكثر من الأولاد. وقال المؤلف الرئيس للدراسة، كارولين ريف: “نحن لم نجد أي اختلافات بين المشاركين مع أو من دون توحد. لكننا رأينا فرقاً نوعياً بين الفتيات والفتيان”، مضيفاً: “غالباً ما تستجيب الفتيات لعاطفة الشخص الذي يجري الاختبار مع طرحها أسئلة مثل: هل أنت بخير؟”.
أما الفتيان، فتعاملوا مع المشكلة من ناحية أخرى، ونظروا في البحث عن حل للمشكلة، وقالوا للباحث: “إذا كنت فعلت هذا من قبل، فانك لن تصاب مرة أخرى”. وأشار ريف الى ان الفتيان والفتيات لا يجدون صعوبة في التعاطف مع مشاعر شخص آخر.
وخلصت الدراسة إلى أن القدرة على فهم السبب الذي يشعر به الشخص كما كان غالبيتهم يفعلون، تفتقر الى المصابين بالتوحد، لأنهم يفتقرون الى التفاعل مع الحالات التي تتطلب التعاطف مثل مشاكل الحب أو حالات الصراع مع الآباء أو الزملاء، وجميعها تعتبر موضوعات يقضي معظم الشباب في التحدث عنها.
ووفقاً لفريق البحث، لاحظوا أن الفتيات اللواتي يعانين من التوحد لديهن ميزة كبيرة في فهم العديد من القواعد الاجتماعية، لكن الخبراء أوضحوا أن هذه النتائج قد لا تشير بالضرورة الى قدرة قوية على التعاطف، لتكون في الواقع قادرة على تشكيل علاقات اجتماعية جيدة وصداقات.
وأكد ريف أنه من المهم عند علاج الفتيات المصابات بالتوحد، أن ينظر إلى احتياجاتهن الخاصة، وهذا يستدعي اتباع نهج واستراتيجية مختلفتين عن النهج الذي يتبعه الأولاد المصابون.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية