لتبقى ماساة كارثة شنكال ماثلة في الذاكرة … شنكال ، المدينة الحزينة الوادعة على جبلها المثخن بالجراح ، شنكال الثكلى بالاوجاع ، المتداعية الى السقوط من قسوة الطبيعية او همجية البشر … عقود وعقود لاترى الا غول الجريمة وغوغاء الطبيعية .. حتى جفت في مقلتيها الدموع … و سليقتها تشتاق الى زغات مطر…. شنكال حالة متكررة من الاحزان والالام … مع الغسق اباحها الغزاة ، مع خيوط الشمس المنعكسه على السيوف المارقة كانت تراق الدماء ، وتسبى الفتياة … عقود وعقود وشنكال تعيش الظلام ، لاجديد تحت شمسها ، اهل شنكال ، احتضنوا الجوع وعشقوا الموت … واتحدوا مع الجبل ..وقاوموا الشر بصدور وقامات ما انحت يوما لغازي او سفاح ، اهل شنكال لم يرتدوا الاسود يوما ، عشقوا البياض .. ونسجوا خيوط الصباحات الباسمة ، وقتلوا الامهم وعذاباتهم بعشق البزق والتمبور …. اعطوا الحب لكل الغرباء … ويل شنكال من غدر الغرباء … يطعنوها طعنة تلو الطعنة ، اخرجوا احشاءها على روس سيوفهم الصدئة ….. ماساة شنكال ليست ككل الماسي ، ابتدات مع الولادة حتى بات الموت طقسا ساديا يمارسه الشنكالين ..
……………………………………………………….
يوم امس في بلد الغربة اجتمع حشد من البشر … وجوه حزينة التقت لتبكي شنكال في ذكرى كارثة عصفت بتل عزير وسيبا شيخ خدر قبل اربعة سنوات ( 14/8/2007) .. عاصفة كلمح البصر حصدت الارواح .. وهدت البيوتات فوق رووس ساكنيها… لماذا اختارت عاصفة الشر هذه اهل شنكال ؟… الانهم جاءوا من التاريخ العتيق ؟ …ام لانهم يحملون معهم رائحة الملائكة …؟ ويعشقون الشمس في الصباحات …انهم لمة صغيرة ، بصمة صغيرة في خارطة هذا الكون الشاسع ….
يوم امس 10/8 /2011 في مدينة ئيسن الالمانية وعلى قاعة هيلين الكلتورية ، وبحضور السيد حسين حسن نرمو عضو البرلمان العراقي ، والسيد عيدو بابا شيخ المستشار السابق لرئيس جمهورية العراق ، والسيدة نهاد محمود مسئولة اتحاد نساء كوردستان في المانيا ، والسيد سكفان برواري ممثل لجنة محلية ديسلدورف للحزب الديمقراطي الكوردستاني والعديد من الشخصيات الثقافية والاجتماعية وممثلين عن مراكز ثقافية واجتماعية…وجمع من المهتمين بالشان الايزيدي احيا مركز لالش المانيا امسيته الثقافية عن كارثتي كرعزير وسيبا شيخ خدر في قضاء شنكال .
استهلت الامسية بموسيقى حزينة ، وصوت عماد سليم ينشد :
فرمانة …..
هاوارا بابوا فرمانه ….
فرمانا كوردي رسه نه …..
صوت حزين اعاد الذاكرة الى الوراء ، يوم تمرغت الاشلاء مع التراب اثر انفجار شاحنتين ملغومتين بالديناميت ، اوقفت الحياة وحولت المجمعين الى حالة من الموت والخراب …
رحب بعدها السيد دلشاد سمو عضو المركز بالحضور من الشخصيات الثقافية ، والاجتماعية وممثلي الاحزاب ، والجمعيات ، والمراكز الثقافية ….
تم بعدها تقديم الشيخ دشتي ليتلو الدعاء على ارواح الشهداء …
داعبت بعدها انامل الفنان شرف شنكالي التنبورة لتقديم معزوفة حزينة ….
لتبدا فقرة حرق الشموع من قبل الحاضرين على ارواح الشهداء مع عزف وغناء حزين من لدن الفنان الشاب شرف شنكالي .
المحاضرة الاولى القاها السيد كاميران قاسم بعنوان ( جريمتي كر عزير وسيبا شيخ خدر ) وضح فيها هول ماجرى في المجمعين من قتل ودمار ، موضحا بالارقام عدد القتلى والجرحى ، وعدد الدور المهدمة من جراء العصف .. متنقلا الى اساليب الارهابين في ملاحقة الايزيدين ، ومطاردتهم ، حيث اقام الارهابين مجزرة في مدينة الموصل بقتل عمال الغزل والنسيج اضافة الى العشرات ممن قتلوا بشكل متفرق في محافطة نينوى .. مثلما تم طرد الايزيدين وخاصة طلاب المعاهد والكليات من جامعة الموصل … بعدها انتقل الى المساعدات التي قدمت الى شنكال في زمن الكارثتين من قبل الحكومة المركزية وحكومة اقليم كوردستان … مما تم بناءة من دور سكنية او صرف الصكوك ..والرواتب المقدمة الى ذوي الشهداء وايضا المساعدات المقدمة من لدن الاشخاص في كوردستان و المهجر .. وطلب في النهاية ان يشترك الحاضرين جميعا في اعداد تقرير بما يجري في شنكال من ملاحقات ارهابية ، و درج النواقص والاحتياجات في تقرير شامل يقدم من خلال عضو البرلمان العراقي السيد حسين حسن نرمو المتواجد بين الحضور الى رئيس البرلمان .
المحاضرة الثانية كانت للشيخ زيدو الباعدري .. المحاضرة كانت عن شنكال والمادة 140 … شكر شيخ زيدو في البداية مركز لالش المانيا الذي عمل على جمع هذا الحشد في الغربة واحياء هذه المناسبة الاليمة .. وانتقل بعدها الى الحديث عن الام شنكال في زمن حزب البعث البائد ، وما عمله البعث من تغيرات ديموغرافية في محيط شنكال والمحاولات الجادة لتغير قومية الايزيدين الى العربية من خلال تبديل اسماء البشر وايضا اسماء القرى ، من اسماء كوردية الى اسماء عربية .. و تحولت اسماء المجمعات من تل عزير وكرزرك ورمبوسي .. الى عدنانية وقحطانية والرسالة ….
قال: ان البعث عمل مشروع ري الجزيرة للعرب فقط .. حيث تم ايقاف المشروع عند تخوم القرى الايزيدية .. حتى يبقى الايزيدين خدما وعبيدا لدى العرب في ربيعة والقرى العربية …
وتحدث عن المادة 140 قائلا : انها ستلمنا على بعض ، ستلم اوصالنا .. ستربط شنكال بلالش ..
واكمل ان الاعداء يحاولون خلق سايكس بيكو جديدة لتقطيعنا .. في النهاية كرر نعم نعم لايزيدخان متماسكة في كوردستان علمانية .. ولا لكل الارهابين والمتطرفين واعداء كوردستان .
القى بعدها السيد حسون جهور محاضرة موجزة عن الايزدياتي … متنقلا عبر مراحل عديدة من تاريخ الديانة الايزيدية مستشهدا باراء الكتاب والباحثين فيها .. مبينا اهمية الديانة الايزيدية عبر تاريخها الموغل بالقدم وسلسل الحديث بالكثير من الراء في هذا المجال .
المحاضرة الاخيرة للشيخ دشتي … موضحا حب هذه الديانة للاخرين وجانب الخير الموجود بين جنباتها مستعينا بالاقوال والسبقات التي توكد على وحدانية الله عند الايزيدين .. قائلا ، اننا لسنا عبدة الشمس بل اننا ملة النور .. وتلا في النهاية البعض من الادعية والسبقات ..
ابو جوان من جمعية هيلين الفلكلورية شكر مركز لالش على الامسية .. شاكرا الحضور على التفاعل الحميم والجاد من اجل احياء كارثتي شنكال .. وعلى التعرف عن قرب على هذه الوجوه الطيبة .
في كل المحاضرات كانت هناك الكثير من النقاشات و المدخلات من لدن الحاضرين في نقاش محموم وجاد سواء ماخص الديانة الايزيدية او كارثتي كر عزير وسيبا شيخ خدر … او اوضاع شنكال الماساوية ….
لالش سينتر
11/ 8 / 2011




تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
