جرت امسية ثقافية ادبية يوم 4/5/2008 الساعة الثالثة ظهرا على قاعة بيت الايزيدين / اولدنبورك ، استضاف خلالها مركز لالش /المانيا ، بيت الايزيدين / اولدنبورك/ مركز توثيق الثقافة الكوردية/ هانوفر وفد اتحاد الادباء الكورد في دهوك، الاديبين حسن سليفاني (رئيس الاتحاد) والاديب خيري بوزاني .اضافة الى السادة درويش فرحو رئيس المعهد الكوردي في بروكسل والصحافي حسو هرمي من هولندا .
استهلت الامسية بكلمات ترحيب من السادة ، الدكتور عسكر بويق عن بيت الايزيدين /اولدنبورك،الاديب جمال خزندار عن ارشيف الثقافة الكوردية/ هانوفر ، السيد مراد مادو عن مركزلالش/ المانيا .
كانت البداية مع الكاتب والشاعر حسن سليفاني في محاضرة مشتركة مع الكاتب والقاص خيري بوزاني حول( راهن المثقف والثقافة الكوردية في اقليم كوردستان )….
تحدث الشاعر سليفاني عن واقع الثقافة الكوردية بعد انتفاضة اذار مقارنة مع ماقبلها في ظل حكومة البعث الشوفينية ، مشيدا بالمئات من المكتبات وهي زاخرة بمختلف الكتب اضافة الى توفر العديد من دور النشروالاصدارات الكوردية مثل سبيريز التي طبعت المئات من الكتب باللغة الكردية من خلال مساعدة جيدة من لدن الحكومة الكوردستانية حتى ان دائرة الطبع توسعت لتشمل طبع العديد من الكتب لكتاب من الكورد المغتربين في اوربا الذين كانوا يواجهون معوقات عديدة في طبع كتبهم ، مثلما تم طبع العديد من الكتب في الاطراف الكوردستانية الاخرى ، ومجلة متين تحملت على كاهلها في طبع العشرات من الكت ،وهكذا تفعل دار اراس في هولير ولها مكتبة رائعة (مكتبة موكرياني ) ، وسردم في السليمانية اضافة الى اصدارات الجهات الحزبية وهي تخدم ايدلوجية احزابها .. مثلما اكد الشاعر سليفاني على وحدة الكتاب الكورد وتعاضدهم منذ البداية والتي لم تتاثر بقتال الاخوه فيما مضى ,، مشيدا بفستيفال احمد خاني، حضرة اكثر من 400 كاتب من سليمانية وهولير للمشاركة , وفي فيستفال السليمانية نحضر جميعا . بعدها تطرق الى التعامل مع العالم الخارجي من خلال جولات ميدانية لكافة اطراف كوردستان , ودعوناهم للحضور الى كوردستان وها نحن اليوم في جولة الى اوربا , للتنقيح بين الثقافة الاوربية والثقافة الكور دية .
وفي جواب على احد اسئلة الحضور حول تعميم اللهجة السورانية من قبل 53 كاتبا وجعلها اللغة الرسمية في الاقليم اجاب :
انه اقتراح غير جدير , لايمكننا ان نحرم 30 الى 40 مليون كوردي من لغتهم الكورمانجية , ان هذا الامر بحاجة الى مداولات ونقاشات طويلة وذكر.. ان البارزاني عندما زار دهوك والتقى بالمحيطين بهذا المجال قال:
نحن نرى ضرورة وجود لغة واحده , ولكن هذا ليس من اختصاصي .. على اصحاب الشان ان يتحدثوا بذلك , ومتى ماوصلتم الى قناعة سنفتي نحن سياسيا بذلك ..
وردا على سوال اخر بخصوص استقلالية المثقف اوتبعيته للاحزاب اجاب سليفاني :
هذا يعود الى ذاتية المثقف نفسة في اختيار انتمائة الحزبي او بقاءه مستقلا , ليس هناك اي ضغط على المثقف لينتمي من عدمه …
عن الفساد الاداري اجاب : كل البلدان في العالم مرت بالمرحلة التي نمر بها ,, مرحلة سوف نتجاوزها حتما ,, وهناك دوما اناس يستفادون من هكذا اوضاع , في الوقت الذي يكتنزون فيه الاموال يخسرون مكانتهم و احترامهم الاجتماعي..
بعدها تحدث الكاتب خيري بوزاني ، عن خصوصية الثقافة الايزيدية ، واعتبرها جزء من الثقافة الكوردية , وان الثقافة الايزيدية لاتعني الاختلاف وانما الخصوصية لكونها تتحدث بشكل اكثر عن الايزيدية ،وفي سرد موجز عن الثقافة الايزيدية قال :
لوعدنا الى الخلف لسنوات الاربيعينات والخمسينات والستينات ، لم يكن عندنا حينها متعلمين كون التعليم كان ديني ويعلم في الكنائس والجوامع .. مع بداية السبعينيات بدا التعليم بشكل يذكر ولكن بوتيرة بطيئة مع مرحلة الثمانينات بدا بعض الكتاب بالظهور واخذ التعليم طابع شمولي والزامي .. بعد الانتفاضة حدث طفرة ثقافية , بالذات بعد تاسيس مركز لالش ،وصدور مجلة لالش كانت البداية لظهور العشرات من الاقلام النائمة والاقلام الشابة ، بعدها توالت العشرات من المجلات والجرائد بالظهور وابواب كتابتها تحمل الخصوصية الايزيدية اضافة الى ابواب اخرى لتظهر بذلك مئات الاقلام التي تكتب في ه ذه الصحف والمجلات ولتزداد بعد سنة 2000 وظهور المواقع الالكترونية والتي تخصصت بالشان الازيدي واليوم منها العشرات ، وهي تخدم الثقافة الايزيدية رغم ان البعض منها ربما اساء بالكثير من الجوانب الى الثقافة والمثقف الايزيدي، ان حرية النشر بشكلها السائب الغير منضبط بالاداب والمباديء الصحفية الصحيحة ونشر الكثير من المقالات الغير منضبطه والدخول في سجالات استهلاكية عقيمة يكون طابعها موجع وهذا الالم يتوزع على الجميع … هناك مقولة ، اذا اردت ان تحطم شعب ..شوه رموزه ..؟ ارى ان صورة الايزيدية تتشوه كثيرا بسبب هذه الكتابات ، وهذه الكتابات اصبحت تشابه كتابات ممن كانوا بالامس يسيئون الى الايزيدية (شتان بين كتاب اليوم وكتاب الامس).
نحن بحاجة الى الرد على التهم البغيضة ونري العالم حقيقة ثقافتنا من خلال الدراسات والبحوث والمقالات العلمية ، لدينا الكثير مما نكتبه بدلا من السجالات الغير مفيدة ، مع هذا ارى لهذه المواقع ايجابيات كثيرة اخرى وان هذه السلبيات ستنتهي بعد ان يملك محرريها الخبرة والكفاءة .
وردا على سوال من ضمن عشرات الاسئلة حول دور اتحاد الادباء في مشاركتهم للرد على الكثير من الكتابات والجور الذي يلحق بالايزيدية من لدن بعض الكتاب الكورد امثال انس دوسكي ، اجاب بوزاني :
ان حرية الطبع موجودة ومشرعة ولا توجد رقابة على الاصدارات في دور النشر ، وان مثل هذه الكتابات الملفقة يجب ان يحاسب كتابها , وكان لابد من وجود جهة تقدم شكوى ضد كاتبيها ، ولكن هذا لم يحدث .
وعن سوال يخص اللغة .. من ان تعميم اللهجة السورانية في المدارس والدوائر الحكومية سيوْذي الايزيدين , لابل سيقتل روح الازدياتي عندنا لكون ديانتا مكتوبة بالكورمانجية الشمالية ….؟ اجاب.. طبعا نحن غير موافقين على هذا الاجراء وعلينا ايضا ان نجمع تواقعينا ضد هذا العمل وضد هولاء الموقعين وعددهم (53) شخصا .
بالنسبة الى تعميم الكتابة بالحروف اللاتينية قال … انها بحاجة الى قرار سياسي لتعلم في المدارس الابتدائية .
تلا ذلك، وفي دقائق جميلة قراْ الشاعر حسن سليفاني قصيدة رومانسية عذبة تفاعل معها الجميع و نالت استحسانهم وقوبلت بتصفيق حار ……..
مثلما تحدث الكاتب درويش فرحو عن المعهد الكوردي في بروكسل المتاسس عام ( 1978 في بروكسل ) وعن كيفية كسب ود الاوربين الى جانب الكرد قال : عندنا اكثر من مئة منتسب وهناك المئات ممن يساعدوننا ,و لم نلقى لحد هذا اليوم اي مساعدة من جهة كوردية على صعيد احزاب كوردستانية .. وزارة الثقافة البلجيكية تساعدنا اضافة الى الكثير من المثقفين البلجيكين ،… اننا نرغب ان نتجه الى الكورد في كل الاطراف ليجدوا انفسهم مرفوعي الراس .. لدينا واقع غني وزاخر، والغنى الفكري موجود يجب ان نعطيه من خلال ادبياتنا .. واضاف .. اننا اليوم تحولنا من الكتابة باللغة التركية لنكتب باللغة البلجيكية والهولند ية والانكليزية والفرنسية وصدرت لنا العديد من الكتب بهذه اللغات ولنا مجلة تصدر بهذه اللغات .وفي محضر حديثه عن اللغات قال :
ان اللغة العربية لها تاثير سيء على اللغة الكوردية لذلك ارى من الضروري الكتابة بالحروف اللاتينية .. علينا ان نكتب بها ولاننتظر قرارا سياسيا من الحكومة بذلك ….
عن الواقع الكوردستاني تحدث باقتضاب :
ان الدين الاسلامي له تاثير قوي على واقعنا .. ففي الوقت الذي يستفاد العرب من الاسلام لخدمة قوميتهم العربية … وهكذا الفرس اوجدوا لنفسهم المذهب الشيعي ليسخروه لخدمة القومية الفارسية … نحن الكورد نضع انفسنا و قوميتنا في خدمة الاسلام ……
الصحافي حسو هرمي … تحدث عن الصحافه الحرة ودورها في دفع وتيرة المجتمع الى الامام .. مثلما تحدث بايجاز عن عيد الصحافة الكوردية بمرور مائة وعشرة اعوام على تاسيسها في القاهرة واصدارها من هناك باللغة الكورمانجية لموسسها (مدحت مقداد بدرخان )….
واوضح ان الصحيفة تكون حرة اذا ماتوفرت شروط معينه مثل الجو الديمقراطي والاستقلال الاقتصادي لها، اضافة الى وجود الثقافة .. مثلما تحدث عن جدلية وجود صحافة حرة من خلال مجتمع حر ام مجتمع حر يخلق صحافة حرة ….؟ وعن اجابة على سوال هل بامكان الصحافة انتقاد الرموز والقيادات العليا … اجاب هرمي متحدثا عن تجربته السابقه من خلال عمله في صحيفة كوردستانية : انهم في البادية كانوا خائفين من النقد لكنهم رويدا رويدا دخلوا النقد وانتقدوا الكثير من الرموز حتى ان نقدهم في حينها طال كل من السيد مسعود البارزاني والسيد جلال الطالباني.. واكد على وجود حرية للصحافة في كوردستان .
حضر الامسية نخبة من الادباء ولفيف من المهتمين بالثقافة والادب الكوردين .. واثيرت العشرات من الاسئلة حول المثقف و الواقع الكوردستاني الثقافي والادب واللغة الكوردين في حوار حار وجاد دام اكثر من خمس ساعات تخللتها مادبة طعام من اطعمة كوردستانية متنوعة .
مراد مادو
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
