“اشتباكات عراقية عنيفة” تقودها ساجدة عبيد في تركيا
شفق نيوز/ بدأت تدوي وبشكل متصاعد اصوات عيارات نارية. “أنها اشتباكات مسلحة عنيفة”. هذا ما كان يظنه الاتراك بعد ان زرعت طلقات “البي كي سي” الخوف في نفوسهم، كذلك الحال لدى السياح الاجانب، لكن سرعان ما انتشر الخبر. حفلة عراقية يقيمها موصليون في فندق “ترك” في مدينة اولدنيز جنوب تركيا.
بدأ اتراك وسياح بالتجمهر حول مصدر العيارات النارية، فتبين بعد ان التقطت الاعين، جهاز “الدي جي”، الذي كان يبث اغان وموسيقى رقصات عربية ممزوجة باصوات هذه العيارات.
سرعان ما أستبدل الخوف ليحيط المتجهرون الموصليين ويشاركوا أحاتفالهم.
“يبدو أن العراقيين لا يستطيعون الاستغناء عن اصوات العيارات النارية والعنف فمزجوه مع افراحهم اينما يذهبون”، هذا ما كنت اسمعه من احدى اليونانيات وهي تتكلم مع احد الصحفيين الموصليين بلغة انكليزية غير مفهومة بعض الشيء.
الصحفي اجابها بابتسامة عريضة، ومد يده ليدعوها الى ساحة الرقص.
وهكذا بدأت الساحة كحلبة معركة. الكل يتراقص بحالة هيستيرية.
احمد الطائي مصور تلفزيوني في العشرينات من عمره، فقد بعض وعيه بسكرة من الصعب ان يحصل عليها في الموصل، فالمجاميع المتشددة اغلقت محال بيع الكحول في حي الدواسة بتهديد وزع عليهم مع بداية ايام عيد الاضحى.
والدواسة هي المكان الوحيد الذي يباع فيه الكحول في الموصل.
“هنا اجد ان الجميع يتناول الكحول فلم امنع نفسي من شرب عدة قناني بجلسة واحدة لاكون متأكدا من ان اشارك بهذا الحفل بكل فرح، لان القوات الامنية لن تنهيها بمنع التجوال ولا بأنفجار مفاجئ” قال الطائي لـ”شفق نيوز”.
قاطعنا زميله ليجره الى موقع الرقص فيسقطا ارضاً. هكذا دخلا مرحلة السكرة. وهما يحملان قنينة الكحول التي اوشكت على الانتهاء.
“لا تستغرب فان اغلبهم هكذا، يرغبون بنسيان الواقع ولو لايام قليلة” هكذا اكمل زميله “عمر دلع” كما يسمي نفسه.
ويقول لـ”شفق نيوز”، “بقيت اياما طويلة حبيس المنزل وانا انتظر هذه الرحلة”.
توقف لبرهة ليخرج هاتفه النقال ويريني صورة ويقول بألم شديد “هؤلاء ثلاثة اعلاميين قتلوا بأسبوع واحد في مدينة الموصل.
وتوقف اغلب الاعلاميين في الموصل عن عملهم بعد عمليات اغتيال منظمة.
بدأ حديثه هذا يلفت انظار المحيطين بنا بعد ان بدأ صوته يرتفع بانفعال غلب عليه طابع الخوف وهو يقول “قررت ان اهاجر من العراق، فانا اخاف على مصير اطفالي الثلاثة وزوجتي في حال قتلت”.
توقف “دلع” عن حديثه ويأخذ رشفات من القنينة التي يحملها بيده. “يجب ان ارقص واغني لان الموصل ستبقى فوضى وسنبقى نحن مهددون بالقتل”.
فتبع زملاءه إلى موقع الرقص.
وبينما كان صوت “ساجدة عبيد” التي يفضل الشباب سماعها بالحفلات والمناسبات عاليا تقصدت الجلوس بالقرب من مشغل “الدي جي” مؤمن ماهر الذي يطلق بين الحين والاخر صوت العيارات النارية عبر الجهاز الذي كان يتحكم فيه بالاغاني ورقصاتهم ليزيد من حركة الراقصين الهائجة.
وبسؤالي عن مهنته قاطعني بضحكة ساخرة، “لقد انتهت هذه المهنة في الموصل بسبب طابع التشدد الذي فرض في المدة الماضية”.
“تبقى هناك حفلات نقيمها للمجاميع السياحية والمهرجانات”، قال ماهر.
وبينما كان يغير اغنية ساجدة عبيد الى اغنية كوردية لـ”زكريا”، قال بملل “انا لا استطيع ان اعتمد على هذه المهنة بعد تفجيرات اربيل، خاصة ان بدأت كوردستان بوضع تشديدات بدخول العرب الوافدين”.
فصوت العيرات النارية التي يطلقها مؤمن من جهازه ذكرتني بكتاب لباتريك بيد “حروب الموسيقى” حيث كشف أن الفن والغناء يمضيان بموازاة المجتمع، يؤثران به. فيتفاعل متلقوه.
ق ط/ م ف
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية