العراق يرد على “رايتس ووتش”: تقريركم يبرأ داعش من اعمال التدمير والقتل والسلب
شفق نيوز/ انتقد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي اليوم الثلاثاء بشدة التقرير الذي أصدرته منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن اتهامها مقاتلي الحشد الشعبي بالقيام بأعمال سلب ونهب وتدمير للمباني والدور السكنية بعد تحرير مدينة تكريت إضافة الى اختطاف العشرات من الأشخاص، فيما وصف بان المنظمة اعتمدت على شهادات غير موثقة، وينطوي تقريرها على مغالطات وتحريض طائفي.
وذكر بيان صادر عن المكتب ان المنظمة “نشرت تقريرا موسعا عن معركة تحرير تكريت مليئا بالمغالطات والشهادات غير الموثقة وينطوي على تحريض طائفي غير مبرر وتحريف للحقائق”.
وأوضح البيان ان التقرير الذي جاء تحت عنوان (دمار ما بعد المعركة..) يركز على انسحاب داعش وتبرأتها من اعمال التدمير والتخريب والقتل والسلب التي انتهجتها في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وقد اعتمدت المنظمة على تسجيلات فيديو غير موثقة واتصالات هاتفية عن اعمال سلب ونهب وتدمير وعدتها شهادات لشهود محليين، وشككت دون مبرر بأعداد ضحايا جريمة سبايكر التي اعترفت داعش بارتكابها”.
وجاء في البيان ان “الحقيقة التي اغفلها التقرير عن عمد، هو ان تنظيم داعش الارهابي كان ومايزال يعمد الى تفخيخ المنازل قبل انسحابه منها لايقاع الخسائر البشرية بين صفوف القوات العراقية الساعية لتحرير المدن، وقد قدمت القوات العراقية عشرات الضحايا اثناء دخولها منازل مفخخة او خلال قيامها بتفكيك المتفجرات الموضوعة حول وداخل الدور السكنية للمواطنين”.
وعبّر البيان عن اسفه ان “التقرير المذكور ركّز ودون اي تحفظ على البعد الطائفي على الرغم من ان عملية تحرير تكريت تمت بنجاح وبمشاركة ابناء مدينة تكريت وعشائرها الذين تطوعوا الى جانب اخوانهم المقاتلين من بقية مكونات الشعب العراقي”.
وأشار البيان الى ان “ما يثير الاستغراب ان المنظمة تعترف بعدم زيارتها لمدينة تكريت وان الشهود المزعومين الذين اعتمدت عليهم قد غادروا المدينة الى مناطق شمال العراق عند دخول داعش اليها؛ اي انهم لم يشاهدوا عمليات تدمير المنازل المزعومة، ورغم كل ذلك اعتمدت المنظمة على شهاداتهم وبنت تقريرها على هذه الشهادات التي لايصح الاعتماد عليها كون الاشخاص المذكورين بعيدين عن مواقع الاحداث في مناطق تكريت المحررة”.
ومضى البيان بان “الحكومة العراقية سمحت لجميع وسائل الاعلام العالمية بالدخول الى تكريت، وكان بامكان المنظمة او من يمثلها ارسال ممثليها للوقوف ميدانيا على حقيقة الاحداث للخروج بتقرير منصف ودقيق”.
وزاد البيان انه “مع تقديرنا لنوايا المنظمة وجهودها في مجال الدفاع عن حقوق الانسان، فاننا نتطلع الى ان تكون تقاريرها اكثر دقة ومعتمدة على ادلة حقيقية، كما ندعوها الى التعاون مع الجهات العراقية الرسمية ايضا لتزويدها بما تمتلكه من ادلة ومعلومات واحصائيات موثقة”.
ولفت البيان الى ان “العراق يخوض حربا شرسة مع عصابات ارهابية لا ترعى حرمة لطفل او شيخ او امرأة او شخص غير مقاتل ويقتلون المواطنين الابرياء بالجملة”، مؤكداً انه “تحصل عمليات انتقام وردات فعل من قبل بعض المتضررين، الا ان الحكومة والقوات الامنية وبالرغم من ظروف المعركة والحرب المدمرة، التزمت باحترام حقوق الانسان وحماية المدنيين ومحاسبة المقصرين”.
واختتم البيان انه “نجدد موقف الحكومة العراقية الرافض بشدة لأي انتهاك لحقوق الانسان وجديتها في محاسبة الاشخاص المسيئين وتقديمهم للعدالة، وان الحكومة ملتزمة بتحقيق العدالة وحماية ارواح وممتلكات المواطنين وملاحقة الجناة الذين يقتلون الابرياء ويعتدون على الممتلكات مهما كان انتماؤهم وعقيدتهم”.
واتهمت المنظمة يوم الاحد الميليشيات الشيعية بالقيام بأعمال انتقامية من تدمير لدور وبنايات ومتاجر واختطاف لعشرات الاشخاص غالبيتهم لاتزال مصائرهم مجهولة خلال وبعد تحرير مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.
والتقرير تحت عنوان “دمار بعد المعركة: انتهاكات الميليشيات العراقية بعد استعادة تكريت”، والصادر في 60 صفحة، فقد ذكرت المنظمة انه “يستعين بصور القمر الصناعي للتثبت من شهادات الشهود الذين أفادوا بالدمار اللاحق بالبيوت والمتاجر في تكريت، وفي بلدات البوعجيل والعلم والدور، الذي طال أحياء كاملة”.
وأشار التقرير الى انه “بعد فرار عناصر داعش، قامت كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق – وهما ميليشيتان أغلب عناصرهما من الشيعة ومواليتان للحكومة – باختطاف أكثر من 200 من السكان السنة، بينهم أطفال، وذلك على مقربة من الدور، جنوب تكريت. 160 شخصاً على الأقل من هؤلاء المختطفين ما زالت مصائرهم مجهولة”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
