مهن تحرم أصحابها من فرحة العيد
السومرية نيوز/ نينوى: على الرغم من أن عيد الأضحى وغيره من الأعياد تعد مناسبات دينية لها طقوسها الخاصة في العراق، إلا أنها أيضاً تعد فرصة للتفرغ للعائلة وقضاء ساعات اليوم معها سواء داخل المنزل أو خارجه، ولتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب، لكن هذا الحال لا ينطبق على العديد من ذوي المهن التي تحرمهم من هذه الألفة.
وبحسب أحاديث العديد من ذوي هذه المهن، فأن العيد بالنسبة لهم لا يختلف عن غيره من أيام السنة سوى في شيء واحد وهو أن رغبتهم الشديدة بالبقاء مع أسرهم تظل مجرد رغبة غير قابلة للتحقق، هذا ما أكدوه لـ”السومرية نيوز”.
العيد أم المعيشة؟
يقول قصي رعد، في العقد الثالث من العمر، يعمل سائق لسيارة أجرة لا يملكها، “عملي كسائق أجرة أجبرني على العمل حتى في أيام العيد، فالسيارة ليست ملكي وصاحبها لا يسمح ليّ بالتوقف عن العمل”.
ويضيف “بقائي في المنزل يقابله خسارة عملي، فالعيد موسم جيد لنا وصاحب السيارة لن يفرط به من أجل أن أجلس في المنزل مع عائلتي، بل سيسحب السيارة مني ويسلمها لسائق آخر، ما يعني فقدان مصدر معيشيتي الوحيد أنا والعائلة”.
أما القصاب أحمد أسعد (25 عاماً)، فيرى أن مزاولة عمله خلال أيام العيد أفضل من البقاء في المنزل “مهنتنا تعتمد على المناسبات وخاصة عيد الأضحى الذي يعد نحر المواشي من طقوسه”.
ويتابع أسعد “في أول أيام العيد نحرت أربع مواشي، كما لدي مواشي أخرى أذبحها للناس في أيام العيد الأخرى”، مضيفاً “انشغالي بالعمل يدر علي مردوداً مالياً جيداً ويوفر ليّ ما اهديه للأطفال من عيديات، عائلتي منشغلة بالعيد وأنا منشغل بما يوفر لهم متطلباتهم في العيد وغيره من أيام السنة”.
انقاذ الناس
سعد هاشم، يعمل مسعفا في شعبة الإسعاف الفوري في الموصل، يقول “العمل في الإسعاف الفوري لا يتيح لنا التمتع بعطلة أو استراحة، مهمتنا انقاذ الناس وهي خدمة إنسانية عظمى”.
ويبين “في الأعياد والمناسبات تجدنا ننتشر في مدن الألعاب وغيرها من الأماكن التي يرتاده الناس لنكون قريبين منهم”، مضيفاً “سنحتفل بالعيد في وقت آخر”.
كذلك الحال بالنسبة لمحمد علي، المعاون الطبي في شعبة طوارئ الأطفال في مستشفى الموصل، إذ يقول “نقضي العيد في المستشفيات خاصة وأن الأعياد والمناسبات عادة ما تشهد الكثير من الحوادث الأمنية فضلاً عن حالات التسمم الغذائي”.
ويتابع علي “وعادة ما يتعرض الأطفال لحوادث في مدن الألعاب أو في الشوارع، ما يعني أن وتيرة عملنا تزداد في الأعياد والمناسبات”.
يوسف غازي، شرطي مرور في منطقة الدواسة وسط مدينة الموصل، يشير إلى أن مهمته “ضرورية لتنظيم السير وفكت الاختناقات فمعظم العوائل تكون خارج منازلها خلال أيام العيد”، مردفاً “إذا لم نقم بواجبنا بصورة صحيحة ستعم الفوضى شوارع المدن”.
الخياط والحلاق لا عيد لهم
وما زلنا في منطقة الدواسة، حيث يوجد محل الخياط أبو محمد، الذي يقول “الخياط دائما لا يفرح مع أهله بالعيد وبالاخص اليومين الأول والثاني لأنه ملتزم بمواعيد مع الناس لتسليم ملابسهم”.
ويلفت إلى أن “بعض الزبائن القدامى ما زالوا يفضلون الخياطة على الملابس الجاهزة، وكذلك العرسان، وخاصة في أول يومي العيد لكون الأعراس عادة ما تقام في آخر أيام العيد، لذلك تجدنا لا نغلق محالنا إلا في آخر يوم للعيد”.
الحلاق صفوان النعيمي، هو الاخر لا يهنئ بالعيد وحاله لا يختلف عن حال زميله الخياط، إذ تشهد صالونات الحلاقة الرجالية والنسائية زخماً كبيراً مع حلول الأعياد ويتضاعف ذلك في أول أيام العيد.
يقول النعيمي “الحلاق يبقى أول أيام العيد في محله بسبب كثرة الزبائن، لذلك عيدنا بدأ في منتصف اليوم الثاني لارتباطنا مع الزبائن الذين يتوافدون على المحل حتى في ثاني أيام العيد”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية