أغسطس 01, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

دعاية انتخابية تسببت بمقتل واصابة المئات وتهجير للشبك في نينوى

دعاية انتخابية تسببت بمقتل واصابة المئات وتهجير للشبك في نينوى

شفق نيوز/ دفع ابناء المكون الشبكي ثمنا باهظا بسبب دعاية انتخابية اطلقتها احدى الكتل السياسية، ابان الحملة الدعائية لانتخابات مجلس محافظة نينوى الاخيرة.

وبحسب متابعة “شفق نيوز” ووفقا لمصادر شبكية، فان احدى الكتل السياسية الموصلية، وفي اطار سعيها لكسب ثقة الناخبين الموصليين ابان الحملة الانتخابية لمجلس محافظة نينوى التي جرت في العشرين من حزيران الماضي، ادعت ان هناك “ميليشيات ايرانية” تعيث فسادا بأرجاء المدينة خصوصا وبمحافظة نينوى عموما، زاعمة ان الحاضنة الرئيسة لهذه الميليشيات هي “القرى الشبكية” في اطراف مدينة الموصل.

ودعت تلك الكتلة السياسية الناخبين الموصليين لانتخاب مرشحيها، واعدة اياهم “بالقضاء المبرم” على تلك الميليشيات المزعومة.

واستنكرت اطراف شبكية نخبوية وسياسية وشعبية عديدة تلك الاتهامات، مشيرة الى وجود اجندات خفية وخطيرة تقف خلفها، ومحذرة من عواقبها وتداعياتها.

وصدرت عدة بيانات تمثل منظمات مجتمعية شبكية تندد بهذا “الاسلوب الرخيص والدموي” في الدعاية الانتخابية، محذرين من خطورته على التعايش السلمي والنسيج المجتمعي في عموم محافظة نينوى التي تحتضن غالبية الانتماءات العرقية والاثنية والدينية والمذهبية الموجودة في البلاد.

اولى خطوات “الانتقام” كانت عبر القاء منشورات تحذيرية وتهديدية في الاحياء السكنية التي يقطنها الشبك داخل مدينة الموصل وتخييرهم بين التصفية او الرحيل.

أعقب ذلك تنفيذ عمليات اغتيال منفردة ضد الشبكيين، قتل وأصيب على اثرها اكثر من 20 مواطنا منهم على مدى 3 اشهر، كما تصاعدت حدة الاغتيالات والتهديدات ضد الشبك، واشاع ذلك الخوف في نفوسهم وخاصة اولئك القاطنين في الموصل، فبدأوا بالرحيل الجماعي تجاه بلدات شبكية في اطراف المدينة.

وطالب النائب الشبكي السابق حنين القدو، الأمين العام لتجمع الشبك الديمقراطي في مؤتمر صحفي عقده اثر ذلك في مقر التجمع في ناحية برطلة شرقي الموصل، أبناء المكون الشبكي الى الاعتماد على أسلحتهم الشخصية لحماية عائلاتهم ومنازلهم في المناطق التي يكون فيها تواجد القوات الأمنية “ضعيفاً”، لافتا الى أن الأقليات ومنها الشبك تدفع “ثمن” الصراعات السياسية.

وردّ عليه محافظ نينوى اثيل النجيفي ببيان قائلا انه “تصريح متهور وغير مسؤول ودعوة ضمنية لحمل السلاح خارج السياقات القانونية”.

وعد النجيفي ان “هذا الأمر يضر بالشبك الذين يدعي (القدو) انه يمثلهم قبل غيرهم، فمعنى ان تقوم مجموعة بحمل سلاحها خارج إطار الدولة هو خروج على القانون ويعطي المبررات لتحمل كل فئة سلاحها ويفتح صراعا واسعا بين من يطيعه من الشبك”، معبرا عن شكه “بوجود من يؤيده في ذلك، وبين بقية المكونات الذين يعيشون معهم في المنطقة نفسها من العرب والتركمان والكورد والمسيحيين”.

وكان ممثل المكون الشبكي في مجلس محافظة نينوى غزوان حامد الداوودي، قد تحدث لـ “شفق نيوز” في التاسع من ايلول الماضي، وقال انه “خلال شهري آب وتموز تم تهجير اكثر من 500 عائلة شبكية من مدينة الموصل تحت تهديدات بالقتل والتصفية لاسباب طائفية، وان هذه العائلات تمر بـ”اوضاع مزرية”، مشيرا الى عدم وصول اية مساعدات لها من بغداد او اربيل.

ولفت الى ان “جميع هذه العائلات نزحت باتجاه قرى وبلدات شبكية في منطقة سهل نينوى، ويسكنون حاليا في المساجد والجوامع وهياكل البناء غير المكتملة العائدة لاقارب لهم”.

ودخل الشبك منعطفاً جديداً عندما كشف مسؤول في ديوان الوقف السني، في العاشر من ايلول الماضي، عن تلقي عدد من الاسر “السنية” في البصرة تهديدات عبر منشورات وزعتها جهة غير معلومة تطالبهم بالرحيل او القتل، مشيراً إلى أن المنشورات تحمل توقيع جماعة تطلق على نفسها “انصار المهدي”، وانها تأتي رداً على عمليات قتل اتباع الطائفة الشبكية في الموصل بحسب ادعائها.

وكان الرد الشبكي عبر مسؤول الهيئة الاستشارية للشبك سالم خضر، الذي قال في حديث لـ”شفق نيوز”، “نحن الشبك ننتمي للمذهبين الكريمين السني والشيعي ولا يوجد فرق بيننا ونحن اخوة في الدين وفي الانسانية واخوة لجميع الطوائف والقوميات في سهل نينوى من مسلمين ومسيحيين وايزيديين”.

واردف “نحن نرفض رفضا قاطعا ان يقوم اي طرف بالزج باسمنا في اعمال انتقامية طائفية ولا نقبل بإطلاق تهديدات او منشورات تحريضية من اي جهة ضد اي طرف تحت يافطة الثأر للشبك، ونحن نعد من يقوم بذلك مخالف للقانون والشرع ولا يجوز اخذ الانسان بجريرة الاخرين”.

وبين خضر “ان من يستهدفنا ليس من اهل السنة ولا يمثلهم، لانهم اخوتنا في الدين ونحن نعد انفسنا من اهل السنة مثلما نحن من اهل الشيعة، والموصل مدينتنا جميعا”.

ولم تكن التهديدات تستهدف الشبك داخل الموصل فقط، بل ان الضربة الموجعة الاخرى للشبك، كانت عندما قام انتحاري بتفجير نفسه بمجلس عزاء شبكي منتصف ايلول الماضي ببلدة “اورته خراب” الشبكية بناحية بعشيقة (17 كلم شمال شرق الموصل) والتي اسفرت عن مقتل 28 شبكيا واصابة نحو 40 اخرين.

بعد هذا التفجير، اعلنت الهيئة الاستشارية للشبك ان عدد القتلى من الشبك بلغ 1270 قتيلا منذ عام 2003، داعية الاجهزة الامنية الى القيام بواجباتها في ضبط الامن ومعاقبة “المفسدين والارهابيين”.

واستمر مسلسل التهديدات وتنفيذ الاعمال الانتقامية منهم، واستمر النزيف الشبكي، وارتفعت حدة المناشدات لحكومتي بغداد واربيل للتدخل العاجل، واستجابت الاخيرة، ولو بشكل متأخر.

وكشف عضو مجلس محافظة نينوى عن الشبك غزوان الداوودي في السابع عشر من ايلول الماضي، عن ان رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني وافق على تطوع ابناء الشبك في حرس الاقليم لتوفير الحماية الامنية لمناطقهم، مشيرا الى حصول موافقة اخرى على نشر فوج من ابناء الشبك في المناطق نفسها.

واضاف ان الغرض من هذه الخطوة هو توفير الحماية الامنية لنحو 30 قرية شبكية في خطوة اولية، من قبل ابنائها وضمن تشكيلات عسكرية رسمية وباشراف مشترك وتنسيق عال بين القيادات الامنية من الپيشمرگة والجيش العراقي.

واوعز بارزاني بتشكيل لجنة لمتابعة اوضاع الشبك ومعرفة احتياجاتهم بعد الاحداث التي المت بهم مؤخرا.

وبحسب الداوودي فانه تم استحصال الموافقات الضرورية على اعادة نشر فوج من ابناء الشبك المنضوي في القوات الاتحادية في المناطق ذات الغالبية الشبكية بالتنسيق مع القوات المشتركة المتواجدة في المنطقة من حرس اقليم كوردستان والجيش العراقي كمنظومة امنية مشتركة لأجل الحفاظ على امن منطقة سهل نينوى بصورة عامة، والشبك بصورة خاصة.

واخر ضربة تلقاها الشبك، كانت اليوم الخميس، عندما فجر انتحاري شاحنته الملغومة وسط احد احياء بلدة الموفقية بناحية برطلة (30 كلم شرق الموصل) واوقع اكثر من 55 قتيلا وجريحا.

ويعتنق الشبك الديانة الاسلامية وفق المذهبين السني والشيعي، ويقطنون قرى وبلدات تقع شمال وشرق مدينة الموصل، وتعرضت بعضها لهجمات دامية أوقعت مئات القتلى والجرحى في الاعوام الثلاثة الماضية بصورة خاصة.

ووفق احصائية شبكية غير رسمية فان عدد الضحايا الشبك منذ عام 2003 وصل الى 1270 قتيلا، وتقول بعض التنظيمات الشبكية ان جميع هؤلاء الضحايا تم استهدافهم لاسباب “طائفية”.

وبحسب الاحصائية فانه تم تصفية اكثر من 15 شبكيا منذ منتصف تموز الماضي والى اليوم داخل مدينة الموصل، مع تهجير نحو 500 عائلة من داخل الموصل في الفترة نفسها، فضلا عن تهجير 6000 عائلة منذ عام 2003.

ويعتقد باحثون أن الشبك إحدى الطوائف الكوردية، فيما يراهم البعض خليطا من عشائر كوردية في الغالب، مع أقلية من عشائر فارسية وتركية، ويقدر عددهم بنحو 300 الف نسمة وفق احصائيات غير رسمية.

ويقطن الشبك في بلدات تحيط بمدينة الموصل من الجهتين الشمالية والشرقية، ويربو عددهم عن الـ 300 الف نسمة.

خ خ / ص ز/ م ر

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi