يجري المفوض الأوروبي مكلف الشؤون الداخلية والهجرة، ديمتريس أفراموبولس تحركات مكثفة لدى الدول الأعضاء والدول المجاورة للاتحاد من أجل حث جميع العواصم على معالجة مشكلة تدفق اللاجئين والمهاجرين على دول أوروبا.
وأشار، في مؤتمر صحفي عقده اليوم في بروكسل بعد يوم واحد من زيارته لليونان ومباحثاته مع السلطات اليونانية، إلى تعقد المشكلة، “الوضع في اليونان أصبح غير محتمل فقد تدفق على بعض الجزر في هذا البلد 50 ألف طالب لجوء ومهاجر خلال شهر تموز/يوليو الماضي وحده”، وفق كلامه.
واعتبر أن السلطات اليونانية تتعامل بشكل جيد مع مشكلة تدفق المهاجرين، مشيراً إلى أن الوضع في جزيرة كوس يتحسن وهو تحت السيطرة، ورأى أنه “يجب أن نتعامل مع اللاجئين بشكل لائق بما يتناسب مع قيمنا، وهذا ينسحب على اليونان وغيرها من الدول التي تتعرض لهذه المشكلة”، على حد تعبيره.
وأكد أنه توافق مع السلطات اليونانية على برنامج عمل لإدارة مشكلة اللاجئين، مشيراً إلى أن المفوضية ستحرر مساعدات مالية عاجلة تصل إلى 2,72 مليون يورو لتحسين إمكانيات استقبال المهاجرين.
وأشار المفوض إلى أن اليونان ستقوم بتفعيل آلية الحماية المدنية، و”نحن سنتدخل حينها عبر توفير خبرات وأدوات وفرق عمل للتعامل مع اللاجئين وتسجيلهم”، حسب قوله.
ودافع المفوض الأوروبي، وهو يوناني الجنسية أيضاً، عن موقف اليونان، مشيراً إلى أن أثينا تتحمل تبعات مشكلة أوروبية عامة، وتبذل قصارى جهدها للتعامل مع مشكلة أوروبية.
وناشد المسؤول الأوروبي الدول الأعضاء الوفاء بتعهداتها لجهة ضخ مزيد من الإمكانيات في عمليات وكالة حرس الحدود الأوروبية فرونتكس، والعمليات المتفرعة عنها مثل بوسيدون وتريتون.
ورأى أنه يتعين على الدول الأعضاء أن تظهر “قدراً أكبر من التعاون” في مجال إعادة توزيع 16 ألف طالب لجوء على باقي الدول لتخفيف العبء عن اليونان.
وتطرق المفوض إلى ضرورة التعامل مع دول الجوار، خاصة تركيا، بما أن بحر إيجه يشهد حالياً تدفقاً للمهاجرين بين السواحل التركية واليونانية، معلنا أنه سيزور أنقرة لهذا الغرض.
أما بشأن موعد زيارته لتركيا، فقد أكد المسؤول الأوروبي أن الأمر يتعلق بالوضع الداخلي التركي، “خاصة أن هذا البلد يجتاز مرحلة سياسية صعبة، وسأقوم بالزيارة حينما ينتهي ذلك، وقد يكون خلال الشهر القادم”، على حد قوله. ولم يفت المفوض مطالبة أنقرة بذل مزيد من الجهد من أجل ضبط حركة اللاجئين على أراضيها قبل وصولهم إلى شواطئ بحر إيجه، تمهيداً لعبورهم بشكل غير شرعي لليونان.
وأكد المفوض الأوروبي أن تحركاته لن تقتصر فقط على تركيا واليونان، فهو يعتزم القيام بزيارة إلى ميناء كالييه (شمال فرنسا)، حيث توجد أزمة من نوع آخر تتمثل في رغبة اللاجئين الموجودين في فرنسا التوجه إلى إنكلترا عبر نفق المانش. وقال إنه ينتظر من السلطات الفرنسية والبريطانية طلبات مساعدة إضافية لترى المفوضية ما يمكن أن تقدمه في هذا الاتجاه.
ورداً على سؤال حول قيام هنغاريا ببناء جدار عازل على حدودها، وقيام السلطات البريطانية أيضاً بإقامة حواجز، أكد أفراموبولوس، أن أي عمل أ وروبي على معالجة مسألة ضبط الحدود يجب أن يتناسق مع القيم والقوانين الدولية، فـ”نحن هنا لهدم الجدران وليس لإقامة المزيد منها”، وفق كلامه.
وتعيش المؤسسات والدول الأوروبية حالة تخبط غير مسبوقة بسبب تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء على أرضيها بشكل غير شرعي، خاصة من شمال أفريقيا والشرق الأوسط
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

