تدفّق الى “ساحة التحرير” التي تتوسط قلب بغداد، مئات المواطنين الغاضبين من سوء الخدمات وانعدام خدمة الكهرباء الحكومية في طقس تجاوزت فيه درجة الحرارة منتصف درجة الغليان، وهو ما دفع بالحكومة الى تعطيل الدوام الرسمي أمس الخميس وبعد غد الاحد، في حين استنفرت المستشفيات كوادرها لتلقي المصابين بضربات الشمس، وسجلت بعض المحافظات حوادث وفيات.
وشهدت “العربية. نت” اليوم الجمعة، واحدة من اوسع التظاهرات التي شاركت فيها شرائح مختلفة من المجتمع العراقي، في الوقت الذي احيطت الطرق والجسور المؤدية الى المنطقة الخضراء، حيث مقر الحكومة ومجلس النواب ومساكن رؤساء الاحزاب والكتل البرلمانية بإجراءات أمنية مشدّدة.
ورفعت التظاهرة التي حشّد لها مجموعة من المثقفين والنشطاء العراقيين شعارات تطالب بمحاسبة المفسدين ومحاربة الفساد وايجاد حلول جدية لازمة الكهرباء التي اصبحت مستعصية على الحل بسبب تغلغل الفساد، مؤكّدين ان “التظاهرة شعبية وليست سياسية”.
وفي واحدة من أكبر مفارقات الوضع العراقي وأكثرها سريالية، وزّعت الجهات المعنية بأمور النازحين “مبردات هواء” على المهجرين الساكنين في الخيام، وليس لديهم لا كهرباء ولا ماء للشرب حتى، في حين حذرت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق من حدوث وفيات بين الأطفال النازحين، المقيمين في المخيمات المؤقتة بعدة محافظات، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وغياب وسائل التبريد.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية