بغداد تخيّر تسعة آلاف من شرطة الموصل بين الانتقال لمعسكراتها أو قطع الرواتب
المدى برس/ بغداد: بعد الاشتباه بوجود آلاف الفضائيين في معسكر شرطة نينوى، قررت وزارة الداخلية نقل الاخير الى بغداد بهدف اعادة تأهيلهم وتجهيزهم بالسلاح والمعدات ضمن قوات تحرير الموصل.
ويبدو ان ابعاد المعسكر عن تأثيرات اثيل النجيفي، المحافظ المقال، احد العوامل التي تقف وراء قرار بغداد.
وادى الاشتباه بوجود 5 آلاف فضائي في معسكر تحرير نينوى بالداخلية لإيقاف رواتب مديرية شرطة المحافظة وكافة الدوائر التابعة للوزارة، بحسب نواب عن المحافظة تحدثوا لـ”المدى” نهاية حزيران الماضي.
وخيّرت الحكومة منتسبي شرطة الموصل، الذين التحقوا بالمعسكر بعد 10 حزيران 2014، بين الالتحاق بمقر عسكري في بغداد او قطع مرتباتهم.
ويوجد آلاف الشرطة والمتطوعين، بحسب مسؤولين موصليين مقربين من النجيفي، يواصلون تدريباتهم منذ اكثر من سنة لكنهم لم يشاركوا في عملية عسكرية واحدة.
لكن اقالة البرلمان للنجيفي، شجعت حشداً من عشائر شرق الموصل على استعادة قرى قرب مخمور، بمساعدة قوات اتحادية والبيشمركة مطلع تموز الجاري.
ورغم منح نينوى صلاحية تطويع 13 الف مقاتل، إلا ان نواب نينوى يؤكدون ان العدد الفعلي لايتجاوز الـ 2000 متطوع فقط.
ويعزو مسؤولو “حشد الموصل” ذلك الى قلة دعم الحكومة العراقية، مؤكدين ان الدعم العراقي اقل من نظيره التركي.
ويواجه معسكر الحشد مصيراً مشابهاً للشرطة بدعوى انه اصبح “ميليشيا للنجيفي”. في هذه الاثناء تعتزم تركيا، الداعم الابرز للمعسكر، دعوة قادة المتطوعين الى زيارة انقرة وذلك بعلم الحكومة العراقية.
في هذه الاثناء لايجد مجلس محافظة نينوى أي تدابير على الارض تؤكد ما ذهب اليه وزير الدفاع، في حديثه مؤخراً مع الجانب الاميركي، عن اكتمال الاستعدادات لتحرير الموصل. ويؤكد المجلس ان القوات العسكرية المخصصة لتحرير المدينة تم تحريكها الى الرمادي.
ويعمل التحالف الدولي على اعادة تأهيل فرقتين عسكريتين كانتا قد انهارتا عقب احتلال “داعش” للموصل في صيف 2014، وهما (الثانية والثالثة تحت اسم الفرقة 15 و16). ومن المفترض ان تعمل هاتان الفرقتان على اعادة السيطرة على نينوى، بعد حصولهما على تسليح ثقيل من الحكومة العراقية الاتحادية.
شرطة الموصل بعيدة بـ400كم
ويستغرب عبد الرحمن الوكاع، عضو مجلس محافظة نينوى، من قرار وزارة الداخلية بنقل معسكر الشرطة في منطقة “دوبردان” المتاخمة لاقليم كردستان، (20 كم شمال شرق الموصل)، الى بغداد (400 كم عن الموصل).
ويقول الوكاع لـ”المدى” ان “المعسكر يضم بحسب احصاءات وزارة الداخلية 6 آلاف عنصر لكنه استقبل مؤخراً 3 آلاف شرطي كانت اجراءات التحاقهم بأقرانهم قد تأخرت لبعض الوقت”.
وانشئ المعسكر اواخر عام 2014 لغرض اعادة تجميع شرطة الموصل التي انهارت عقب احتلال “داعش” للمدينة.
واضاف عضو مجلس محافظة نينوى “قامت خمس لجان تابعة لوزارة الداخلية بزيارة المعسكر خلال المدة الماضية، واطلعت على اعداد المنتسبين والتدريبات التي يتلقونها”، مشيراً الى ان “قرار النقل صار أمراً واقعاً عقب اقالة النجيفي، وكانت محاولات سابقة قد فشلت في الشأن ذاته”.
وقررت وزارة الداخلية نقل المتدربين الى بغداد تمهيداً لنقلهم الى معسكر سبايكر في صلاح الدين. وخُيّر منتسبو شرطة الموصل بين الالتحاق بالموقع الجديد أو قطع الراتب على الرغم من عدم تسلمهم لمرتباتهم لأشهر.
ويتابع الوكاع بالقول “طلبنا خلال زيارات الداخلية الى المعسكر نشر افواج من الشرطة، وهي 7 افواج، في المناطق المحررة في محيط الموصل مثل الكوير ومخمور، غرباً، وربيعة وزمار شرقاً، لكن الوزارة رفضت طلبنا”.
ويتحدث مجلس محافظة نينوى عن تراجع معنويات الشرطة وعدم اقتناع اغلبهم بالذهاب الى بغداد. ويقول الوكاع “نجهل سبب نقلهم، ولا اعداد الذين سيتم نقلهم لأن التعليمات صدرت منذ اسبوعين فقط”.
تأثيرات محافظ مقال!
ومن ضمن تحضيرات عملية تحرير الموصل، هي اعادة النظر بالقيادات المشرفة على معسكر التدريب. ويؤكد مسؤولون موصليون أن المعسكر ارتبط الى حد كبير بشخصيات معينة وانحرف عن مهمته الاساسية.
ويقول حنين قدو، النائب عن محافظة نينوى، ان “الهدف من نقل الشرطة الى بغداد هو لإبعادهم عن تأثير محافظ نينوى المقال اثيل النجيفي وعن تيارات اخرى تحاول السيطرة على المعسكر”.
اضاف قدو، وهو نائب عن المكون الشبكي في اتصال مع “المدى”، ان “الشرطة المحلية سوف تتحول الى قوات مقاتلة ويعاد ترتيب صفوفها”.
ويؤكد النائب الشبكي بالقول “في بغداد سيتم التعرف بصورة اوضح عن منتسبي المعسكر وكشف المتسربين والاسماء الوهمية”.
ومن المتوقع ان يتم تجهيز المتدربين بأسلحة ومعدات جديدة في بغداد تمهيداً لدمجهم مع العشائر والحشد الشعبي التي ستشارك في عملية تحرير الموصل.
وكان مسؤولون في الحشد الشعبي كشفوا عن تشكيل غرفة عمليات خاصة لتحرير الموصل تضم ممثلين عن وزارتي الدفاع والداخلية والقوة الجوية، ورفضوا مشاركة أية قوة مسلحة لديها انتماءات سياسية كالحشد الذي يقوده اثيل النجيفي.
وفي هذه الاثناء، اعلنت وزارة الدفاع العراقية ان الوزير خالد العبيدي ابلغ نظيره الأميركي، خلال زيارته الى العراق الاسبوع الماضي، جاهزية خطة تحرير مدينة الموصل.
لكن مجلس محافظة نينوى ينفي وجود أي من تلك “التحضيرات” على ارض الواقع. ويرجح الوكاع ان “تكون هناك قوات اخرى لم تكشف عنها وزارة الدفاع أو لايعلم المجلس شيئاً عنها”. ويضيف “نحن نعرف ان القوات المجهزة لتحرير الموصل تحولت الى الرمادي”.
“حشد الموصل” أم مليشيات؟
في غضون ذلك يبدي منتسبو معسكر “حشد الموصل” خشيتهم من ان يواجه مصيراً مماثلاً لمعسكر (دوبردان). ويضم المعسكر نحو 9 آلاف متدرب لايتلقون أي دعم حكومي سوى رواتب لمجموعة صغيرة.
ويقول محمود السورجي، الناطق باسم حشد الموصل في اتصال مع “المدى”، ان “دعوات اغلاق معسكر الحشد تلاحقنا بذريعة تحوله الى ميليشيا تابعة للمحافظ المقال اثيل النجيفي”، مؤكداً ان “المعسكر ليس له علاقة بالنجيفي ولم تتدخل السياسة في تدريب المتطوعين”.
ولفت السورجي الى ان “التدريب بدأ مطلع العام الحالي بـ500 متطوع لكنه نجح باستيعاب 8200 متدرب حالياً”.
وتوقف المعسكر عن تلقي طلبات التطوع لعجزه عن استيعاب اعداد جديدة. ويقول المسؤول الموصلي “تخرج حتى الآن 4500 متطوع ونحن مستمرون بالتدريب حيث يقوم ضباط عراقيون واتراك بهذه المهمة”، مردفاً “ولو دعمتنا الحكومة لوصل العدد الى 25 الف متطوع”.
وتواصل الحكومة العراقية وهيئة الحشد الشعبي ارسال رواتب الوجبة الاولى فقط من “حشد الموصل، البالغ عددهم 1300 شخص، وتمتنع بغداد عن ارسال رواتب الوجبات الأربع التي تخرجت لاحقاً”.
ويمضي السورجي بالقول ان “الحكومة العراقية لم تعطنا قطعة سلاح واحدة بينما تركيا ساعدت في بناء المعسكر وتجهيزه بالكرفانات ووضع اجهزة التبريد كما منحت المعسكر 5 مدرعات”، واشار الى ان “شرطة نينوى سلمت المعسكر عدداً من السيارات التي تم تصفيحها للمشاركة في العمليات العسكرية”.
بالمقابل يكشف المتحدث باسم حشد الموصل عن “دعوة قريبة ستوجهها تركيا الى قادة المتطوعين، وبعلم الحكومة العراقية، لزيارة انقرة بعد الانتهاء من تشكيل الحكومة التركية الجديدة”.
ونوّه الى “انها دعوات قديمة تأجلت بسبب الظرف السياسي التركي وكانت من ضمن تفاهمات اجراها نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية