أكتوبر 24, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

اللهجة السورية تتعالى في أسواق الموصل

اللهجة السورية تتعالى في أسواق الموصلImageHandler.ashx

أدارت الموصل ظهرها للمدن العراقية منذ خضوعها لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية لكنها فتحت ذراعيها للمدن السورية المتاخمة لها وتشترك معها في مصير واحد، كونها ولايات لما يسمى بـ”دولة الخلافة”.


يمر الرجل الأربعيني أبو صطيف باستمرار في الحي منادياً على الناس بلهجة شامية طاغية لشراء بضاعته التي تضم أدوات المطبخ والتنظيف وغيرها مما يسيل له لعاب النساء المهووسات بالتسوّق، لتجدهن بعد قليل يتحلقنَّ كالنحل الأسود وهنَّ يرتدين الخمارعلى سيارته الهونداي العتيقة المثقلة ببضاعة سورية الصنع.

سيارة أبو صطيف التي تحمل لوحة كُتب عليها “سوريا – حمص” واحدة من مئات السيارات السورية التي صارت تتوجه نحو الموصل وتنقل البضائع اليها، إذ باتت بصمة أهل الشام واضحة في أسواق المدينة ومراكزها التجارية المهمة منذ أن فتح التنظيم المعروف باسم “داعش” الحدود بين محافظة نينوى والمدن السورية التي يسيطر عليها.

وجود “داعش” أحيا الكثير من الظواهر التي انتجها الحصار الاقتصادي على العراق بين عامي 1991 و2003، ومنها عودة الباعة المتجولين إلى الموصل، لكنهم هذه المرة سوريون وليسوا عراقيين.

واعتاد سكان محلة وادي حجر جنوبي الموصل على صوت الباعة الذين يطوفون بين الأزقة وينادون عبر مكبرات الصوت لتسويق بضاعتهم، ولعل أوسعهم شهرة حتى اليوم هو أبو صطيف السوري الذي يبيع أدوات منزلية متنّوعة.

وفي وقت مبكر عمل تنظيم “الدولة الاسلامية” على تسهيل تنقُّل المواطنين من المدن العراقية إلى المدن السورية المجاورة لها وبالعكس، ليعزز فكرة وحدة الأراضي التي تخضع لسيطرته.

ومنذ حزيران/يونيو 2014 والبضائع والسلع السورية تُنقل بشاحنات متنوعة الأحجام إلى الموصل التي باتت تمثل سوقاً استهلاكية كبيرة لأنها تضم بين مليون ونصف إلى مليوني نسمة، فضلاً عن توقف معظم المعامل والمصانع التابعة للحكومة والخاصة منها أيضاً، بسبب نقص الطاقة الكهربائية ومشتقات الوقود أو بسبب تعرضها للدمار جرّاء القصف الجوي بعدما اتخذها تنظيم “داعش” مقار له أو مخازن للأسلحة.

ولكي يكون بإمكان التجّار تحمُّل عناء وتكاليف ومخاطر نقل البضائع لمسافة تزيد عن 500 كلم، فلا بد أن يضمن التاجر هامشاً جيداً من الربح.

ويقول ابو صطيف بلهجته السورية ردا على سؤال لأحد عملائه العراقيين عن جدوى تجارته “أنا أحقق أرباحاً مضاعفة في الموصل قياساً بما كنت أبيعه في مدينة الرقة، فالامر يستحق العناء والتعب والمخاطرة ونحن نريد أن نستمر في العيش”.

ويضيف، بحسب موقع نقاش الإخباري، انا اشتري الحاجات المستعملة من ربّات البيوت لأبيعها عند عودتي إلى الرقة وأربح منها أيضا”.

من هنا فإن تجار التجزئة الموصليين شعروا بخطر يهدد عروشهم وهو ما أثار تذمرهم من المنافسين الجدد، سيما وان سعر البضاعة السورية ارخص بنسبة تتراوح بين 30 و40 بالمئة قياساً بما يبيعه تجّار الموصل.

وهناك طلب مستمر على أنواع محددة من البضائع أبرزها مشتقات الوقود التي دخلت الموصل فور نفاد المخزون الاستراتيجي الذي خلّفته الحكومة والقوات الأمنية قبل انسحابها من المدينة.

وتوجد محطات متنقلة لبيع البنزين والكاز ووقود الطبخ وهناك لافتات تشير إلى توّفر الوقود السوري، وهذا مصدره معامل التكرير البدائية أي “المحارق” التي أنشأها السوريون في القرى والبلدات والمدن منذ اندلاع النزاع المسلّح بين نظام الأسد والمعارضة المسلحة.

ليس الطلب وحده ما يحدد نوع البضاعة بل مدى مقاومتها للتلف أيضاً لأن الطريق طويلة ومتعرجة، وعلى سبيل المثال فإن الطريق بين الرقة والموصل تستغرق ثماني ساعات، لذا فإن الأقمشة والملابس والحلويات والمواد الغذائية وغيرها تلقى رواجاً كبيراً.

البيع ليس دائما عبر التجوال كما يفعل أبو صطيف فقد اتجه بعض التجّار السوريين إلى استئجار محال لهم في أهم المراكز التجارية للمدينة مثل باب السراي والكورنيش والبورصة.

أما الخطوة الأكثر جرأة فتتمثل في إن سوقاً للسوريين في طريقها للافتتاح بمنطقة البورصة التجارية حيث تُباع المواد الغذائية، وذلك بعدما أجبر عناصر تنظيم “داعش” أصحاب الشاحنات الكبيرة الذين يعرضون بضاعتهم على الطرقات ليل نهار، على الانتقال إلى موقع مسقوف مقابل بدل إيجار شهري يتم دفعه لـ”الدولة الإسلامية”.

أبو صطيف أخذ جميع الاحتياطات لأنه وضع في حسبانه إن كل رحلة تجارية من الرقة حيث يقيم حالياً إلى الموصل تستغرق إسبوعين، لذا فقد جهّز سيارته بعدة الطبخ والمنام إذ إنه وآخرون من رفاقه يبيتون في ساحات لوقوف السيارات غربي المدينة.
– See more at: http://www.peyamner.com/Arabic/PNAnews.aspx?ID=361058#sthash.9YwCHKwn.dpuf
\\\\\\\\\\\\\

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi