رئيس برلمان كوردستان: هدّدت التغيير بالاستقالة وسابتعد عن العمل السياسي
شفق نيوز/ اكد رئيس برلمان كوردستان يوسف محمد، الاربعاء، انه حذر قيادات حركة التغيير التي ينتمي اليها من مخاطر الاستمرار في الاصغاء الى الأصوات النشاز داخلها، فيما لفت الى ان هذا ما جعله يهدد أكثر من مرة بتقديم استقالته، مؤكداً سيبتعد عن العمل السياسي بشكل نهائي بعد انتهاء الدورة البرلمانية الحالية.
وجاء في بيان للمكتب الاعلامي لرئيس البرلمان، وورد لشفق نيوز، ان تصريحات محمد جاءت خلال مقابلة اجرتها معه صحيفة (صباح) التركية، اكد ان اقليم كوردستان قطع شوطاً مهماً نحو بناء مجتمع ديمقراطي مؤسساتي قائم على الانتخابات رغم ان طموحاته ماتزال اكبر من واقعه الراهن، مبيناً ان من يشغل منصب رئيس برلمان الاقليم لابد أن يفصل بين انتمائه الحزبي وعمله التشريعي وألا يرضخ أبداً الى أية ضغوط قد يتعرض لها من قبل حزبه او الاحزاب الاخرى.
واشار الى ان أحزاب وتيارات قومية وعلمانية واسلامية خاضت سباق الانتخابات مع مشاركة قوية للمرأة الكوردية، لافتا الى انه بالمحصلة النهائية حصل الجمهور الكوردي على منجز مهم يتمثل ببرلمان يضم جميع التيارات السياسية دون اقصاء او تهميش لأية جهة.
واستدرك انه رغم هذا المنجز المهم ما تزال طموحات الاقليم اكبر من واقعه الراهن، مبينا ان السلطة التشريعية في الاقليم تقع على عاتقها المسؤولية الاكبر في صياغة دستور يؤسس لنظام رئاسي منتخب بدلاً من “الحكم بالوراثة” على حد تعبيره.
وبشأن مدى تأثر رئاسة السلطة التشريعية بالتوجهات الحزبية، قال محمد، ان من يترأس السلطة التشريعية لابد أن يكون بمعزل عن أية تأثيرات حزبية، وهذا النوع من التأثيرات هو أمر واقع وموجود لدى كافة الأحزاب السياسية في العالم، لافتا الى انه من الطبيعي أن يتعرض لمثل هكذا تأثيرات بحكم منصبه.
واستدرك انه ينبغي التركيز على أنها ليست بالمستوى الذي يجعلها (ضغوطات)، فالتأثير شيء والضغط شيء آخر، مشددا على انه ملتزم بحياديته وعدم رضوخه لأية تأثيرات حزبية.
واشار الى ان هذا الشرط اشترطه هو على حركة التغيير منذ اليوم الأول لتسلمه منصب رئيس برلمان الاقليم.
وفي رد على سؤال حول صحة ما يشيعه البعض حول وجود بوادر انشقاقات داخل حركة التغيير، قال ان هذا الحديث قد يكون مبالغ فيه كثيراً، فهناك فرق كبير بين الانشقاقات والخلافات، لافتا الى ان الخلاف موجود في أي حركة سياسية وخصوصاً الحركات الناشئة كحركة التغيير.
واوضح ان حركة التغيير باعتبارها “محاولة شعبية لتغيير واقع فاسد حافل بالتناقضات” قد لايختلف حالها عن حال النخبة التي أيقظت همم الفقراء في فرنسا قبل الثورة الفرنسية التي أكلت الثوار فيما بعد، مستدركا ان حركة التغيير “لم ولن تصل الى مرحلة إقصاء من يختلف معها”.
وبيّن ان الخلاف موجود والنفاق السياسي لايخلو منه أي تيار سياسي في العالم، موضحا انه سبق أن حذر قيادات الحركة من مخاطر الاستمرار في الاصغاء الى الأصوات النشاز داخل الحركة.
واستدرك أن الانتهازيين يواصلون سعيهم للتكسب على حساب الاخرين مستغلين السمعة الطيبة للحركة في الشارع الكوردستاني، مشيرا الى ان هذا السبب جعله يهدد قيادات الحركة لأكثر من مرة بتقديم استقالته.
واكد انه سيتفرغ الى عمله السابق فور انتهاء مدة خدمته الحالية وسيبتعد عن العمل السياسي بشكل نهائي بعد انتهاء الدورة البرلمانية الحالية.
وفي رد على سؤال حول رؤيته المستقبلية لواقع الكورد في تركيا، قال ان كل حكومة تركية لها منهاجها ورؤيتها الخاصة في التعامل مع القضية الكوردية التي هي من أعقد القضايا في المجتمع التركي، مستدركا ان من الجيد ان الحكومة التركية الحالية تتمتع بنظرة موضوعية وواقعية تجاه هذه القضية مبنية على التهدئة واللجوء الى الحوار.
واشار الى ان ما تمكن الكورد في تركيا من تحقيقه لم يكن سهلاً، مبينا ان المسيرة كانت حافلة بالتضحيات والخسائر.
ورأى ان “زمن التعصب والكراهية بين الطرفين قد مضى الى غير رجعة”، مبينا ان الحكومة التركية اليوم جادة في اقرار الحقوق المدنية والقومية للكورد باعتبارهم مواطنين كغيرهم من ابناء الشعب التركي.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
