أكتوبر 30, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

خبير بيئي عن مشروع “الحزام الأخضر” في العاصمة أربيل: سيُخفض الحرارة بمقدار 3 درجات

خبير بيئي عن مشروع “الحزام الأخضر” في العاصمة أربيل: سيُخفض الحرارة بمقدار 3 درجات

أشار خبير بيئي بشأن مشروع الحزام الأخضر في العاصمة أربيل، أن مشاريع الاحزمة الخضراء في العالم يُناقش على ثلاثة مستويات، وخاصة الغابات حيث لها فوائد كبيرة جداً للبشر، أولاً من الناحية الاقتصادية، ثانياً من الناحية البيئية، وثالثاً من الناحية السياحية ، الحزام الأخضر من هذه الجوانب الثلاثة يعود بالنفع على البشر.”

الأستاذ المساعد د. حلمت أبو بكر صابر، أستاذ قسم الغابات في كلية العلوم للهندسة الزراعية بجامعة صلاح الدين، قال في تصريح لـ(باسنيوز): “في مشروع الحزام الأخضر تم تحديد نوعين من الأشجار، شجرة الزيتون وشجرة الفستق، وهاتان الشجرتان مفيدتان جداً من الناحية الاقتصادية، وخاصة شجرة الزيتون التي إذا تم الاهتمام بها من حيث الإنتاج المحلي ستنتج زيتوناً وزيتاً جيداً، ويمكن إنتاج هذا النوع من الزيتون محلياً بجودة ونوع أفضل من المستورد”.

مضيفاً ” ومن الناحية البيئية تعتبر الأشجار والغابات مصدراً يمنح الإنسان الأوكسجين والماء والغذاء الضروري، وهذا يشير إلى أن الغابات الآن تحظى بأهمية كبيرة لتقليل ثاني أكسيد الكربون في الجو، ومن أهم ميزات شجرة الزيتون أيضاً أنها معمرة “، وتابع بالقول ” الآن من أهم الأمور في العالم هي مشاريع الغابات الاصطناعية، ومن الناحية العلمية تقوم أشجار الغابات بامتصاص ثاني أكسيد الكربون وتطلق غاز الأوكسجين في الهواء، ويستخدم الناس هذا الأوكسجين للتنفس، وهذا من الناحية العلمية يعتبر دعماً مهماً جداً لعملية تنقية الهواء”.

مردفاً: “من الناحية العلمية، إذا وصلت الشجرة إلى مستوى النضج، فإن لديها القدرة على إنتاج الأوكسجين لعائلة مكونة من أربعة أشخاص”.

مستدركاً : “مشروع الحزام الأخضر في أربيل هو أحد أفضل المشاريع في الشرق الأوسط، ويمكننا القول إنه في المرتبة الأولى من المشاريع التي أعددناها في هذا المجال من أجل التغير المناخي وتقليل تلوث البيئة، أنا الآن من الناحية العلمية أدرس سبعة أنواع من الأشجار لمعرفة أيها في المستقبل سيمتص نسبة أكبر من تلوث الهواء، لذلك نحن مهتمون بقضايا البيئة”.

وأوضح الاكاديمي والخبير البيئي ، بالقول ” أفضل شيء لهذه المرحلة هو زراعة أشجار الغابات التي تعيش طويلاً ويمكنها لسنوات عديدة تقليل نسبة ثاني أوكسيد الكربون في الهواء، ومن الناحية البيئية إذا تم تنفيذ هذا المشروع كما هو مخطط له، سيحدث تغير كبير في مناخ وطقس أربيل.”

ومضى في القول: “بحسب أحدث الدراسات حول إنشاء الغابات الصغيرة، تبيّن أن لها تأثيراً كبيراً على تقليل درجات الحرارة، فعلى سبيل المثال، عندما تمر بالقرب من شارع الأربعين متراً ومتنزهات أربيل، تشعر بأن درجة الحرارة أقل مقارنةً بالأماكن الأخرى. ووفقاً للدراسات، هناك فرق في درجات الحرارة يتراوح بين خمس إلى ست درجات في تلك المناطق المزروعة بالأشجار مقارنةً بالأماكن الأخرى. لذلك، من المتوقع ان يؤدي تنفيذ مشروع الحزام الأخضر إلى انخفاض درجة الحرارة في أربيل بنحو ثلاث درجات”.

ويُعد هذا المشروع من المبادرات البيئية الاستراتيجية التي أطلقها رئيس الحكومة مسرور بارزاني ، ضمن رؤية التنمية المستدامة ، والهادفة إلى إحاطة العاصمة أربيل بحزام أخضر من الأشجار والنباتات، لتعزيز المساحات الخضراء الطبيعية ومواجهة ظاهرة التصحر وتحسين جودة الهواء.

ويمتد مشروع الحزام الأخضر لأربيل بطول 82 كيلومتراً وعرض كيلومترين، ويتألف من ست مراحل رئيسية تشمل:

1- تحديد الحدود والمساحات المستهدفة.

2- التسييج

3- تنظيف الأراضي.

4- تهيئة التربة.

5- إنشاء نظام ذكي للري.

6- الشروع بعمليات التشجير.

وأنطلقت الأعمال فعلياً في المرحلة الأولى التي تغطي مساحة 4300 دونم، وسيتم خلال هذه المرحلة غرس أكثر من 3 ملايين شجرة زيتون، تم اختيارها لما تتمتع به من قدرة عالية على التحمّل والقيمة الاقتصادية والبيئية.

وشارك رئيس الحكومة مسرور بارزاني في غرس أول شتلة من المشروع ، اليوم الخميس ، بالتزامن مع غرس 3 آلاف شجرة أخرى ، إيذاناً ببدء الحملة الواسعة للتشجير.

ويعمل في المشروع مئات العمال والكوادر المحلية بشكل متواصل ليلاً ونهاراً، ما أسهم في توفير فرص عمل جديدة، فيما تُنفّذ مراحل العمل بإشراف خبراء محليين ودوليين لضمان مطابقة المعايير البيئية العالمية واستخدام أنظمة ري ذكية وحديثة.

كما أكد المختصون أن المرحلة التحضيرية للأراضي اكتملت بنجاح، وأن الأشجار التي ستُزرع هي من سلالات يونانية عالية الجودة، تم اختيارها بعناية لتنسجم مع المناخ المحلي وتسهم في تحقيق التوازن البيئي والإيكولوجي في المنطقة.

ويُنتظر أن يشكّل هذا الحزام الأخضر درعاً طبيعياً يحمي العاصمة أربيل من التصحر والتلوث، فضلاً عن إلتزام إقليم كوردستان بحماية البيئة وتوسيع المساحات الخضراء.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi