فؤاد حسين: تفاهمنا مع تركيا لإطلاق المياه باتجاه الفرات ودجلة
أفاد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بالتوصل الى اتفاق مع تركيا، لقيام الأخيرة باطلاق المياه باتجاه نهري دجلة والفرات.
وأجرت مراسلة شبكة رووداو الاعلامية آلا شالي، مقابلة خاصة مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في لوكسمبورغ، ألقى فيها الضوء على نتائج اجتماعاته مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي والوضع الداخلي في العراق وإقليم كوردستان، فضلاً عن ملف المياه، والوضع في المنطقة، وملف الطاقة، والحرب الروسية – الأوكرانية، وغيرها.
وأدناه نص المقابلة:
رووداو: اجتمعتم مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي، وكان هذا الاجتماع الرابع لمجلس التعاون بين الاتحاد الأوروبي والعراق. ما هي نتائج هذا الاجتماع؟
فؤاد حسين: نجتمع مرة واحدة في السنة، وهذا هو الاجتماع الرابع عملياً، سواء مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي، أو مع وزراء خارجية أوروبا الذين حضروا. انعقد الاجتماع بناءً على الاتفاقية المبرمة بين الاتحاد الأوروبي والعراق. هذه الاتفاقية وُقعت عام 2012 ودخلت حيز التنفيذ عام 2018. منذ عام 2018، نجتمع سنوياً لمناقشة العلاقات القائمة وكيفية تنفيذ هذه الاتفاقية بين الجانبين. تتناول هذه المواضيع قضايا الطاقة، الديمقراطية وحقوق الإنسان، الصحة، والقضايا الاقتصادية والتجارية. كل هذه المواضيع تُناقش وهناك العديد من التفاهمات بين الاتحاد الأوروبي والعراق. هذه المناقشات تُجرى لمعرفة ما تم تنفيذه وما سيتم تنفيذه في المستقبل.
رووداو: حسناً، الطاقة قضية بالغة الأهمية في أوروبا، وبعد الحرب الروسية الأوكرانية، شغلت أوروبا كثيراً، لأن الطاقة غالية جداً الآن في أوروبا. ما هو الاتفاق الذي تم بين العراق والاتحاد الأوروبي؟
فؤاد حسين: عندما نتحدث عن الطاقة، نتحدث عن الطاقة بكل أقسامها، أي نتحدث عن النفط، نتحدث عن الغاز، ولكننا نتحدث أيضاً عن الكهرباء ووضع الكهرباء في العراق. كل هذا في إطار كيف يمكننا أن نكون متعاونين كطرفين. بخصوص النفط، العراق دولة نفطية ويستخرج حالياً 4.3 مليون برميل يومياً. من هذه الكمية يصدر 3.3 مليون برميل. السوق النفطي للعراق هو في الأساس الصين والهند. الأغلبية الساحقة، حوالي مليوني ونصف برميل، تذهب إلى أسواق الصين والهند. لأسواق أوروبا يأتي حوالي 10% إلى 15% من النفط العراقي. تحدثنا مع الأوروبيين في هذا الشأن، وبعض الدول الأوروبية لديها نية للتواصل معنا لكي يتمكنوا من شراء النفط العراقي في المستقبل. أما بخصوص الغاز، فلا يمكننا أن نكون بديلاً عن الغاز الروسي أو دول أخرى لأوروبا، لأننا مازلنا لا نملك الغاز لأنفسنا. في العراق خلال هذه السنة ونصف الماضية، أبرمنا عقداً مع شركة توتال الفرنسية لتمكينهم من استعادة الغاز المحترق واستثماره لإنتاج الكهرباء. بعد ذلك، هناك العديد من حقول الغاز الكبيرة التي أبرمنا عقوداً مع العديد من الشركات بخصوصها. في المستقبل، سيستخرج العراق الغاز أيضاً. عندما أتحدث عن المستقبل، أعني الثلاث، الأربع، أو الخمس سنوات القادمة. سيصبح العراق دولة غازية. في البداية سيستخدم هذا الغاز محلياً، ولكن في المستقبل، يمكن للعراق، بالإضافة إلى النفط، أن يصدر الغاز أيضاً.
رووداو: الآن سأنتقل إلى بعض القضايا المتعلقة بزياراتكم السابقة إلى تركيا. لقد زرتم تركيا، وهناك طلبتم من تركيا إطلاق المزيد من المياه باتجاه العراق. هل وعدت تركيا بإطلاق المزيد من المياه؟
فؤاد حسين: ترأست وفداً كبيراً إلى تركيا وكان جوهر الموضوع، حقيقةً، هو الماء. لأن الذين كانوا معي، معظمهم كانوا خبراء في المياه. ووزير الموارد المائية كان معي أيضاً. عقدنا اجتماعات مع المسؤولين الأتراك. وكما قلت، كان جوهر الموضوع هو الماء. تحدثنا في تركيا بطريقتين. أولاً، يجب عليهم إطلاق المزيد من المياه خلال الخمسين يوماً القادمة، لأن هذا العام هو عام جفاف وحتى الآن لم تمطر. وبطبيعة الحال، هذا الجفاف ليس فقط في العراق، بل في تركيا وإيران أيضاً، بل في المنطقة بأكملها. ولكن لأن تركيا لديها سدود ومياه مخزنة، يمكنها مساعدتنا. توصلنا إلى تفاهم بأن يطلقوا جزءاً من المياه باتجاه الفرات وجزءاً آخر باتجاه دجلة لمدة 50 يوماً، لأنه من المتوقع أن يبدأ الشتاء بعد 50 يوماً وتهطل الأمطار والثلوج ويتغير الوضع. ولكننا توصلنا إلى تفاهم آخر طويل الأمد حول كيفية التعامل مع المياه وإدارتها. توصلنا إلى تفاهم مع الحكومة التركية والشركات التركية بأن يقوموا بإدارة المياه في العراق. سنوقع مذكرة تفاهم. عندما أعود، أتوقع أن يأتي وزير الخارجية هاكان فيدان إلى العراق ونتمكن من توقيع هذه المذكرة. ما هي محتويات هذه المذكرة؟ أولاً، إدارة المياه، وكيفية القيام بذلك، وأن تقوم الشركات التركية بهذا العمل لأن لديهم الخبرة. ثانياً، بناء المزيد من السدود داخل العراق لتجميع المياه. ثالثاً، إعادة استخدام المياه، أي تنقية المياه العادمة لاستخدامها في الزراعة ومجالات أخرى. رابعاً، كيفية تجميع مياه الأمطار. خامساً، كيفية إدارة المياه الجوفية. سادساً، قضية مياه البحر، خاصة في شط العرب والبصرة، وكيفية تحلية تلك المياه. كل هذا تمت مناقشته، وعندما نوقع عليه، فهذا يعني أن الشركات التركية ستقوم بهذا العمل في المستقبل. هذه قضية استراتيجية، ولكن القضية قصيرة المدى، كما قلت، هي أنهم سيطلقون المزيد من المياه باتجاه العراق في الخمسين يوماً القادمة.
رووداو: حسناً، في المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية التركي، تحدثتم عن عملية السلام. هل قدمت تركيا أي طلبات لكم؟
فؤاد حسين: منذ البداية، عندما بدأت عملية السلام والمفاوضات بين ممثلي الحكومة التركية وعبد الله أوجلان، كان المسؤولون الأتراك يتحدثون إلينا عنها، ودعمنا هذه العملية بقوة. لأكون صريحاً، إنها عملية مهمة لتركيا داخلياً ولنا أيضاً، لأن حزب العمال الكوردستاني، كما هو معروف، موجود في جبال قنديل وفي سنجار وأماكن أخرى. لذلك، من المهم بالنسبة لنا أن يتوصل حزب العمال الكوردستاني والحكومة التركية إلى اتفاق وأن يلقوا السلاح. لقد دعمنا عملية نزع السلاح، لكي يصبح الموضوع سياسياً. حتى الآن، لايزالون مستمرين والمفاوضات مستمرة بينهم. ولكن مجرد بدء العملية هو أمر مهم.
رووداو: حسناً، ماذا يمكن للعراق أن يفعل وكيف يمكنه المساعدة في عملية السلام؟
فؤاد حسين: عندما نتحدث عن قنديل، نتحدث عن كوردستان التي تقع في العراق. عندما نتحدث عن سنجار، فهي أيضاً في العراق. إذاً، الموضوع مهم للعراق. من المهم أن يضع مقاتلو حزب العمال الكوردستاني السلاح في قنديل وأن لا تبقى هذه المشكلة في العراق أيضاً، وأن تعود العملية إلى تركيا لتصبح عملية سياسية. إنهم يخلقون لنا مشاكل مختلفة في العراق. إحدى هذه المشاكل هي أن الأتراك يقولون دائماً: نحن هناك أو نهاجم عسكرياً لأن حزب العمال الكوردستاني موجود هناك. عندما يختفي حزب العمال الكوردستاني، يمكن للعراق أن يناقش هذا الموضوع مع الأتراك بطريقة مختلفة.
رووداو: ولكن كيف يمكن للعراق أن يكون مساعداً؟
فؤاد حسين: قلنا إننا مستعدون. بخصوص قنديل، إذا لزم الأمر، بالتعاون مع حكومة إقليم كوردستان وحكومة بغداد، لأنها تقع داخل الأراضي العراقية، يمكننا المساعدة وقد أخبرناهم أننا مستعدون لمساعدتهم.
رووداو: هل توجد أي مفاوضات بخصوص مخيم مخمور مع تركيا؟
فؤاد حسين: لا، مخيم مخمور هو أيضاً جزء من هذه العملية. كما تعلمون، الذين في مخيم مخمور هم لاجئون وهم في الأساس من كورد تركيا. يجب أن نرى ما هي الخطوة التي سيتخذها البرلمان التركي، لأنه يجب أن تكون هناك خطوات سياسية أيضاً. أعتقد أنهم في تركيا يعدون خطوات سياسية. عندما تُنفذ تلك السياسة، عندها سيُقرر مصير الذين في مخيم مخمور، سواء سيعودون إلى تركيا أو يذهبون إلى مكان آخر.
رووداو: قضية أخرى ساخنة جداً في أوروبا هي قضية المهاجرين وطالبي اللجوء. تطلب الدول الأوروبية عودة اللاجئين العراقيين، خاصة أولئك الذين رفضت طلباتهم أو الذين جاءوا بطرق غير شرعية. هل هناك أي اتفاق بين العراق والدول الأوروبية؟
فؤاد حسين: ليس فقط الدول الأوروبية، بل الاتحاد الأوروبي يطلب ذلك. الأفضل أن أقول الاتحاد الأوروبي لديهم طلبات. المشكلة ليست أولئك الذين لديهم إقامة، المشكلة هي أولئك الذين جاءوا وعاشوا في هذه الدول لمدة 5 سنوات، 7 سنوات، أو 10 سنوات، وانتهت إجراءاتهم القضائية وليس لديهم أي طريقة أخرى للحصول على إقامة. الألمان هم أول من بدأ. أتذكر في عهد عادل عبد المهدي عندما كنا نأتي ونجلس معهم، كانوا يتحدثون عن 25 ألف شخص. سياسة الأحزاب في أوروبا تغيرت، ونتيجة لذلك تغيرت سياسات الحكومات أيضاً. تلك السياسة المفتوحة للجوء لم تعد موجودة وأصبحت أكثر صرامة. يقولون إن الذين ليس لديهم إقامة، يجب ألا يبقوا في مجتمعاتنا. إذا قلنا إننا لا نريدهم، فكيف يمكن لدولة أن تقول إنني لا أقبل مواطني؟ لقد قلنا إننا مستعدون، ولكن بشرط أن يكون الشخص مستعداً للعودة طواعية وليس بالإكراه، وأن يكون قد أنهى جميع الإجراءات القانونية ولم يتوصل إلى نتيجة. بالإضافة إلى ذلك، بعض هؤلاء اللاجئين ارتكبوا جرائم في تلك الدول. تقول الدول إننا لا نتحملهم، وعندما ينتهون من عقوبتهم، نعيدهم. لقد قلنا إنه ليس من الجيد إعادتهم بالإكراه، يجب أن يستعدوا لذلك ونحن مستعدون لاستقبالهم.
رووداو: هل يتم إبلاغكم مسبقاً من قبل الدول الأوروبية؟
فؤاد حسين: بالطبع، هذا ليس فقط عمل وزارة الخارجية، لأكون صريحاً، إنه عمل وزارة الداخلية والوزارات الأخرى، ولكن بالتأكيد يتم إبلاغهم بأن هؤلاء الناس سيعودون. يحتاجون إلى وثائق لمعرفة من هم وهل هم عراقيون أم لا.
رووداو: قضية أخرى ساخنة جداً في أوروبا هي قضية اعتقال المهربين. هل هناك أي تعاون وتنسيق بين الدول الأوروبية والعراق لاعتقال هؤلاء المهربين الذين يجلبون المهاجرين بطرق غير شرعية إلى أوروبا؟
فؤاد حسين: لا أعلم، إذا كانوا مهربين، فهذا يعني أن معظمهم في أوروبا. وفقاً لقوانين أوروبا ومعلوماتهم، يقومون باعتقالهم. ولكن إذا كانت هناك علاقة مع وزارة الداخلية أو الأجهزة الأمنية، فهذا مختلف. ولكن هؤلاء المهربين أساساً في أوروبا، وإذا اعتقلوا، فسيتم اعتقالهم في أوروبا، وليس في العراق.
رووداو: ولكن هل هناك أي تنسيق إذا كان المهرب يعمل من العراق أيضاً؟
فؤاد حسين: ما يتعلق بالعراق، فمسؤولية العراق. وما يتعلق بالأراضي الأوروبية، فمسؤولية الأوروبيين.
رووداو: مازال بعض الناس يقولون إن الانتخابات في العراق لن تجرى بسبب احتمال هجوم أميركي أو إسرائيلي على بعض الجماعات المسلحة العراقية. هل هناك أي خطر من عدم إجراء الانتخابات؟
فؤاد حسين: لا، لا يوجد شيء داخلي يصل إلى حد عدم إجراء الانتخابات. بل على العكس، الحملة الانتخابية أصبحت ساخنة جداً. ولكن إذا اندلعت حرب، أعني حرباً كبيرة وطويلة الأمد في المنطقة، فلا أعلم ما هو تأثيرها على الانتخابات. ولكن لا يوجد شيء داخلي يدفعنا للقول إن الانتخابات ستتأخر بسببه. حتى الآن، العملية الانتخابية مستمرة.
رووداو: هل لا يوجد أي خطر من هجوم أميركي أو إسرائيلي على العراق؟
فؤاد حسين: لا أعلم، إذا هاجموا، فلن يخبروني. ولن يخبروا أحداً.
رووداو: حسناً، الآن أريد أن أعرف ما إذا كان للعراق أي دور وساطة بين أميركا وإيران؟
فؤاد حسين: لا، كان هناك في السابق، الآن أصبح الأمر صعباً. تغيرت السياسة الأميركية. عندما جاء الرئيس بايدن وفريقه، كانوا يرغبون في استمرار المفاوضات. لفترة من الوقت كنا نحن في الوسط، ثم كانت عمان في الوسط. كنا على دراية ولدينا تنسيق كامل. كنا نسمع من الأميركيين ومن الإيرانيين عن كيفية سير عملية المفاوضات. ولكن الآن، كما هو واضح، لا توجد مفاوضات بين أميركا وإيران.
رووداو: الشهر القادم انتخابات العراق، أي أن عمر هذه الحكومة سينتهي. هل تعتقدون أن هذه الحكومة تمكنت من تنفيذ برنامجها؟
فؤاد حسين: لا، أتعلمين، من الصعب أن نقول برنامجها الخاص. عندما تشكلت هذه الحكومة، أجرينا مفاوضات، وكان لي شرف أن أكون أحد المفاوضين. تم التوصل إلى اتفاق سياسي بين جميع القوى السياسية التي شكلت هذه الحكومة. من هذا الاتفاق السياسي خرج برنامج الحكومة. جرى محاولة لتنفيذ جزء من هذا البرنامج وبقي جزء آخر. ولكن القوانين الرئيسية التي وقعنا عليها وأردنا إصدارها، للأسف لم يتم ذلك. قانون النفط والغاز كان أحدها، وقانون المجلس الاتحادي كان آخر، تلك التي تتعلق بكوردستان. وبالطبع هناك قوانين أخرى. من المؤسف أن تلك القوانين التي اتفقنا عليها، لم نتمكن من إصدارها. هل هذا خطأ الحكومة أم البرلمان، هذا شيء آخر.
رووداو: حسناً، كوزارة خارجية العراق، ماذا تمكنتم من فعله خلال هذه السنوات القليلة؟
فؤاد حسين: أولاً، لم يدخل العراق في حرب. لم يكن ذلك سهلاً، المنطقة كلها كانت تحت النيران. لم تصل النيران إلى العراق حتى اليوم. ثانياً، لعبنا دوراً كبيراً في المصالحة بين العديد من الدول. تصالحت السعودية وإيران في العراق. صحيح أنهم أعلنوا ذلك في بكين، ولكن كل العمل تم في بغداد. ثالثاً، العراق نفسه لديه علاقات جيدة جداً مع جميع الدول المجاورة ومع العالم الخارجي. ولكن أكبر شيء أراه هو أننا لم نسمح للعراق بالانجرار إلى مشاكل سوريا في الوقت الحساس وتمكنا من إبعاد العراق عن نيران الحرب. خلال هذه الفترة، جاءت معظم الشركات العالمية الكبرى إلى العراق. إكسون موبيل التي كانت قد غادرت، عادت. شيفرون التي كانت قد غادرت، عادت. توتال أبرمت عقداً. كل هذا يتعلق بالعمل الخارجي.
رووداو: لقد لعبتم دوراً مهماً في حل المشاكل بين بغداد وأربيل، خاصة مشكلة رواتب موظفي إقليم كوردستان. هل كان لذلك أي تأثير على عملكم كوزير للخارجية؟
فؤاد حسين: جزء كبير من عملي هو السياسة الداخلية. صحيح أنا وزير خارجية، ولكني عضو في المجلس الاقتصادي أيضاً. المجلس الاقتصادي يعني أن وزراء المالية، التخطيط، الزراعة، الصناعة، التجارة، الاستثمار، والبنك المركزي، كلهم أعضاء في هذا المجلس. الوضع الاقتصادي والمالي هو دائماً جزء من عملي. ولكن قضية كوردستان أيضاً، بكل شرف، وقعت على عاتقي وعلى عاتق أصدقائي في بغداد. مشكلة عدم إرسال النفط كانت مشكلة كبيرة، وكانت مرتبطة بالرواتب. في الفترة الأخيرة، تمكنا في المفاوضات مع شركات النفط، والتي كانت ثلاثية الأطراف مع حكومة الإقليم وحكومة بغداد، من التوصل إلى نتيجة، وبفضل الله، تم إرسال النفط الآن.
رووداو: متى سيتم إرسال رواتب شهري آب وأيلول؟
فؤاد حسين: يجب حل مشكلة شهر آب في أقرب وقت ممكن، ثم يأتي بعده شهر أيلول. لأن المشكلة لم تعد موجودة. القضية الرئيسية كانت النفط والإيرادات الداخلية. بخصوص الإيرادات الداخلية، هناك تفاهم بين الطرفين على إرسال مبلغ معين شهرياً وتم حل مشكلة النفط. بالطبع، بالنسبة لميزانية العام القادم، يجب علينا إجراء قراءة أخرى. أعتقد أنه ليس صحيحاً أن قضية الرواتب وأسماء الموظفين تكون في بغداد. يجب أن نعود إلى المبدأ القائل بأن مبلغاً محدداً من ميزانية العراق يذهب إلى كوردستان وأن تكون حكومة كوردستان وبرلمان كوردستان مسؤولين عن توزيعه. حدثت المشكلة من عدة أماكن: أولاً، لم يتم إرسال النفط. ثانياً، كانت هناك خلافات داخلية في كوردستان. ثالثاً، جلبوا خلافاتهم إلى بغداد. رابعاً، جعلوها قضية قانونية. خامساً، ذهبت إلى المحكمة الاتحادية وصدر قرار بشأنها. يجب أن نعود وآمل أن تتشكل حكومة في كوردستان أيضاً، لأنه إذا لم تتشكل، فهذا سيء، سواء لكوردستان، أو لموقع الإقليم في بغداد، أو في العالم الخارجي.
رووداو: إذاً، سأكرر سؤالي، هل المشكلة الحالية بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان سياسية، إدارية، أم تقنية؟
فؤاد حسين: للسياسة تأثير. تحدثت للتو عن أن مشكلتنا الداخلية كانت سياسية وأصبحت قضية قانونية. جزء من هذه المشاكل كان في بغداد، ولكن في الأساس جاءت المشكلة من الإقليم إلى بغداد وأصبحت قضية سياسية، ثم قانونية، ثم تقنية. يجب أن نعود إلى جذور المشكلة ونحلها. والحل هو أن يكون لدينا رؤية موحدة في كوردستان بخصوص النفط، الرواتب، والقوانين التي تطرح في بغداد، مثل قانون النفط وقانون المجلس الاتحادي.
رووداو: في إقليم كوردستان، أصبح عدم دفع الرواتب مشكلة كبيرة جداً وأدى إلى ضغوط نفسية كبيرة.
فؤاد حسين: لأكون صريحاً، من الصعب قطع رزق الناس. ولكن عندما نجري هذه المناقشة في بغداد، فإنهم يطرحون قضايا أخرى، مثل قرار المحكمة الاتحادية. قرار المحكمة الاتحادية كان جزءاً من المشكلة وجزءاً من الحل أيضاً، ولكننا ذهبنا بأنفسنا إلى المحكمة الاتحادية.
رووداو: هذا ما كنت أرغب في سؤاله، ما هي مسؤولية حكومة إقليم كوردستان لضمان عدم تكرار ذلك في المستقبل؟
فؤاد حسين: يجب أن نصل إلى موقف موحد. لا أقول يجب أن نكون معاً في كل شيء، ولكن يجب أن يكون لدينا موقف موحد بخصوص القضايا التي تتعلق بمواطني كوردستان. قضية الرواتب تتعلق بكل شخص، ولا يمكن ألا يكون لدينا موقف موحد. إذا كان هذا موجوداً، فليس صعباً في بغداد. ولكن إذا انقسم الكورد، فإن التعامل مع هذه المشاكل في بغداد سيكون مختلفاً.
رووداو: معظم مسؤولي الدول الأوروبية يقولون نفس الشيء ويقولون يجب أن تكونوا أكثر اتحاداً.
فؤاد حسين: بالطبع، العالم كله يعلم. في السابق عندما كنت في كوردستان، كنا نأتي باسم الحكومة ورئاسة الإقليم، ولكننا كنا صوتاً واحداً. أما الآن، عندما يأتي الناس ويقومون بالضغط، فهذا ضد ذاك وذاك ضد هذا. لقد أربكنا أنفسنا والآخرين. هذا ليس صحيحاً. يجب أن تتشكل الحكومة بسرعة. هذا خطأ أن الحكومة لم تتشكل. لا يمكن أن يمر 11 شهراً، ويكاد يكتمل عام، ولا يزال البرلمان لم ينعقد.
رووداو: أنا متأكدة أنكم قلتم ذلك لمسؤولي إقليم كوردستان.
فؤاد حسين: رأيي واضح. سواء في الاجتماعات الداخلية، أو الخارجية، أو في وسائل الإعلام، أنا دائماً مع أن يكون لدينا موقف موحد، لأنني أعلم أنه إذا لم يكن هناك موقف موحد، فسوف نكون ضعفاء جداً.
رووداو: من هنا، آمل أن يتم تحقيق الوحدة في أقرب وقت ممكن.
فؤاد حسين: الأمل وحده لا يكفي، يجب أن نعمل من أجله. إنه عملنا أن نعمل بفعالية.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية