سبتمبر 07, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

من حلم إلى حصاد: شاب كوردي ينجح في زراعة الفستق الحلبي في زاخو

من حلم إلى حصاد: شاب كوردي ينجح في زراعة الفستق الحلبي في زاخو

في منطقة لم تكن معروفة بزراعة الفستق الحلبي، يقطف المزارع الشاب كاميران ثمار جهد استمر عشر سنوات، محولاً أرضاً في ناحية باتيلى بمحافظة دهوك في اقليم كوردستان العراق، إلى بستان أخضر يضم 500 شجرة فستق حلبي بدأت بإنتاجها الوفير، في قصة نجاح ملهمة تشير إلى مستقبل واعد لهذا المحصول في إقليم كوردستان.

قبل عقد من الزمن، بدأ كاميران مشروعه الطموح في مجمع باوارده السكني، في خطوة كانت تبدو مغامرة في حينها. اليوم، وبعد صبر وعناية، يجني هو وشريكه يومياً ما بين 20 إلى 40 كيلوغراماً من الفستق الطازج، الذي وجد طريقه بسرعة إلى الأسواق المحلية وعبر الإنترنت بفضل جودته العالية والطلب المتزايد عليه.

يقول كاميران وهو يتفقد محصوله: “إنتاج هذا العام أفضل بكثير من السنوات الماضية، ونتوقع أن يكون أفضل في المستقبل. نقوم بتسويق منتجاتنا عبر الإنترنت وللمتاجر المحلية”.

ويتميز مشروع كاميران بسهولة العناية به نسبياً. فالأشجار لا تتطلب الكثير من المياه، حيث يتم ريّها مرة كل عشرة أيام في الصيف، ومرة كل 15 إلى 20 يوماً في الخريف.

ويضيف كاميران: “شجرة الفستق تبدأ بالإنتاج بعد السنة السابعة أو الثامنة من زراعتها، وتتميز بأنها تنتج عاماً وتستريح في العام الذي يليه”.

هذا النجاح الفردي يعكس توجهاً أوسع في المنطقة. فخلال العامين الماضيين، شهد الطلب على الفستق الحلبي ارتفاعاً ملحوظاً، مما شجع العديد من المزارعين على التوجه نحو زراعته.

دعم حكومي ورؤية مستقبلية

تلعب المديرية العامة للزراعة في إدارة زاخو المستقلة دوراً محورياً في دعم هذه المشاريع. ويؤكد الخبراء الزراعيون أن تربة ومناخ منطقتي دهوك وزاخو مناسبان جداً لزراعة الفستق، الأمر الذي دفع الحكومة لتقديم الدعم وتشجيع المزارعين على تبني هذا المحصول الاستراتيجي.

وفي لقاء معه، صرح سامان احمد، المدير العام للزراعة في زاخو: “نحن كمديرية زراعة، ندعم المزارعين بشكل عام ونشجعهم على التوجه نحو زراعة أشجار الفستق، لأنها تتطلب كميات مياه أقل بكثير من الأشجار الأخرى، كما أن مناخ المنطقة مناسب جداً لزراعتها”.

وتشير البيانات الرسمية إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بالفستق في دهوك وزاخو تبلغ حالياً حوالي 1500 دونم، تضم أكثر من 110 آلاف شجرة. ويصل الإنتاج السنوي إلى ما يقرب من 350 طناً، مع توقعات بزيادة هذا الرقم سنوياً.

لم يعد مشروع كاميران مجرد مزرعة، بل أصبح نموذجاً عملياً يثبت أن الابتكار الزراعي، المقرون بالدعم الحكومي، يمكن أن يفتح آفاقاً اقتصادية جديدة، ويحول الأراضي إلى مصادر إنتاج مستدامة تساهم في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز اقتصاد إقليم كردستان.

ماهر شنگالي – كوردستان 24 – دهوك

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi