من الغناء إلى الإجرام.. فنلندا تعتزم ترحيل زعيم “المافيا الكوردية”
أعلنت دائرة الهجرة الفنلندية (ميغري) عن قرارها بترحيل “ميلان جاف” إلى إقليم كوردستان. كان ميلان مغني راب سابقاً في فنلندا وترأس مجموعة إجرامية، مما أدى إلى صدور عدة أحكام مشددة ضده. كما مُنع من السفر إلى دول أوروبا.
جاء قرار ترحيل ميلان جاف بعد أن سحبت المحكمة حق إقامته في فنلندا، وأكدت أن الوضع في العراق الآن أفضل مما كان عليه عندما تقدم بطلب الإقامة، ولم تعد هناك مبررات لبقائه في البلاد.
ميلان جاف، الذي يمتلك تاريخاً إجرامياً طويلاً وفقاً للوسائل الإعلامية الفنلندية، يُعتبر من قبل السلطات الفنلندية تهديداً للأمن العام والمجتمع.
تشمل الجرائم التي أُدين بها محاولة القتل، السرقة الكبرى، الاعتداء الجنسي، وقيادة مجموعة تُسمى “المافيا الكوردية”.
الخلفية الإجرامية
برز اسم ميلان جاف لأول مرة كزعيم لمجموعة “المافيا الكوردية”، التي توجه إليها تهم العنف والجرائم المتعلقة بالمواد المخدرة.
في عام 2022، أصدرت محكمة منطقة هلسنكي حكماً بالسجن 10 سنوات بحق ميلان جاف، بعد إدانته بتهمة “محاولة القتل”. في عام 2023، خففت محكمة الاستئناف الحكم إلى ست سنوات وشهرين.
في قضية أخرى، أُدين ميلان جاف بتهمة الاعتداء الجنسي على امرأة بالغة، كما أُدين سابقاً بالاعتداء الجنسي على طفل يبلغ من العمر 13 عاماً، لكن محكمة الاستئناف ألغت لاحقاً ذلك القرار وأقرت فقط حكم الاعتداء الجنسي على المرأة. وعليه، حُكم عليه بالسجن لمدة سنتين و8 أشهر. ومع احتساب أحكامه السابقة، قضى ميلان عدة سنوات في السجن.
أنهى ميلان عقوبة السجن في آب 2025، ولكن فور إطلاق سراحه من سجن تورو، أعادت الشرطة اعتقاله ونقلته إلى مركز احتجاز يوتسينو المخصص للأشخاص الذين يواجهون الترحيل.
الإجراءات القانونية والاحتجاز
مددت محكمة منطقة هلسنكي مرتين فترة احتجاز ميلان بناء على طلب الشرطة، بحجة إمكانية إخفاء نفسه وعدم تمكن الشرطة من ترحيله في حال الإفراج عنه.
قدم ميلان جاف استئنافاً أمام المحكمة الإدارية في هلسنكي ضد قرار دائرة الهجرة بترحيله. لم ترد المحكمة بعد على الاستئناف، ولكن سيُرحّل فوراً إذا رفضت طلبه.
حظر السفر
بالإضافة إلى الترحيل، فرضت دائرة الهجرة الفنلندية حظر سفر على ميلان يمنعه من دخول منطقة شنغن وجميع دول الاتحاد الأوروبي. وبرر المسؤولون الفنلنديون هذا القرار بحماية الأمن العام.
من الموسيقى إلى الإجرام
حاول ميلان جاف سابقاً العمل كمغني راب، لكنه ارتبط أكثر بالإجرام من الموسيقى. في قضية “المافيا الكوردية”، جرى تعريفه كشخصية رئيسية واشتهر كأحد أبرز زعماء المجموعات الإجرامية في فنلندا.
ما يحدث الآن؟
إذا أقرت المحكمة الإدارية قرار دائرة الهجرة، ستقوم فنلندا بترحيل ميلان جاف إلى إقليم كوردستان، حيث أكد المسؤولون الفنلنديون أن تحسن الأوضاع في العراق لم يترك أي مبررات إنسانية لبقائه في فنلندا.
يبقى ميلان حالياً في سجن مركز احتجاز يوتسينو في انتظار قرار استئنافه. وقد أثارت قضيته جدلاً واسعاً في فنلندا.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية