في ذكرى تأسسيه.. الديمقراطي الكوردستاني يدعو لحل القضايا الخلافية مع بغداد عبر الحوار
في الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيسه، جدد الحزب الديمقراطي الكوردستاني، اليوم الجمعة 15 آب 2025، تمسكه بثوابته الوطنية ونهج البارزاني الخالد، مؤكداً عزمه على مواصلة الدفاع عن حقوق شعب كوردستان ومكتسباته الدستورية، وحماية مؤسساته الشرعية، وداعياً إلى حل القضايا العالقة بين أربيل وبغداد عبر الحوار، وإجراء انتخابات نزيهة وشفافة في العراق.
وفيما يلي نص البيان:
بيان صادر عن المكتب السياسي بمناسبة 16 آب
الذكرى الـ (79) لتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني
شعب كوردستان العزيز
عوائل الشهداء الأبرار
البيشمركة الأبطال
قبل تسعة وسبعين عاماً، وفي ظل ظلام الظلم والظروف العصيبة التي كانت تخيم على تلك المرحلة، تأسس الحزب الديمقراطي الكردستاني في 16 آب/أغسطس 1946، في محطة تاريخية فارقة، ليكون منارة أمل ورجاء للشعب الكوردي، وليجسد حاجة تاريخية تعبّر عن التطلعات والآمال التحررية للجماهير، معلناً عن وجوده من أجل أن ينال الشعب الكوردي مكانته المستحقة. ومنذ ذلك الحين، رفع راية النضال، وكان صوتاً صافياً يعبّر عن رفض القمع والاستعباد.
لقد قاد الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسيرة نضال متواصل في سبيل حرية الشعب والوطن والأرض، متمسكاً بمواقفه في خطوط المواجهة والتضحية، وأصبح رمزاً للكوردايتي، محققاً على مر المراحل، وبحسب الظروف والفرص، إنجازات عظيمة لشعب كوردستان نفخر بها اليوم.
مستنداً إلى نهج وفكر البارزاني الخالد، ومستفيداً من الإرث النضالي العريق لشعبنا، وضع الحزب إطاراً إنسانياً وعصرياً للكوردايتي، وغرسه في قيم الحرية والتقدم الإنساني. وعلى هذه الأسس، رسم الخطوط العامة لحركة التحرر الكوردية، وقاد ثورة أيلول التي كانت بداية كبرى في سبيل نيل حقوقنا المشروعة والدفاع عنها.
أيها المواطنون الأعزاء في كوردستان
أيها الرفاق وجماهير حزبنا الكرام
لقد تنوعت مسيرة نضال حزبنا بين العمل المسلح والسياسي والدبلوماسي والإعلامي في مختلف مراحل الكفاح، بدءاً من ثورات أيلول الكبرى، وثورة كولان، وانتفاضة آذار 1991، وما أفرزته من مكتسبات ثمينة، ومنها اتفاق 11 آذار، وتكريس النظام الاتحادي في العراق. هذه المسيرة تثبت أن الحزب كان ولا يزال قوة رائدة وركيزة أساسية لشعبنا، ولتعايش المكونات القومية والدينية المتنوعة في كوردستان، مستلهماً روح الكوردايتي، ومكرساً ثقافة الحوار والأخوة والتعايش على المستوى المحلي وبقية أجزاء كوردستان، سعياً لتحقيق الأهداف القومية والوطنية، وتثبيت قضيتنا المشروعة وضمان حقوقنا.
واليوم، ونحن نحيي الذكرى المشرقة لـ 16 آب، فإن الحزب، باعتباره طليعة الكوردايتي والحركة الوطنية، وبمواقفه السياسية الثابتة ونضاله المخلص عن أرض وحقوق شعب كوردستان، قد رسّخ مكانته على كل المستويات، وجعل من برنامجه في بناء الوطن وازدهاره مصدراً لأمل الجماهير، على الرغم من حجم التحديات والصعوبات.
المواطنون والكوردستانيون الأعزاء
من منطلق الحرص الصادق على معالجة مشاكل الإقليم وتطبيق الدستور، فقد كان حزبنا، في إقليم كوردستان وفي إطار العراق، على الدوام طرفاً في الحوار المستمر، سعياً لإيجاد حلول سلمية وتوافقية للمشاكل، وضمان حصول شعب كوردستان، وموظفيها الصامدين على حقوقهم المستحقة. ولهذا، فإن الحزب يدعم بكل الوسائل إيجاد حلول للمشكلات العالقة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، وفقاً للدستور والاتفاقات السياسية. كما نؤكد مجدداً على مبادئ (الشراكة، التوازن، التوافق) لمعالجة القضايا العالقة في عراقٍ اتحادي.
ومن جانب آخر، ومع اقتراب انتخابات الدورة السادسة لمجلس النواب العراقي، المقررة في 11/11/2025، نشدد على ضرورة المشاركة وإجراء انتخابات نزيهة وحرة، لضمان أن تُبنى المرحلة المقبلة على أسس سليمة، ولحل الأزمات والقضاء على المشكلات دون تدخلات خارجية أو نزعات طائفية وعنصرية وشوفينية، والعمل على تشكيل حكومة قادرة على حماية الاستقرار والسيادة، وتحسين أوضاع المواطنين، وتجنب تكرار أخطاء الماضي. ونحن نتطلع من جماهير حزبنا وشعب كوردستان وجميع أبناء العراق إلى دعم برنامج وخطوات حزبنا التي تركز على تطبيق الدستور وترسيخ أسس بناء عراق جديد كبلد للجميع.
وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، وحرصاً على أمن واستقرار شعب كوردستان، واصل حزبنا جهوده لإقامة علاقات جيدة ومتوازنة مع الدول المجاورة، بما يحفظ مصالح جميع الأطراف، وليبقى إقليم كوردستان كما كان دوماً عامل استقرار في المنطقة. وكما ننتظر من جيراننا عدم تهديد كوردستان، فإننا بدورنا لا نسمح بأن يكون الإقليم منطلقاً لتهديد أمن حدودهم، مع احترام سيادة الجميع.
وفي هذه المناسبة التاريخية العظيمة، يؤكد الحزب الديمقراطي الكوردستاني تمسكه بثوابته الوطنية، وبموقفه المبدئي من القضايا الاستراتيجية لكوردستان، وفي الدفاع عن حقوقنا المشروعة والدستورية وأرضنا ومكتسباتنا، وحماية مؤسسات كوردستان الشرعية (رئاسة الإقليم، الحكومة، وبرلمان كوردستان)، والعمل المشترك بإخلاص لحل المشاكل وإفشال كل المخططات التي تستهدف استقرار وأمن إقليم كوردستان.
وفي هذا اليوم العظيم، نجدد العهد والوعد لشعب كوردستان وللرئيس مسعود بارزاني، على البقاء متمسكين بنهج الكوردايتي والمبادئ القومية والوطنية الثابتة، في حماية الكيان السياسي والدستوري لإقليم كوردستان ومكتسباتنا.
في هذه المناسبة المباركة، نوجه التحية والسلام إلى مؤسس وقائد نهج الكوردايتي (مصطفى البارزاني الخالد)، وإلى كاك إدريس (الذي لا يُنسى)، وجميع شهداء طريق السيادة والحرية والتحرر في كوردستان.
وفي ذكرى 16 آب، نجدد العهد على المضي في طريق الشهداء الأبرار، والحفاظ على نهج الكوردايتي والروح الوطنية، وصون هذه التجربة والمكتسبات التي تحققت بدمائهم الطاهرة.
المجد والخلود لأرواح الشهداء الطاهرة، والاحترام والتقدير لعائلاتهم وذويهم، والتحية لأبطال الصفوف الأمامية الذين تصدّروا مسيرة الثورة.
وفي هذه المناسبة الوطنية، نوجه التحية لجميع المكونات القومية والدينية في كوردستان، الذين يشكلون جزءاً أصيلاً من شعبنا، كما نوجه تحية حارة للطلبة والشباب والنساء، ولجميع النقابات والمنظمات الجماهيرية والمهنية.
كما نتقدم بالشكر والتقدير إلى رفاقنا وكوادرنا وأعضائنا وأنصارنا وأصدقائنا، ونثمن دورهم الكبير في الحفاظ على حزبهم الأصيل وإخلاصهم في إيصال رسالته وأهدافه.
أطيب التهاني لأعضاء وأنصار وأصدقاء جماهير حزبنا، ولكل أبناء شعب كوردستان الصامد، وخاصةً لبيشمركتنا الأبطال والأجهزة الأمنية، الذين بحصانتهم وصمودهم حفظوا أمن كوردستان وعزتها واستقرارها.
المجد لنضال شعبنا المشروع، ولتظل راية كوردستان خفاقة في السماء.
المكتب السياسي
الحزب الديمقراطي الكوردستاني
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية