ارتفاع الأسعار في ألمانيا يفاقم معاناة اللاجئين والمهاجرين ويزيد من معدلات الجريمة
في ظل موجة الغلاء التي تجتاح أوروبا، يعاني المواطنون في ألمانيا، وخاصة اللاجئين والمهاجرين، من صعوبات متزايدة في تأمين احتياجاتهم اليومية. وقد أدى هذا الوضع إلى تدهور الأوضاع المعيشية وزيادة في معدلات الجريمة، بما في ذلك السرقات من المتاجر.
في أحد المتاجر بمدينة شتوتغارت، والذي يرتاده عدد كبير من اللاجئين، أصبح مشهد المعاناة اليومية واضحًا. يقول صاحب المتجر، خضر محمد، وهو كوردي، إن ارتفاع الأسعار دفع بالبعض إلى السرقة. ويضيف: “لم أشهد في السابق سرقة في متجري الذي يقع على شارع رئيسي، لكن مؤخرًا تم كسر باب المحل وسرقة كميات كبيرة من المواد الغذائية. أعتقد أن هذا يعود إلى الوضع المادي الصعب للناس”.
ويوضح خضر أن المواطنين يضطرون لتقليص نفقاتهم في جوانب أخرى من حياتهم لتوفير ثمن الطعام، كما يضطر الكثيرون للبحث عن عمل ثانٍ وثالث لتغطية تكاليف المعيشة المرتفعة.
من جانبها، تقول المواطنة زينب عمر، التي تقيم في ألمانيا منذ ثماني سنوات، إنها لم تشهد وضعًا اقتصاديًا سيئًا إلى هذا الحد من قبل. “في الماضي، كان مبلغ 200 يورو يكفينا لشهر كامل. أما الآن، فلا يكفي حتى لعشرة أيام لعائلتي المكونة من أربعة أشخاص، مع الأخذ في الاعتبار مصاريف الإيجار وغيرها”. وتضيف أن قلة فرص العمل وعدم زيادة الرواتب من الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة.
وتشير البيانات إلى أن معدل التضخم في أسعار المواد الغذائية قد ارتفع بشكل كبير. على سبيل المثال، ارتفع سعر زجاجة زيت الزيتون من 7 يورو في العام الماضي إلى 14 يورو هذا العام. وقد تضاعف سعر بعض السلع الأخرى مرتين أو ثلاث مرات، مما يضع ضغطًا هائلاً على ميزانية الأسر.
هذه الأزمة الاقتصادية، التي تفاقمت بسبب إفلاس أكثر من 110 شركة في ألمانيا، لا تؤثر فقط على القدرة الشرائية للمواطنين، بل تدفع أيضًا إلى زيادة في معدلات الجريمة، مما يشكل تحديًا إضافيًا للمجتمع والسلطات الألمانية.
تقرير: ئاواره هورامي – كوردستان24 – شتوتغارت، ألمانيا
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية