أغسطس 04, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

بلدية أربيل تعلن دخول المرحلة الأولى من الحزام الأخضر حيز التفيذ

بلدية أربيل تعلن دخول المرحلة الأولى من الحزام الأخضر حيز التفيذ

أعلن رئيس بلدية أربيل، كارزان هادي، اليوم الاثنين 4 آب 2025، دخول المرحلة الأولى من مشروع حزام أربيل الأخضر حيز التفيذ.

وفقاً لـ هادي، المرحلة الأولى تمتد على مساحة 12 ألف و900 دونم، وسيتم إنجازه من خلال شركات محلية، دون تحديد موعد محدد لانتهاء العمل.

وأضاف: ” نحن الآن في بداية تنفيذ المشروع ولم يتم تحديد أي موعد نهائي لإنجازه”، وحول المرحلة الثانية، قال: “هذه المشاريع استراتيجية، على غرار مشروع المياه، ومشروع الطاقة الكهربائية، لذلك سيتم إجراء المزيد من الدراسة بشأنه”.

وبدأت مدينة أربيل أولى الخطوات العملية لتنفيذ مشروع الحزام الأخضر، في مبادرة بيئية وتنموية كبرى تهدف إلى توسيع المساحات الخضراء وحماية المدينة من التوسع العمراني العشوائي وتغيرات المناخ.

حيث يشهد محيط المدينة هذه الأيام أعمال تثبيت الأعمدة الحديدية وبناء سياج بعرض 2 كيلومتر، يمتد حول اربيل، تمهيداً لزراعة آلاف الدونمات بأشجار الزيتون والفستق أو الأنواع التي تتناسب مع طبيعة تربة المنطقة.

مشروع يمتد حتى عام 2050… ومساحات خضراء أكبر من المعايير الدولية

المشروع، الذي طال انتظاره منذ عام 2010، يشمل زراعة 12,800 دونم حول أربيل، مع انطلاق المرحلة الأولى من منطقة بحركة باتجاه طريق الموصل لتغطي مساحة 2,800 دونم. ويؤكد كارزان عبدالهادي طه، رئيس بلدية أربيل، في حديثه لقناة كوردستان24:

“المخططات كانت جاهزة منذ سنوات، لكن تحديات التمويل حالت دون التنفيذ. بفضل دعم وتوصيات رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، أعيد إحياء المشروع، واليوم أصبح واقعا على الأرض.”

ويضيف رئيس البلدية أن المشروع يمثل رؤية استراتيجية لمستقبل أربيل حتى عام 2050، مشدداً على أن نسبة المناطق الخضراء في المدينة سترتفع لتتجاوز المعايير الدولية، مما سينعكس إيجابياً على الصحة العامة ونوعية الهواء وجودة الحياة.

إجراءات قانونية وضمان حقوق المواطنين

وبخصوص الجوانب القانونية والإدارية للمشروع، أوضح طه أن الأراضي المخصصة تعود ملكيتها لوزارة المالية، وبعضها يحتوي على عقود استثمارية أو تجاوزات سكنية. وستتم تعويضات مالية للمواطنين وفقاً للقوانين المحلية، لضمان حقوق الجميع وتسهيل التنفيذ دون عراقيل.

دراسة علمية لاختيار أفضل الأشجار

وأشار رئيس بلدية أربيل إلى أن اختيار أنواع الأشجار يتم بعناية بعد إجراء اختبارات للتربة في مختلف أطراف المدينة، موضحاً:

“ركزنا على زراعة أشجار الزيتون لما توفره من فرص عمل للمواطنين، فضلاً عن أثرها البيئي والاقتصادي.”

لماذا الحزام الأخضر مهم لأربيل؟

تعتبر زيادة المناطق الخضراء حول المدن من أبرز مؤشرات التطور الحضري عالمياً، إذ تسهم في حماية البيئة من التصحر والتلوث، وتخفض درجات الحرارة، وتقلل من تلوث الهواء، وتعزز التنوع الحيوي. كما تخلق متنفساً طبيعياً للسكان وتوفر آلاف فرص العمل في قطاعات الزراعة والصيانة.

وبالنسبة لأربيل، التي شهدت نمواً سكانياً وعمرانياً متسارعاً في السنوات الأخيرة، فإن مشروع الحزام الأخضر سيشكل درعاً طبيعياً للمدينة ويعيد التوازن البيئي والحضري لمحيطها، ويضمن مستقبلاً أكثر استدامة وراحة للأجيال القادمة.

وتلجأ العديد من دول العالم الى بناء الحزام الاخضر حول مدنها ولعل أشهر تجارب الحزام الأخضر في مدن العالم في بكين، الصين – “الحزام الأخضر العظيم” بعد أن أطلقت الصين منذ ثمانينيات القرن الماضي مشروع “الحزام الأخضر العظيم” حول العاصمة بكين وعدة مدن أخرى، بهدف مكافحة التصحر وحماية المدينة من العواصف الرملية. تم زراعة مئات ملايين الأشجار على مدار عقود، ما أدى إلى خفض نسبة الغبار والتلوث الهوائي وتحسين جودة الهواء في بكين وضواحيها. المشروع اعتُبر من أكبر مشاريع التشجير الحضري في العالم.

كما أنشأت لندن حزامها الأخضر منذ عام 1955 ليكون منطقة عازلة تمنع التمدد العمراني وتحافظ على الطبيعة والأراضي الزراعية المحيطة بالمدينة.

الحزام يغطي مساحة واسعة تضم متنزهات وغابات ومزارع وحدائق عامة، ويوفّر متنفساً طبيعياً للملايين من سكان العاصمة البريطانية، كما يحمي البيئة المحلية من التلوث والاحتباس الحراري.

وايضا تعتبر مدينة فرانكفورت، ألمانيا من أولى المدن الأوروبية التي تبنّت مفهوم الحزام الأخضر، حيث يطوّق المدينة حزام من المنتزهات والغابات منذ عقود. هذا المشروع ساهم في خفض درجات الحرارة خلال الصيف، وزيادة فرص الترفيه في الهواء الطلق، إضافة إلى رفع قيمة العقارات المجاورة للأحزمة الخضراء.

وفي نيروبي بكينيا ، أنشأت الحكومة والناشطون مشروع الحزام الأخضر بقيادة الناشطة البيئية الشهيرة “وانغاري ماثاي” الحائزة على جائزة نوبل للسلام. ركز المشروع على تشجير ضواحي المدينة وزيادة الوعي البيئي لدى السكان، مما ساهم في مكافحة التلوث وتعزيز الأمن الغذائي وتحسين الظروف المعيشية.

كما تبنت سيؤول، عاصمة كوريا الجنوبية سياسة تطوير الممرات والمناطق الخضراء ضمن مشروع “الحزام الأخضر الحضري”، الذي يحسن من جودة الحياة ويخفض من الضغوط البيئية على المدينة. أصبحت الممرات والمنتزهات الخضراء ملاذاً للسكان، ورفعت من جاذبية المدينة للسياحة والاستثمار.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi