دول الخليج تستعد لثلاثة سيناريوهات لمواجهة الصفحة الثانية من حرب إيران- إسرائيل
وسط تصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب، تتزايد المخاوف في دول الخليج من احتمال اندلاع حرب ثانية بين إيران وإسرائيل، في وقت تحاول فيه العواصم الخليجية الحفاظ على موقف متوازن يجنّبها الانزلاق إلى قلب المواجهة.
المخاوف لم تنشأ من فراغ، بل تأتي بعد استمرار التصعيد العسكري والإعلامي بين الطرفين، وتلميحات متبادلة بالرد والرد المضاد.
وعلى الرغم من أن الحرب الأولى انتهت بعد اثني عشر يومًا، فإن هشاشة الهدنة، وتبادل التهديدات مجددًا، يثيران احتمالات عودة التصعيد على نطاق أوسع.
في العواصم الخليجية، وخصوصًا الرياض وأبو ظبي والدوحة، تسود حالة من الترقب. حتى الآن، تميل هذه الدول إلى خيار “الحياد التكتيكي” الذي تبنته في الحرب السابقة: لا انخراط مباشر، مع الاحتفاظ بعلاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وفي الوقت ذاته تجنّب استفزاز إيران، لكن هذا التوازن يبدو هشًا، وقابلًا للانهيار إذا خرجت الأزمة عن نطاقها الحالي.
مصادر دبلوماسية تشير في تقرير لشبكة DW الألمانية، بنسختها الفارسية، أن هناك حراكًا خليجيًا خلف الكواليس لمنع التصعيد، خصوصًا من جانب قطر وسلطنة عُمان اللتين تقليديًا تلعبان أدوارًا وسطيّة.
غير أن سيناريوهات المواجهة المفتوحة تفرض أسئلة صعبة على هذه الدول، خاصة تلك التي تستضيف قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها.
في طهران، كانت الرسائل أكثر وضوحًا. مسؤولون إيرانيون حذروا من أن أي تكرار للهجمات الإسرائيلية سيقابل برد قوي، وأن الدول التي تسمح باستخدام أراضيها أو أجوائها لتنفيذ عمليات ضد إيران، لن تكون بمنأى عن الرد. الرسالة موجّهة بوضوح إلى الخليج.
بحسب محللين، فإن الخيارات الخليجية في حال اندلاع الحرب تنقسم إلى ثلاثة سيناريوهات رئيسية. أولها، أن تبقى الحرب محدودة النطاق، وفي هذه الحالة تميل دول الخليج إلى تكرار سياستها السابقة المتمثلة في الحياد والتوسط غير المباشر. السيناريو الثاني، أن تتعرض منشآت الطاقة أو البنى التحتية الحيوية لهجمات إيرانية، ما سيدفع دولًا مثل السعودية والإمارات إلى تنسيق أوضح مع واشنطن وربما تل أبيب، خصوصًا إذا تعلق الأمر بالأمن الاقتصادي.
أما السيناريو الثالث والأكثر تعقيدًا، فيدور حول استهداف مباشر للقواعد الأمريكية المنتشرة في الخليج، أو تطور الصراع إلى درجة تهدد الأمن الإقليمي، وفي هذه الحالة، سيتلاشى الحياد الخليجي نهائيًا.
رغم هذه الاحتمالات، تسعى دول الخليج إلى إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع كافة الأطراف، إدراكًا منها أن الانجرار إلى مواجهة كبرى ستكون له كلفة باهظة سياسيًا واقتصاديًا. لكن واقع المنطقة المتقلب لا يضمن بقاء الحياد خيارًا متاحًا إلى الأبد، خاصة إذا ما تحوّل الصراع إلى مواجهة شاملة تتجاوز الحسابات التقليدية.
ترجمة وكالة شفق نيوز
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية