بمياه سد كولاسا.. نهر الزاب ينتعش من جديد والرعاة يروون حكاية الفرح
دفعات جديدة من المياه أطلقتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية من سد كولاسا نحو نهر الزاب الصغير، ما أسهم بشكل ملحوظ في رفع منسوب البحيرة، حتى باتت تقترب من مستويات امتلاء لم تُسجّل منذ سنوات طويلة. هذه التطورات أعادت الأمل إلى آلاف المزارعين ومربي الماشية وسكان القرى الواقعة على الجانب لاقليم كوردستان العراق من الحدود، بعد سنوات من الجفاف والانقطاعات المتكررة في التدفق المائي.
وحسب مصادر كوردستان24، فإن إيران، التي تنتج معظم طاقتها الكهربائية عبر المنشآت النووية، اضطرت مؤخراً إلى زيادة اعتمادها على محطات الطاقة المائية، بعد تضرر منشآتها النووية جراء الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل. ويُعد سد كولاسا على نهر الزاب الصغير إحدى المحطات التي تستخدمها طهران لتعويض النقص في الكهرباء، من خلال توليد الطاقة المائية.
نهر الزاب الصغير.. من مياه آسنة إلى انتعاش مفاجئ
منسوب نهر الزاب الصغير كان قد تراجع خلال السنوات الثماني الماضية إلى مستويات حرجة، حتى أن مياهه أصبحت راكدة، ذات رائحة كريهة، وغير صالحة للشرب أو السباحة، كما يؤكد عمر قادر، أحد مربي الماشية في منطقة الزاب، والذي يصف هذا اليوم بـ”المميز”:
“في السابق كانت المياه قليلة جداً، وكانت الأغنام ترفض الشرب منها بسبب رائحتها ولونها الأصفر. اليوم، الوضع مختلف تماماً، المياه نظيفة، باردة، وصالحة لكل شيء، حتى السباحة.”
عمر، إلى جانب زميله مام رسو، جلسا تحت ظل شجيرات على ضفاف نهر الزاب، وأعدّا غداءً بسيطاً من الخبز والشاي، تعبيراً عن ارتياحهما لعودة المياه بعد طول انتظار.
مياه غير منتظمة.. لكنها منقذة
رغم أن الإطلاقات الإيرانية للمياه ليست منتظمة وتحدث عدة مرات أسبوعياً، إلا أن تأثيرها في مناطق رابرين وقلعة دزة واضح، خاصة في ظل موسم جفاف حاد، وانخفاض كبير في معدلات الأمطار هذا العام.
الماء حياة.. والمزارعون يستعيدون الأمل
في أحد الحقول الزراعية بمنطقة بشدر، وتحت شمس لاهبة تبلغ حرارتها 42 درجة مئوية، كان مام محمود منشغلاً بريّ وزراعة البامية. لم يخفِ الرجل فرحته بعودة المياه، قائلاً لكوردستان24:
“الكثير من الفلاحين يعتمدون على هذا النهر للزراعة، ومدينة قلعة دزة تعتمد عليه أيضاً للشرب. إذا جف النهر، تنخفض مياه الآبار، وتجف الأفرع الصغيرة، ونُضطر للتخلي عن الزراعة، وبالتالي تنتشر البطالة. اليوم، عودة المياه أعادت الحياة لمزارعنا وأملنا.”
منذ عام 2017، قطعت إيران تدفق مياه نهر الزاب الصغير نحو إقليم كوردستان، مما أدى إلى تراجع حاد في مستويات المياه في البحيرة والأنهار المتفرعة منها. ورغم قيام طهران بإطلاق دفعات موسمية من المياه كل صيف، إلا أنها لم تبلغ المستوى الذي وصلت إليه هذا العام.
بحسب المعطيات، فإن الهدف الرئيس من إطلاق المياه في هذه الفترة هو توليد الكهرباء عبر محطات الطاقة المائية، بعد تراجع قدرة إيران النووية على إنتاج الطاقة إثر الأضرار التي لحقت بالمنشآت خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
في ظل هذا الواقع، تعود الحياة إلى النهر مجدداً، وتنتعش الزراعة والرعي في رابرين، وسط دعوات من الأهالي لمواصلة إطلاق المياه بشكل منتظم، بعيداً عن الحسابات السياسية والموسمية.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
