يوليو 22, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

بعد الوعود المنكوثة للكورد.. هل يتحقق حلم “الدولة”؟

بعد الوعود المنكوثة للكورد.. هل يتحقق حلم “الدولة”؟

ذكر موقع “انترناشيونال بوليسي دايجست” الأمريكي، في تقرير تحت عنوان “الوعود الأمريكية المنكوثة للكورد”، أن الشيء الوحيد الذي يتوق اليه الكورد أكثر من أي شيء اخر، هو “دولة يعترف بها العالم”، لكنهم لم يحصلوا عليها.

واوضح التقرير الأمريكي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أن “قصة كوردستان العراق تمثل قصة صمود، وشعب نحت هويته في الجبال، وصاغها التاريخ، وحافظ عليها حلم يأبى ان يموت”.

وتابع التقرير قائلا، إن “هذه منطقة يعيش فيها الكورد في ظل حرية لا يمكن لنظرائهم في مناطق اخرى من الشرق الأوسط سوى ان بفكروا فيه بمخيلتهم، حيث ان لديهم برلمان، وقوة عسكرية باسم البشمركة، وعلم، ولغة خاصة بهم”، متابعا أن “ما يفتقرون اليه ولم يحصلوا عليه ابدا، هو الشيء الوحيد الذي يتوقون اليه أكثر من اي شيء اخر، وهو دولة يعترف بها العالم”.

وذكر التقرير، أن “الكورد لعبوا دورا بارزا في مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين العام 2003، من خلال تشكيل عراق ما بعد البعث، وساهموا في صياغة الدستور الجديد، وتعاونوا مع الولايات المتحدة في محاربة الارهاب، ودعموا الفيدرالية الهشة التي حددت النظام السياسي الجديد في البلد”، مضيفا أن “الامور بدت لفترة من الوقت وكأنها تبشر بالخير حيث شهدت اربيل تدفقا للاستثمارات، وجرى افتتاح قنصليات اجنبية، وصار الصحفيون الغربيون يسمونها “العراق الآخر”، كمنطقة مستقرة في ارض فوضوية”.

وتابع أن “العناوين الرئيسية الحافلة بالامل كانت خلفها مظالم قديمة تغلي، حيث لم تقبل بغداد ابدا بالحكم الذاتي الكوردي بشكل كامل”، موضحا أن “بغداد كانت تتساهل معه عندما يكون مفيدا، لكنه تهمله عندما كان قادرا، وتعاقبه عندما يتجاسر على فرض نفسه”.

وفي هذا الإطار، استعاد التقرير تجربة استفتاء العام 2017 على الاستقلال والديمقراطية، معتبرا انه لم يكن “مجرد لفتة سياسية، وانما بمثابة نداء من اجل الاعتراف بعد عقود من التهميش والمجازر – من حلبجة الى زيلان، مذكرا بأن رد بغداد كان سريعا وقاسيا، حيث اغلقت المطارات الكوردية، واستولت على كركوك الغنية بالنفط والحيوية، وفككت العديد من مكاسب الاقليم التي تحققت بصعوبة، في حين ان الصمت الخارجي كان اكثر وطأة، حيث أدار المجتمع الدولي، وخصوصا الولايات المتحدة، ظهره لما يجري.

واعتبر التقرير ان واشنطن لو كانت حقا تريد المساعدة في ولادة كوردستان مستقلة، فانها تمتلك الوسائل اللازمة لذلك، مشيرا الى ان الولايات المتحدة لديها الدور العسكري والنفوذ الدبلوماسي والتأثير على بغداد لطرح الدولة الكوردية على طاولة المفاوضات.

ورأى التقرير، أنه “بالامكان اجبار الحكومة العراقية، المعتمدة بشكل كبير على المساعدات والاعتراف الامريكي، على التفاوض بشكل جدي، ليس بعد سنوات من الآن، وانما اليوم”.

وتابع التقرير، أن “شيئا من هذا لم يتحقق، لان الكورد في حسابات السياسة الخارجية الامريكية هم شركاء، إلا انهم ليسوا أولويات”، منتقدا “فكرة انه تتم الاشادة بهم عندما يكون ذلك ملائما حول شجاعتهم وتضحياتهم ضد داعش، ودورهم في احتواء ايران، إلا ان طموحاتهم فيما يتعلق بالسيادة لا يزال تتم تجاهلها بشكل مهذب”.

وبحسب التقرير الامريكي، فان هذا التردد ليس مخيبا للآمال فقط، وانما هو مزعزع للاستقرار ايضا، مضيفا ان “ذلك يشير للكورد بان الولاء سيتم شكرهم عليه، لكن لا يتم احترامه، وبان الاحلام ممكنة التأجيل في حال لم تتوافق مع الخريطة الجيوسياسية المرسومة في واشنطن او بروكسل”.

وبرغم كل ذلك، قال التقرير ان “الروح الكوردية صامدة”، حيث لا يزال الامل قائما في كوردستان العراق، حتى وان كان يتضاءل، مضيفا أن “القصة الكوردية لم تنته بعد، ولا تزال امام الاقليم فرصة لكي يحدد مصيره”.

ولفت إلى أن “ذلك من الممكن ان يتحقق من خلال وجود قيادة موحدة قادرة على رأب الشقاق في الثقة، ومن خلال اصلاح اقتصادي ينعش الاقتصاد واستعادة ثقة الشعب، ومن خلال حملة دبلوماسية تكون قادرة على احياء التعاطف العالمي وتعزيز الاعتراف الدولي”.

وخلص التقرير الى القول، إن “هذا الفصل الجديد لا يمكن أن يكتبه الكورد وحدهم، ونقطة التحول يجب ان تأتي من الخارج”، مضيفا انه “في حال اختار الغرب بقيادة الولايات المتحدة، الالتزام بقيمه المعلنة ورد الجميل للكورد مقابل عقود من التحالف الاستراتيجي، فان حلم الاستقلال الكوردي سيكون حقيقة واقعة”.

واعتبر التقرير ان ذلك يجب أن يحدث “ليس بالهمس او من خلال صفقات سرية، وانما في وضح النهار، وبكرامة، مثلما تستحق كل الامم أن تولد”.

وختم التقرير بأن “كوردستان العراق تسير على مسار هش، فهي مستقلة وانما من دون سيادة، وهي قوية وانما مجزأة سياسيا، وهي معترف بها الا انه لم يتم احتضانها بالكامل”، مضيفا انه “برغم ذلك فان كوردسان العراق تسير قدما وبكرامة، وما فعله الكورد دوما، فهم ينهضون مرارا، مهما دعاهم العالم الى البقاء في مكانهم”.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi