القرى تعاني وخزين السد يتقلص.. إقليم كوردستان يواجه قسوة الجفاف من كرميان إلى دوكان
تسبب الجفاف ونقص المياه في قرية “بنَكه خَبَه كوير” التابعة لمنطقة كرميان في دفع السكان إلى بيع مواشيهم ومغادرة المنطقة.
ومع انعدام مصادر المياه القريبة، يضطر الأهالي يومياً إلى قطع مسافات تتجاوز 6 كيلومترات عدة مرات لتأمين مياه الشرب وسقاية المواشي. ومن أصل 25 أسرة تقطن القرية، اضطرت خمس منها إلى الرحيل منذ بداية الصيف.
يقول خلف محمد، وهو من أهالي القرية، لشبكة رووداو الإعلامية: “بسبب انعدام المياه، وضعنا سيء. لا نعمل، وكل ما نفعله هو أن نحاول ألا نموت عطشاً.”
الجفاف واحتجاز المياه من قبل إيران أديا إلى جفاف مضيق “بوك وزاوا” في بحيرة دوكان خلال عام واحد فقط. فالمكان الذي كان في السابق مقصداً للسياح ومصدر سعادة للناس، لم يبقَ فيه سوى أرض جافة ومتشققة بعد انقطاع الأمطار.
في هذا السياق، يقول الصياد هونر ملا مجيد، إن “مستوى المياه كان يتراوح بين 12 إلى 15 متراً في المكان نفسه العام الماضي، أما الآن فقد جف كلياً. وبشكل عام، انخفض منسوب المياه 20 متراً”.
سد دوكان، هو أكبر سد في إقليم كوردستان ويولد الكهرباء منذ أكثر من 50 عاماً، يتمتع بسعة تخزينية تصل إلى 7 مليارات متر مكعب من المياه، إلا أن أكثر من ثلاثة أرباعه بات خالياً من المياه. ووفقاً لمديره كوجر جمال، يحتوي السد حالياً على 23.5% فقط من سعته.
كما يشير الصياد سرور حيدر إلى تراجع خط الشاطئ، موضحاً أنهم يضطرون للنزول مسافة 40 متراً إلى الأسفل، وفي حال غيابهم ليومين فقط، يعودون ليجدوا أن منسوب المياه قد انخفض من جديد.
هيوا هورامي، حفار آبار، يواجه صعوبة متزايدة في عمله بسبب قلة الأمطار واستمرار الجفاف، إذ يستخدم أدواته اليدوية البدائية للبحث عن المياه الجوفية، لكن بالمقارنة مع الماضي، بات تحديد أماكن الحفر أكثر صعوبة وأقل دقة.
يقول حفار الآبار البالغ من العمر 49 عاماً: “شهدت أربع موجات جفاف، لكن لم تكن أي واحدة منها بهذه القسوة والسوء كما في هذا العام”.
ووفقاً لدراسات صادرة عن معهد الموارد العالمية، فإن محافظتي السليمانية ودهوك في إقليم كوردستان تتعرضان لأعلى مستويات الضغط الناتج عن الجفاف، ومن المتوقع أن تظهر عليهما آثار وتبعات تغير المناخ بشكل أكبر خلال العقد المقبل.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية