برلماني كوردي ألماني: وقف لم شمل العوائل كارثة
وصف برلماني كوردي ألماني، قرار وقف لم شمل عوائل اللاجئين بـ”الكارثي”، مشيراً إلى تأثير ذلك على اقتصاد البلاد.
في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، يتحدث البرلماني الكوردي الألماني، فرات كوجاك، عن القضايا المهمة في ألمانيا وخاصة تلك القضايا المرتبطة بالكورد.
وعبر فرهاد كوجاك عن معارضته لسياسة ترحيل المهاجرين من قبل ألمانيا وقال إن هذه كانت سياسة حزب AfD ويتبناها الآن CDU وSPD .
ويتحدث البرلماني الكوردي الألماني أيضاً عن رأي الشعب الألماني في المهاجرين ويقول إن الشعب الألماني ليس ضد المهاجرين، بل أوضاعهم سيئة، حيث أن إيجار المنازل مرتفع ونظام الصحة لا يعمل، وفي الوقت نفسه رواتبهم لا ترتفع، ويقول: “إذا كانت أوضاع الناس جيدة، فلن ينخذوا من الآخرين سبباً لمشاكلهم.
وأدناه نص مقابلة مراسلة شبكة رووداو الإعلامية مع البرلماني الكوردي الألماني، فرهاد كوجاك:
رووداو: فرات، شكراً جزيلاً لكونك معنا، ما رأيك ورأي حزبك، حزب اليسار، في الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الألمانية الجديدة بشأن تشديد سياسة المهاجرين؟ إذ نرى أن الحدود تُراقب وحتى هناك ترحيل، إلى أي مدى تتفقون مع هذا وما الذي يمكن لحزبكم فعله؟
فرات كوجاك: يتبنى CDU وSPD سياسة مهاجرين كان حزب AfD يركز عليها في حملته الانتخابية: إغلاق الحدود وترحيل الناس، وهذا له تأثير على الكورد أيضاً، خاصة الإيزديين الذين يُرحلون إلى أماكن تعرضوا فيها للإبادة الجماعية، أو أولئك الذين حصلوا على حق البقاء يُرحلون، هذه السياسة المقيدة للمهاجرين غير إنسانية وضد الإنسانية، وأنا أيضاً كوردي، والكورد مناضلون وأنا دائماً أعمل من أجل حقوق الإنسان وأساعد الناس، وما الذي يمكن لحزبنا فعله؟ نحن المعارضة، يمكننا مساعدة الناس ويمكننا رفع أصواتنا، لمنع عمليات الترحيل ومساعدة أولئك الذين في وضع صعب.
رووداو: ما هي تحديداً النقاط التي تعارضونها في سياسة المهاجرين للحكومة الألمانية؟
فرات كوجاك: نحن أساساً ضد هذا النوع من سياسات المهاجرين، أنا أقول دائماً “لا يوجد إنسان غير قانوني”، للبشر أسباب للهجرة إلى ألمانيا، سواء أكانت حرباً أو ظلماً أو جوعاً، نحن الكورد لدينا هذه التجربة بأنفسنا، لذلك هذا نقد أساس، يطالب أساساً بسياسة مهاجرين مختلفة، وخاصة بشأن إغلاق الحدود، كما نعلم أن أوروبا تأسست بهدف أن تكون الحدود مفتوحة ويتاح التواصل بين الناس، هذا التراجع يخالف قانون أوروبا، وكذلك طريقة عمليات الترحيل، عندما يُعتقل الناس للترحيل، النساء والأطفال والناس الأبرياء وأولئك الذين هاجروا للحصول على حياة أفضل، نحن نريد منع هذا، في رأيي خاصة، الاعتقال للترحيل خطأ، أولئك الذين ليس لديهم حق البقاء يجب ترحيلهم وفقاً للقانون، لكني أقول دائماً إنه يجب تغيير القانون، هناك أسباب كثيرة لهجرة الناس، لكن يجب علينا كألمانيا أن ننظر أيضاً إلى ذلك عندما نصدر الأسلحة وتقع في يد داعش وبتلك الأسلحة يُقتل الإيزديون والكورد، لذلك نحن شركاء في المسؤولية تجاه ما يجعل هؤلاء الناس يهاجرون، لذلك يجب ربط نقاط كثيرة معاً، ألمانيا تقول ليس لدينا مال، ألمانيا واحدة من أغنى دول العالم، لكن (الثروة) موزعة بشكل خاطئ، نحتاج فقط أن نأخذ ضرائب من الأثرياء حتى يكون هناك مال للمدن، للمدارس، للمستشفيات، للموظفين المراقبين وللناس، حينها سيهدأ الناس أيضاً، ما يفعله CDU وSPD، يحاولون كسب أصوات المتطرفين من AfD، هذه السياسة خاطئة أساساً.
رووداو: الحكومة تريد بموافقة المجلس الأعلى، تمديد قائمة البلدان الآمنة، كيف تقيمون هذا من حيث الديمقراطية؟
فرات كوجاك: ليس ديمقراطياً، هناك منظمات لحماية الديمقراطية في ألمانيا، أساساً الحكومة الفيدرالية تنتهك أسس الديمقراطية، دعونا نستخدم أنفسنا نحن الكورد كمثال، إذا كانت تركيا بلداً آمناً والناشطون السياسيون الكورد، الذين كانوا نشطين ضد العنصرية، يُرحلون إلى هناك، وحينها سيُسجنون ويُعتقلون هناك، هذا ضد الإنسانية، منذ فترة منعنا ترحيل امرأتين كورديتين، كانتا سيدة مسنة وفتاة شابة، ثارتا ضد نظام إيران، كان مقرراً ترحيلهما إلى إيران، اضطررنا لرفع أصواتنا، والتحدث مع السياسيين، وإحضار الناس إلى المطار لمنع ترحيلهما، ما يحدث غير إنساني، لذلك يجب أن نرفع أصواتنا في السياسة، في المعارضة وأن ننظم أنفسنا في المجتمع المدني لنتمكن من إنقاذ الذين يصلون إلى مستوى الترحيل.
رووداو: تحدثت عن الترحيل، الحكومة الجديدة تريد إلغاء توفير محام تلقائي للأشخاص الذين صدر قرار ترحيلهم، ما تأثير هذا على العدالة، وعلى عملية الترحيل وحقوق طالبي اللجوء؟ كيف يمكنكم منع هذه العملية؟
فرات كوجاك: المشكلة هي أن 50% من الذين يُعتقلون للترحيل موجودون “بشكل غير قانوني”، المحاكم تقول ذلك، ليس أنا. إذا لم تكن لديهم استشارة قانونية، لا يمكنهم بأي شكل إنقاذ أنفسهم من هذا الوضع، نحن لا نستطيع المشاركة في ذلك، الأشخاص الذين يتعرضون لهذا الوضع، يجب أن يحصلوا على استشارة قانونية.
رووداو: الكورد وخاصة الإيزديون يُرحلون أيضاً؟ هل يتصلون بك؟ كيف تساعدهم؟
فرات كوجاك: في فريقي، معي أربعة كورد، لدينا شخص خبير ومستشار في مجال سياسة المهاجرين، نحن نعمل مع المحامين ومع مجلس اللاجئين لكي يحصل الناس على مساعدة مباشرة. العمل الذي يمكننا كبرلمانيين القيام به، هو توعية الرأي العام، نحن نعرف أين هي الجهات ذات الصلة لتقديم المساعدة. الآن تركيزنا على برلين، أنا خبير هنا، لأنني عضو في برلمان الولاية ويجب أن نعرف كيف هو الوضع في الولايات الأخرى، إذا كانت هناك قضية في برلين، بالتأكيد يمكنني المساعدة.
رووداو: كم هو جيد ومهم وجود كورد في البرلمان الاتحادي، الآن لدينا سبعة أعضاء برلمان، يريدون العمل بجدية لقضية الكورد، شكراً جزيلاً لكم.
فرات كوجاك: في حزب اليسار (Die Linke) نحن خمسة أشخاص، وواحد من حزب الخضر وواحد من الحزب الاشتراكي الديمقراطي. نحتاج لمزيد من الكورد في البرلمان الألماني، وكذلك في CDUمن المهم إدخال قضايانا في جميع الأحزاب، المشكلة الأساس هي أن ألمانيا لا تعرف كم كوردياً يوجد في ألمانيا، ولماذا؟ لأننا نُصنف كأتراك، إيرانيين، عراقيين وسوريين. هذا يضعفنا، لأننا نملك قاعدة قوية، هناك فرصة لسماع صوتنا، إذا عرفت ألمانيا كم صوتاً انتخابياً لدينا، حينها يمكننا رفع صوتنا أعلى، لذلك أرى أن من المهم أن نتمكن من تغيير القوانين لكي يُعرف الكورد ككورد ولا يعود مهماً إن جاء من تركيا، إيران، العراق أو سوريا، نحن كورد كوردستان.
رووداو: لديكم خطة لذلك؟
فرات كوجاك: بالطبع، هذا أحد مشاريعي.
رووداو: هل يمكنك أن تقول كيف ستنفذه؟
فرات كوجاك: على سبيل المثال، يمكن للمرء أن يسأل عن اللغة الأم، إذا كانت اللغة الأم كوردية، فيعرّف ككوردي، ليس شرطاً من أين جاء، هذا يمكن أن يكون طريقاً، أنا في حوار مع المنظمات الكوردية المختلفة، لنتقدم ونعرف كم كوردياً يعيش في ألمانيا.
رووداو: حوالي مليون؟
فرات كوجاك: هذه كلها تخمينات، أتوقع أن يكون الرقم أكبر أيضاً، هناك كورد كثيرون لا يقولون إنهم كورد.
رووداو: حينها يمكنكم الدفاع عن حقوقكم أكثر في البرلمان؟
فرات كوجاك: نعم.
رووداو: حسناً، نأتي إلى سياسة المهاجرين لحكومة مرتز، هو مصر على تغيير جذري في سياسة المهاجرين، رغم قرار محكمة برلين التي قالت إن الرقابة على الحدود “غير قانونية”.
فرات كوجاك: وزير الداخلية دوبرينت، الذي كان سابقاً وزير النقل، سبق أن انتهك قوانين الاتحاد الأوروبي واضطر لدفع حوالي 300 مليون يورو لشركة، هي شركة (Mautunternehmen)لتحصيل رسوم النقل، وهو ينتهك قوانين الاتحاد الأوروبي مرة أخرى. سألته قبل قرار المحكمة في البرلمان الاتحادي، إذا انتهكت قوانين الاتحاد الأوروبي مرة أخرى، هل ستستقيل من عملك؟ لم يجب، هذا طبيعي جداً، لدينا قانون وإذا لم تكن الحكومة ملتزمة به، كيف سيلتزم الناس؟ من ناحية أخرى، يجب أن ننظر إلى النقطة التي بالإضافة إلى قانون اللجوء، الذي تأسس على أساس الهولوكوست، قتل الروماى واليهود والحرب العالمية الثانية، عندما تشدد قانون اللجوء، فأنت تنتهك الاحترام لتاريخك وثقافة الذاكرة الخاصة بك ولا تفهم أن هذا درس من حرب بدأتها ألمانيا وقُتل فيها ملايين الأشخاص.
رووداو: ألمانيا تريد إيقاف عملية لم شمل الأسرة، ماذا تريد ألمانيا أيضاً؟
فرات كوجاك: ألمانيا تريد فعل أشياء كثيرة، لكن المهم هو الأشياء التي لها معنى وأشياء كثيرة بلا معنى التي تريد أن تفعلها، منح الجنسية شيء أساس لكي يصبح الناس جزءاً من المجتمع ويشارك فيه، وبشأن لم شمل الأسرة أيضاً إنها كارثة، لأن الشخص الذي يهرب من الحرب ويأتي إلى هنا، يترك أسرته، في رأيي هم أيضاً في خطر.
رووداو: لا يستطيعون التأقلم هنا؟
فرات كوجاك: نعم، من ناحية أخرى، ذلك الشخص لا يستطيع التأقلم، والهدف هو ذلك، هم يريدون تخويف الناس لكي لا يأتوا ويعودوا بسرعة عندما يأتون.
رووداو: في رأيكم، هل تشديد هذا القانون يضر بالاقتصاد الألماني، لأن ألمانيا تحتاج لقوى عاملة وفي نفس الوقت هذه الإجراءات تخيف أناساً وتمنعهم من المجيء إلى ألمانيا؟
فرات كوجاك: نعم، درست الاقتصاد، لكن موضوع قوة العمل ليس سياسة يسارية، إذا نظرنا من هذه الناحية، ألمانيا لا تحتاج فقط قوة عمل، بل لديها نقص في قوة العمل المتخصصة، ألمانيا تحتاج أيضاً لشباب، لأن نظام التقاعد والصحة يقوم على أساس التضامن، الآن قلة من الناس يدفعون ضرائب لكي تعمل أنظمة التقاعد والصحة، نرى أن كل شيء يتدهور، لذلك ألمانيا تحتاج لمهاجرين، كل مجتمع يتكون ويتغير من خلال الهجرة، الهجرة جزء من المجتمع العالمي، وكل مجتمع تكون من الهجرة، وفي رأيي أساساً خطأ عندما تُرى الهجرة كشيء سيء، فالاقتصاد يحتاجها، هذا واضح جداً، لذلك في رأيي هذا قاتل، منذ فترة كان مقرراً ترحيل شاب عمره 17 سنة، كان قد بدأ دراسة المراقبة، لماذا؟
رووداو: أعرف بعض الأشخاص أيضاً.
كوجاك: صحيح، لأنه سلم شهادة ولادته متأخراً، قلت: نحن بحاجة إلى موظف مراقبة، هذا الشخص شاب، يراقب المسنين الألمان، نحن بحاجة إليه، لماذا يتم ترحيله؟
رووداو: لكن فرات، كيف يمكن للمرء أن ينشئ ويتبع سياسة هجرة بينما يكون الشعب الألماني غير راضٍ فيصوت لحزب البديل من أجل ألمانيا (AFD)، وفي نفس الوقت يستفيد الأجانب في ألمانيا ولا يشعرون بالخوف؟
فرات كوجاك: الناس ليسوا قلقين بسبب سياسة الهجرة، هذا موضوع يصنعه حزب البديل من أجل ألمانيا والاتحاد الديمقراطي المسيحي، والآن الحزب الديمقراطي الاجتماعي أيضاً. الناس قلقون بشكل عام لأنهم لا يستطيعون دفع إيجار منازلهم، ولأن نظام الصحة لا يعمل، ولأن المدارس لا تعمل، بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، ولأن الرواتب لا ترتفع. إذا كانت أوضاع الناس جيدة، فلن يجعلوا الآخرين سبباً لمشاكلهم. ما تفعله ألمانيا الآن هو تقسيم المجتمع، هذا تضليل. لديك مشاكل أخرى، لكنهم يقولون نعرف ما هي المشكلة، المشكلة هي الأجانب، لكن الأمر ليس كذلك. الأجانب ليسوا مشكلة. كتبت أطروحة دبلومي عن هجرة العمل، خاصة من تركيا، ثم كانت هناك هجرة جديدة من بولندا وقمت بالمقارنة، لأن الناس كانوا يقولون “البولنديون يأتون ويأخذون وظائفنا”، كانوا عمالة رخيصة. أثبتت بأطروحة دبلومي أن الهجرة لها فائدة جيدة للدولة على المدى الطويل، ليس فقط…
رووداو: إذا رأى الجميع الأمر بهذه الطريقة، سنواجه مشاكل.
فرات كوجاك: تقوي الاقتصاد أيضاً. إذا قمت بتحليل وفقاً لفكر الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي. لهذا من المهم أن نبتعد عن فكرة أن الهجرة مشكلة ونفهم بشكل طبيعي أن المشاكل في مكان آخر. هناك أسباب للمشاكل الاجتماعية للناس، وليس المهاجرون منها. هناك أشخاص سيئون في كل مكان.
رووداو: صحيح، بخصوص الكورد، كما تعلم، عدد كبير من الأجزاء الأربعة لكوردستان يؤثرون على الكورد خارج البلاد، هل ترى أن هذه الطرق لها تأثير أكبر على القضية الكوردية بشكل خاص؟
فرات كوجاك: بلا شك، لأن كورد إيران والعراق وسوريا – دعنا نستخدم الكلمة الصحيحة – من الغرب والشرق والجنوب، يتم ترحيلهم إلى تركيا، والكورد في تركيا يواجهون العنصرية مرة أخرى. لا يهم كم يجري الحديث عن عملية السلام، العنصرية واضحة جداً هناك، ويتم الترحيل من هناك أيضاً، لأن تركيا لا ترى أي مشكلة في ترحيل أولئك الذين قاموا بثورة “المرأة، الحياة، الحرية” في إيران إلى هناك ليُقتلوا.
رووداو: هذه نقطة مهمة، أمس تحدثت مع عدة مسؤولين من الكتل في البرلمان، الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر واليسار أيضاً، قال بعضهم إنه قد يتم ترحيل السوريين أيضاً قريباً، حسناً، كيف سيتم ترحيلهم؟ لأنه حتى الآن لا توجد اتفاقية ترحيل مهاجرين بين سوريا وألمانيا، ولا بين العراق وألمانيا.
فرات كوجاك: طالما لا توجد اتفاقية، يمكن ترحيلهم إلى تركيا.
رووداو: وماذا يحدث؟
فرات كوجاك: تركيا بدورها ترحلهم إلى بلدان أخرى، لكن هذا لا علاقة له بألمانيا.
رووداو: حقاً؟ هل لديك إحصائيات؟
فرات كوجاك: الكثير في برلين، ليس لدي إحصائيات، لكن عدد الترحيلات إلى تركيا من برلين في أعلى مستوى.
رووداو: من برلين؟
فرات كوجاك: من برلين، في ألمانيا لا أعرف، لكن لبرلين أعرف.
رووداو: هل كان فيهم كورد أيضاً؟
فرات كوجاك: يشمل عدداً كبيراً من الكورد، والأسوأ أنه يشمل أيضاً الإيزديين الذين يتم ترحيلهم، يتم ترحيلهم إلى المكان الذي نجوا منه من إبادة جماعية. ألمانيا اعترفت أيضاً بإبادة الإيزديين، كيف يمكنك ترحيل هؤلاء الناس إلى ذلك المكان، عندما تعرف أن داعش…
رووداو: هذا غير مناسب.
فرات كوجاك: صحيح، الذين نفذوا الإبادة الجماعية يصبحون أقوياء مرة أخرى، داعش نشط في ألمانيا أيضاً، قبل بضعة أيام نُفذ هجوم في بيليفيلد، وكان أيضاً إرهابي داعشي، وأنت تعيد الإيزديين إلى ذلك المكان رغم أنك اعترفت بالإبادة الجماعية أيضاً، هذا غير إنساني.
رووداو: الآن قد يتم أيضاً سحب حق توكيل محام من الأشخاص الذين يجب أن يخرجوا من ألمانيا، ما يعني أن هذا يشمل أيضاً الكورد الذين ليس لديهم حق الإقامة، لا أحد يستطيع مساعدتهم، هل يمكنك مساعدتهم؟
فرات كوجاك: قبل كل شيء، أرفع صوتي للناس، لكل الذين يرون الظلم، لأننا نحن الكورد نقاتل دائماً ضد الظلم، ثم نقدم طلبات ونهاجم الوضع القانوني حتى تفهم ألمانيا أنه لا يمكن أن يكون بهذه الطريقة بعد الآن، والأهم من كل ذلك أن يفهم الناس في الخارج، لأن لدينا انتخابات أخرى في أربع سنوات، ومن المهم أن يغير الناس في ألمانيا هذا الوضع.
رووداو: حسناً فرات، قال لي مسؤول أن سياسة هذه الحكومة تجاه المهاجرين ستصبح أقسى، ألا يمكن منع بعض القرارات؟
فرات كوجاك: الحزب الديمقراطي الاجتماعي والاتحاد الديمقراطي المسيحي باشرا الحملة الانتخابية بهذه الطريقة بالحديث المستمر عن الهجرة، حزب اليسار كان الحزب الوحيد الذي قال: أنتم تستخدمون تكتيكاً مضللاً، الهجرة ليست مشكلة في ألمانيا، أنتم لا تريدون التحدث عن أن الأغنياء يصبحون أغنى، وأنه لا توجد أموال لإيجار المنازل ولا أموال لبناء غرف جديدة، والناس لا يجدون منازل. منذ عشر سنوات لا أجد منزلاً لنفسي، مع أنني عضو في البرلمان، لكن لا أجد منزلاً لنفسي، عمري 46 سنة وأعيش مع والدي ووالدتي، والدتي الكوردية سعيدة بهذا، لأنها تستطيع طبخ الطعام لي، لكن هذه هي المشاكل الأساس التي يجب حلها. إذا لم تحل هذه المشاكل، ستواجه دائماً عدم الرضا، عندما تصبح غير راضٍ، يمكنك القول إن الأجانب هم السبب، ثم ماذا يحدث؟ ثم يحرقون مخيمات اللاجئين، يُقتل الناس، يُقتل المهاجرون، النازيون يريدون قتلنا، أنا نفسي نجوت مع والدي ووالدتي من هجوم لحرقنا من قبل نازيين، أحدهم كان عضواً في رئاسة حزب البديل من أجل ألمانيا لدائرة نويكولن، هذا الوضع يصبح أسوأ، لذلك من المهم أن نقول للناس أيضاً، وأرى أنه واجبي، أن أبين للرأي العام أن الهجرة والمهاجرين والأجانب والكورد ليسوا سبب مشاكل الناس، بل السياسة الخاطئة هي السبب.
رووداو: حسناً، ماذا يمكن لحزب اليسار أن يفعل ضد هذه القرارات؟ الحكومة تريد الاستمرار.
فرات كوجاك: الحكومة لديها أغلبية السلطة وتقرر بشأن القوانين، ما تفعله المعارضة هو تحديد الجروح وتوعية الرأي العام، تحريض الناس في الشوارع حتى نحدث التغيير من الشوارع، الحكومة تنقل الخطة “أ” للناس، لكن بعد ذلك تطبق الخطة “ب” ثم الناس يعاقبونها في الانتخابات القادمة. إذا تمكنا من تحريض الناس جماعياً في الشوارع، فهذه سياسة جيدة، إذا غيرت الحكومة هذه السياسة، فهذا يعني أن حزب اليسار على الطريق الصحيح.
رووداو: فرات، أريد أن أسألك، ما هي خططك ومشاريعك في البرلمان في المستقبل؟ أنت عضو في البرلمان الاتحادي منذ أكثر من أربعة أسابيع، ما هو أهم مشروع تريد العمل عليه؟
فرات كوجاك: أنا عضو في لجنة الداخلية وهناك خطابي ضد الفاشية وضد العنصرية، أحد أهم مشاريعي أنني أريد القيام برحلة إلى كوردستان والتعرف على أنظمتنا هناك، أن أكون مساعداً للعمل السياسي وأفهم منه، لم أذهب أبداً إلى الشرق والغرب والجنوب أيضاً، أريد التحدث مع المسؤولين السياسيين، حتى نقوي وحدة الكورد، كما قلت، بالنسبة لي هناك كورد كوردستان، وليس كورداً من تركيا أو سوريا أو إيران أو العراق.
رووداو: حسناً، أشرت سابقاً إلى شيء وقلت، نحن الكورد نولد مع السياسة والجالية الكوردية في ألمانيا كبيرة جداً، هل تعتقد أن الكورد يملكون لوبي جيداً في ألمانيا وماذا يجب على الكورد فعله الآن؟ ماذا تقول لهم؟
فرات كوجاك: في رأيي، لدينا لوبي قوي. ما نحتاج لفعله، نحتاج أن يكبر الكورد معاً أكثر ويخلقوا شعوراً اجتماعياً مشتركاً. هذا الشعور ليس هنا فقط، موجود في الوطن أيضاً، وهناك أيضاً جهود كثيرة، أنا متفائل أن وحدة الكورد ستتشكل وهنا أيضاً سيقومون بحوار أفضل فيما بينهم، أهم شيء بالنسبة لي أن الشباب الذين يولدون هنا يحافظون على هويتهم (الكوردية) جيداً، لكن في نفس الوقت يكونون نشطين معاً لحقوقنا المشتركة، ويشاركون في الأحزاب أيضاً، ليس بالضرورة أن يكون حزب اليسار فقط، أنا سعيد أيضاً إذا انضم كورد أكثر إلى حزب اليسار وبشكل عام إلى جميع الأحزاب والدفاع عن حقوقنا.
رووداو: لماذا حزب اليسار؟
فرات كوجاك: لأن حزب اليسار هو الحزب الوحيد الذي يقف جنباً إلى جنب مع الذين يعملون بجد ويطالب بالتغيير، لأننا نعيش في نظام يستغل الإنسان والحيوان والطبيعة، كما يتم تصدير الأسلحة إلى البلدان التي تثير الحروب وتقتل الكورد، الأسلحة تُصدر باستمرار من ألمانيا إلى تركيا، بهذه الأسلحة يُقتل الكورد أيضاً ويتم إبعاد الأعضاء الكورد من مناصبهم، هذا السلاح جزء من نظام، حزب اليسار هو الحزب الوحيد الذي يرفض هذا، بل يطالب بنظام يخدم فيه الاقتصاد الناس وليس الناس يعملون للاقتصاد.
رووداو: كيف تقيمون أنتم وحزبكم عملية السلام في تركيا؟
فرات كوجاك: نحن ندعم عملية السلام، السلام مهم بالنسبة لي، الكورد يستحقون أن يكون لديهم سلام بعد الآن، لكن يجب ألا ننسى، في التاريخ تم خداعهم مرات كثيرة ولذلك يجب أن يفعلوا هذا بحذر ويحموا أنفسهم، نعم، بعين نقدية. أنا سعيد إذا كانت هناك عملية سلام ويجب علينا أن ندفع عملية السلام تلك إلى الأمام أيضاً، لكن يجب ألا نثق بأولئك الذين قتلونا وقطعوا رؤوسنا لسنوات.
رووداو: حسناً، كيف هي علاقتك مع البرلمانيين الكورد الآخرين من الأحزاب الأخرى؟
فرات كوجاك: أنا أتواصل مع البرلماني الكوردي لحزب الخضر، قاسم، آمل أن أتعرف على برلماني الحزب الديمقراطي الاجتماعي أيضاً، بالطبع، نحتاج أن نكون متحدين.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية