“الغارديان”: مستقبل النظام الإيراني غامض.. انهيار أم انتقال أم فوضى؟
في تقرير موسع نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، استعرض المحرر الدبلوماسي باتريك وينتور سيناريوهات التغيير المحتمل في إيران، وسط تصاعد التوترات الإقليمية والاحتقان الداخلي.
وذكر التقرير وترجمته شبكة “الساعة” أن “بعض الزعماء الغربيين رحّبوا ضمنيًا بفكرة الإطاحة بالمرشد الأعلى الإيراني، لكن لم تُطرح أي خطط واضحة لمرحلة ما بعد خامنئي”.
وأشار إلى أن التحذير الأبرز جاء من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال: “أكبر خطأ اليوم هو السعي، عسكريًا، لتغيير النظام في إيران، لأن ذلك سيؤدي إلى الفوضى، مشبّهًا هذا السيناريو بتجربتي العراق وليبيا”.
وأضاف أنه “في حال حدوث انهيار، فإن البلقنة (وهو مصطلح يشير إلى خطر تفكك إيران إلى مناطق مستقلة أو شبه مستقلة على أساس قومي أو عرقي) احتمال وارد جدًّا، فإيران ليست دولة متجانسة، إذ لا يشكل الفرس سوى نحو 50% من السكان، إلى جانب الأذريين والبلوش والأكراد والعرب ومكونات أخرى”.
ونقل التقرير عن مصادر غربية قولها إن “أذربيجان والحركات الكردية المسلحة قد ترى في انهيار النظام فرصة لإيجاد جيوب عرقية داخل إيران”.
الجيش قد ينقلب والنظام الجديد قد يكون أقل أيديولوجية
وتتساءل “الغارديان”: “هل يمكن أن يقود ضباط صغار في الجيش أو الحرس الثوري انقلابًا داخليًا لتجنب انفجار شعبي شامل؟”، مشيرة إلى أن “بعض الضباط غير المرتبطين بالنظام دينيًا قد يطرحون نظامًا أكثر علمانية، لا أكثر ليبرالية، ولا يعتمد على وكلاء خارجيين”.
وأضاف التقرير: “التحول السياسي سيتوقف على طبيعة الانهيار، ما إذا كان ثورة شعبية أم انتقالاً منظّمًا، ومن سيُحمَّل مسؤولية الهزيمة العسكرية إذا وقعت”.
رضا بهلوي في الواجهة.. وغياب البدائل المؤسسية
ولفتت الصحيفة إلى أن “رضا بهلوي، نجل آخر شاه لإيران، يعرض نفسه كرمز للتغيير الديمقراطي، ويجول في وسائل الإعلام الغربية”، قائلاً إن “لديه خطة لمستقبل إيران”. لكنه يواجه بحسب التقرير، “انتقادات بسبب ارتباطه بالحكومة الإسرائيلية، وابتعاده الطويل عن الواقع الإيراني”.
وأضافت الغارديان: “لا توجد معارضة منظمة داخل البلاد، فالأحزاب السياسية محظورة، والمعارضون إما في السجون أو المنافي أو تحت الإقامة الجبرية”.
كما تناول التقرير: “احتمالية تشكيل حكومة طوارئ بقيادة حسن روحاني وجواد ظريف وعلي لاريجاني، أو بروز قادة من داخل سجن إيفين، مثل مصطفى تاج زاده، الذي قال في رسالة من السجن: حتى لو أدت الحرب إلى إسقاط النظام، فإن إيران ستُترك في حالة خراب”.
انقسام داخلي وخشية من تكرار سيناريو غزة
اختتمت “الغارديان” تقريرها بالإشارة إلى أن “الإيرانيين يشعرون بأنهم عالقون في حرب ليست حربهم”، موضحة أن “الكثيرين يكرهون النظام، لكنهم يرفضون كذلك أن تصبح طهران غزة أخرى”.
وأكدت الصحيفة أن “أكبر ورقة بيد النظام قد تكون الغموض المحيط بما سيأتي بعده، في حال انهار فجأة”، قائلة: “عدم اليقين قد يكون هو ما يبقي النظام واقفًا حتى الآن”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
