قرارٌ تاريخي.. 8 سنوات على تحديد موعد استفتاء استقلال كوردستان
في مثل هذا اليوم قبل ثماني سنوات، وتحديدًا في 7 حزيران/يونيو 2017، شهدت أربيل اجتماعًا حاسمًا ترأسه الرئيس مسعود بارزاني، بمشاركة قادة القوى السياسية الكوردستانية، ومسؤولي الحكومة، ورئاسة برلمان الإقليم، إلى جانب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كوردستان.
الاجتماع، الذي اعتُبر آنذاك محطة مفصلية في تاريخ الإقليم، أسفر عن اتخاذ قرار بالإجماع لتحديد يوم 25 أيلول/سبتمبر 2017 موعدًا لإجراء استفتاء شعبي حول استقلال إقليم كوردستان عن العراق.
كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة عليا برئاسة الرئيس بارزاني للإشراف على العملية، مع منح الأحزاب السياسية مهلة محددة لتسمية ممثليها في اللجان المعنية.
وتضمّن الاتفاق عدة توصيات أخرى، أبرزها إعادة تفعيل البرلمان، وحل الخلافات السياسية، والعمل على تحسين الوضع المعيشي للمواطنين وموظفي الإقليم.
وفي 15 أيلول/سبتمبر 2017، صوّت برلمان كوردستان بالأغلبية لصالح إجراء الاستفتاء، الذي أُجري فعليًا في 25 أيلول بمشاركة أكثر من 3.3 مليون ناخب من أصل 4.5 مليون، صوّت 92% منهم بـ”نعم” للاستقلال.
رغم ذلك، جاءت تداعيات الاستفتاء قاسية، إذ شنت القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبي في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2017 هجومًا عسكريًا على كركوك والمناطق الكوردستانية خارج إدارة الإقليم، ما أدى إلى سقوط ضحايا من مقاتلي البيشمركة والمدنيين، وتهجير آلاف العائلات.
وكان الرئيس بارزاني وصف في رسالته السنوية الأولى بالمناسبة قرار إجراء الاستفتاء بأنه “مكسب تاريخي وفخر لجميع الأطراف المشاركة”، مؤكدًا أن “أي طرف لم يندم على اتخاذه”.
ويظل هذا التاريخ محطة فارقة في مسيرة نضال شعب كوردستان الطويل لنيل حقه المشروع في تقرير المصير، رغم التحديات والمآسي التي أعقبت الاستفتاء.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية