ديندار زيباري: إقليم كوردستان لن يُجبر أي نازح على العودة
أكد ديندار زيباري منسق التوصيات الدولية وممثل حكومة إقليم كوردستان في اجتماع الخبراء الإقليمي حول الاشخاص المفقودين، أن إقليم كوردستان لن يُجبر أي نازح على العودة.
عقد اليوم الثلاثاء (27 أيار 2025) في بغداد باشراف نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين وبمشاركة وفد من حكومة اقليم كوردستان، مؤتمر الخبراء الإقليمي حول الاشخاص المفقودين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حضر المؤتمر ممثلون عن ثمانية دول والبعثات الدبلوماسية المعتمدة في بغداد.
خلال الاجتماع ألقى ديندار زيباري كلمة أكد فيها على التزام حكومة إقليم كوردستان الراسخ بالكشف عن مصير المفقودين وضمان المساءلة عن جرائم الاختفاء القسري.
وأوضح أن “شعب كوردستان تحمّل النصيب الاكبر من الجرائم، بدءاً من حملة الأنفال سيئة الصيت وصولاً إلى جرائم داعش ضد الإيزديين والأقليات الأخرى”.
واستذكر اختفاء أكثر من 182.000 مدني خلال عمليات الأنفال، من بينهم 8.000 رجل من البارزانيين، وأشار إلى استخراج رفات الضحايا من 75 مقبرة جماعية في جميع أنحاء العراق، مع تحديد هوية 3.659 ضحية وإعادة رفاتهم. وتعكس هذه الإجراءات جهوداً مؤسسية مستمرة لمواجهة إرث العنف وإيصال الحقيقة إلى المجتمعات المتضررة.
تناول منسق التوصيات الدولية أيضاً الجهود المنهجية التي تبذلها حكومة إقليم كوردستان لإنقاذ ضحايا داعش، فمن بين 6.417 حالة اختطاف موثقة، للايزديين، تم إنقاذ 3.587 شخصاً، بينما لايزال 2.830 شخصاً في عداد المفقودين.
وسلط الضوء على العمل التعاوني مع فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة (يونيتاد)، والذي أدى إلى حفظ ورقمنة أكثر من 408.000 صفحة من ملفات التحقيق، وهي تعتبر أساسية للإجراءات القضائية المستقبلية بحق مجرمي داعش.
كما تطرق الى موضوع إعادة التأهيل والدعم من قبل حكومة اقليم كوردستان، بما في ذلك مرافق متخصصة مثل معهد العلاج النفسي في دهوك، ومركز توثيق الجرائم الجنسية المتعلقة بالإبادة الجماعية، ومركز مخصص لمساعدة النساء المحررات. وقد قدمت هذه المؤسسات مجتمعة الدعم النفسي والقانوني لأكثر من 1.278 ناجياً.
كما عُرضت مبادرات الطب الشرعي المتقدمة، بما في ذلك تحديد الحمض النووي، كأدوات رئيسية في تحديد هوية الرفات وتسهيل طي صفحة الماضي لعائلات الضحايا.
بخصوص موقف حكومة إقليم كوردستان من عودة النازحين، قال ديندار زيباري: “لن يُجبر أي فرد على العودة، لاسيما في المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش. وتظل العودة الطوعية والآمنة والكريمة ركيزة أساسية في السياسة الإنسانية لحكومة الإقليم”.
ديندار زيباري أشار الى التوصيات الدولية حول ملف المفقودين والمختفين قسراً، قائلاً: “تؤيد حكومة إقليم كوردستان العديد من التوصيات المقدمة خلال الاستعراض الدوري الشامل للعراق لعام 2025، وتشمل هذه التوصيات الاعتراف الرسمي بالاختفاء القسري كجريمة جنائية مستقلة، وتوسيع نطاق القدرة على التحقيق، وإنشاء سجل وطني للمفقودين، وتعزيز حماية الأقليات والنساء والأطفال”، مردفاً: تُعد هذه التدابير جزءاً لا يتجزأ من خطة حكومة إقليم كوردستان لحقوق الإنسان (2021-2025)، التي تضع العدالة والمساءلة ودعم الناجين في صميمها”.
وناشد منسق التوصيات الدولية، المجتمع الدولي، القيام بواجباته الإنسانية وتقديم الدعم الفني والمالي واللوجستي للاسراع في التقصي عن حالات الاختفاء القسري، مؤكداً أن “إحراز تقدم ملموس يتطلب تعاوناً مستداماً بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية العراقية والشركاء الدوليين، بهدف منع تكرار هذه الجرائم، وتحقيق العدالة، وتوفير إجابات طال انتظارها لعائلات المفقودين”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية