مشيراً إلى زيارة مسرور بارزاني لواشنطن.. بومبيو: الكورد يستحقون الأفضل
الاعتراف بشرعية الاستفتاء احترام لتطلعات شعب يسعى لتحديد مستقبله عبر الوسائل الديمقراطية
نشر مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي السابق والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، اليوم الأربعاء 21 من أيار 2025، مقالاً في صحيفة نيويورك بوست بعنوان (الكورد يستحقون الأفضل وكيف يمكن لأمريكا أن تدعم تحالفًا من أجل الاستقلال) وذكر فيه:
الشعب الكوردي أثبت نفسه، بأنه يعد واحداً من أصدق شركاء أمريكا في الشرق الأوسط، ولكن حتى الآن ليس لديهم دولة خاصة بهم، كما نرى مسرور بارزاني، رئيس وزراء إقليم كوردستان، الذي يزور واشنطن هذا الأسبوع، حيث تحظى هذه العلاقة بمزيد من التحسن، إنهم يستحقون الأفضل.
وقال بومبيو: زيارة بارزاني تمثل لحظة مهمة لإعادة تقييم العلاقة الأمريكية مع الكورد، الذين وصفهم بأنهم من “أكثر شركاء أمريكا موثوقية في الشرق الأوسط”، مشيرًا إلى أنهم “أظهروا صداقتهم من خلال العمل والتضحية، وليس مجرد الخطابات”.
وأكد بومبيو أن الكورد “قاتلوا باستمرار أسوأ أعداء أمريكا” مثل داعش والقاعدة، وساهموا في تحقيق استقرار إقليمي دون أن يكلفوا الولايات المتحدة أرواحًا أمريكية أو يتورطوا في الإرهاب المعادي لأمريكا.
وأضاف: “في منطقة اخترقتها أطراف خارجية، كان الكورد حاجزًا حاسمًا في وجه التوسع غير المرحب به. إن طموحاتهم في تحقيق المزيد من الحكم الذاتي ليست فقط عادلة، بل إنها تتماشى مع المصالح الأمريكية الحيوية”.
سلّط بومبيو الضوء على الإمكانات الاقتصادية الكبيرة التي يزخر بها إقليم كوردستان، مشيرًا إلى أن “حكومة الإقليم تمتلك ما يُقدّر بنحو 45 مليار برميل من النفط، أي ما يقارب ثلث احتياطيات العراق، إلى جانب حقول غاز طبيعي كبيرة ورواسب معدنية قيمة”.
وأوضح أن هذه الموارد، إلى جانب الحوكمة الفعالة رغم القيود المفروضة من بغداد، تجعل من كوردستان شريكًا مؤهلاً للاكتفاء الذاتي اقتصاديًا، مشددًا على أن “حرية كوردستان الاقتصادية ستعزز من مكانتها كشريك استراتيجي دون أن تشكل عبئًا على الموارد الأمريكية”.
واعتبر بومبيو أن التجربة الكوردية تمثل استثناءً في منطقة تعاني من الاستبداد والتشدد، قائلاً: “في مشاركتي الدبلوماسية عبر الشرق الأوسط، رأيت كيف تبرز كوردستان كجزيرة من التسامح والتعددية النسبية. لقد رفضت المجتمعات الكوردية الأيديولوجيات المعادية لأمريكا ومعاداة السامية، وأظهرت التزامًا بالقيم الديمقراطية”.
وأضاف: “مثل الأمريكيين، يتوق الكورد إلى تقرير المصير والحكومة التمثيلية. هم لا يرغبون في أن يصبحوا تابعين لأي خصم للولايات المتحدة”.
انتقد بومبيو ما وصفه بـ”إهمال الولايات المتحدة للإمكانات الاستراتيجية التي يوفرها دعم كوردستان”، مشيرًا إلى أن “واشنطن كثيرًا ما وضعت استقرارًا مصطنعًا فوق تطلعات الكورد المشروعة، كما حدث في أعقاب استفتاء الاستقلال عام 2017، حين اختار 93% من كورد العراق الاستقلال”.
وفي هذا السياق، دعا إلى احترام هذه الإرادة الشعبية، موضحًا أن “الاعتراف بشرعية الاستفتاء لا يعني الدعوة للانفصال، بل احترام تطلعات شعب يسعى لتحديد مستقبله عبر الوسائل الديمقراطية”.
في مقاله، قدم بومبيو مجموعة من التوصيات المباشرة لصانعي القرار في واشنطن، شملت:
حماية الحكم الذاتي الكوردي من محاولات الضغط أو الإضعاف، ودعم أمن الإقليم في وجه أي تهديدات محتملة. واستخدام النفوذ الأمريكي لرفع القيود المفروضة على صادرات النفط من كوردستان، بما يتيح للإقليم الاستفادة من موارده. مع دعم مسار تفاوضي وسلمي بين بغداد وأربيل من أجل تعزيز الحكم الذاتي ضمن إطار قانوني ودستوري. فضلا عن العمل على إشراك تركيا في مقاربة إيجابية تجاه كوردستان، من خلال إبراز الفوائد الاستراتيجية لشراكة مستقرة. مع فرض خطوط حمراء واضحة تمنع أي جهة من استهداف حلفاء الولايات المتحدة دون عواقب.
واختتم بومبيو مقاله برسالة صريحة إلى الإدارة الأمريكية، قائلاً: “خلال سنوات خدمتي، تعلمت أن أمريكا تكون أقوى عندما نقف بثبات مع أولئك الذين يشاركوننا قيمنا ويعززون مصالحنا باستمرار”.
وأضاف: “يجب أن يحظى رئيس الوزراء مسرور بارزاني بترحيب قوي في الولايات المتحدة، بينما نستكشف سبل تعزيز السلام والازدهار معًا”.
تشكل زيارة رئيس الوزراء مسرور بارزاني إلى واشنطن فرصة جديدة لتأكيد متانة العلاقة بين الولايات المتحدة وإقليم كوردستان، في ظل تأكيد كبار المسؤولين الأمريكيين السابقين على أن الإقليم يمثل شريكًا موثوقًا ومستقبلاً واعدًا في منطقة تحتاج إلى الاستقرار والاعتدال.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
