مايو 02, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

“العراق أرض المواجهة”.. سيناريو متوقع لفشل المفاوضات النووية

“العراق أرض المواجهة”.. سيناريو متوقع لفشل المفاوضات النووية

يراقب العراق بقلق المفاوضات الأمريكية الإيرانية وما قد تسفر عنه من نتائج، فيما يحذر مراقبون من تداعيات عدم التوصل لاتفاق بين الطرفين، وانعكاس ذلك على الداخل العراقي.

ويربط المراقبون تأثر العراق بانهيار المفاوضات كونها ستؤدي إلى اشتعال حرب في المنطقة، والعراق بحكم جغرافيته الملاصقة لإيران، سيتحول إلى أرض مواجهة.

ويشير المراقبون إلى إمكانية تحرك أذرع إيران العسكرية داخل العراق ضد المصالح والوجود الأمريكي في العراق والمنطقة، في ظل عدم سيطرة للحكومة العراقية عليها، وبالوقت نفسه لا يمكن لأمريكا السكوت عن أي تصرفات عدوانية تجاهها.

المنطقة ستشتعل

وفي هذا السياق، يحذر عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، مختار الموسوي، من أن “عدم التوصل لاتفاق بين إيران وأمريكا قد يشعل الحرب بين الطرفين”.

ويوضح الموسوي لوكالة شفق نيوز، أن “استهداف أمريكا وإسرائيل لإيران يؤدي إلى رد الأخيرة على إسرائيل وعلى المواقع الأمريكية في المنطقة، سواء بالعراق أو الإمارات أو السعودية أو دول الخليج، وبالتالي تشتعل النار في منطقة الشرق الأوسط”.

وعن احتمالية توسع الحرب أكثر، يشير إلى أن “هناك اتفاقية بين إيران وروسيا تتعلق بالدفاع الأمني، وكذلك هناك اتفاقية إيرانية مع الصين بهذا الخصوص، ما يعني أن الحرب بين إيران وأمريكا قد لا تقتصر على المنطقة بل ربما تتوسع أكثر”.

ويضيف، أن “إيران في خوضها للحروب يلاحظ أنها لا تنهيها بسرعة، ففي حربها مع العراق استمرت ثمان سنوات، وكذلك في حروبها التاريخية، ما يُعرّض المنطقة والعراق خصوصاً لأزمات أمنية واقتصادية وسياسية، خاصة وأن هناك فصائل داخل العراق تستجيب لدعوة إيران في حال الحرب”.

وتتطابق مخاوف مختار الموسوي مع تحذيرات وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، التي أطلقها من واشنطن يوم أمس، من أن فشل الخيار الدبلوماسي سيؤدي إلى “عواقب كارثية على المنطقة”، مؤكداً أن العراق يؤيد بقوة المسار التفاوضي القائم بين واشنطن وطهران، معرباً عن أمله في التوصل إلى تفاهمات ونتائج إيجابية تخدم الاستقرار.

تصعيد في الأفق

ويبدو أن تحذيرات فؤاد حسين، جاءت لاستشفافه من أن “المفاوضات الأمريكية الإيرانية قد لا تؤدي إلى مزيد من التنازلات لتحقيق تسوية وصفقة شاملة للملفات المطروحة ومنها الملف النووي، وبالتالي الحذر من التصعيد في المنطقة”، بحسب رئيس مركز التفكير السياسي، وأستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، إحسان الشمري.

ويوضح الشمري لوكالة شفق نيوز، أن “في حال عدم التوصل إلى صفقة واندلاع مواجهة بين الطرفين، فسيكون لذلك ارتدادات سلبية على الداخل العراقي، لذلك العراق معني بالمفاوضات، وتكاد تكون العملية السياسية (وليس النظام) مرتهنة بمخرجات هذه المفاوضات”.

ويرى الشمري، أن “وزير الخارجية العراقي، يبدو أنه يحاول في واشنطن إقناع إدارة ترامب بفصل الملف العراقي عن الملف الإيراني، وهذا القلق يعود إلى أن جغرافية العراق ستتحول إلى أرض مواجهة إذا ما انهارات المفاوضات، لذلك العراق يتأثر أكثر من غيره حال حصول المواجهة”.

حرج دبلوماسي

وبالإضافة إلى ما سبق، فقد جاءت زيارة وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، إلى واشنطن “بتوقيت مهم وحساس، كونها تتعلق بشكل كبير بالمباحثات الأمريكية الإيرانية”، وفق الباحث في الشأن السياسي، رمضان البدران.

ويعلل البدران خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، ذلك بالقول إن “الوضع في العراق يرتبط بشكل مباشر بالوضع الإيراني في المنطقة، خاصة وأن لدى طهران أذرعاً عسكرية داخل العراق، وهذه الأذرع لها مواقف معادية من أمريكا، وستتحرك حال اندلاع الصِدام بين أمريكا وإيران باستهداف المصالح والوجود الأمريكي في العراق والمنطقة”.

ويضيف، أن “تحرك الفصائل العدواني سيكون عليه ردود أمريكية، وسيضع الحكومة العراقية تحت اختبار صعب في إمكانية السيطرة عليها، ما يجعل العراق في موقف دبلوماسي محرج وغير متكمن من الدفاع عن المصالح العراقية”.

“وبالتالي جاء تصريح وزير الخارجية العراقي ليلوح سلفاً بأن العراق سيكون في مهب الريح إذا ما حصل الصِدام، لأنه لن يتمكن من ضبط الجبهة الداخلية التي أعلنت مسبقاً من خلال الميليشيات وشخصيات دينية بأن العراق سيكون مدافعاً عن إيران ضد أمريكا إذا ما نشبت الحرب”، يقول البدران.

كارثة بيئية وإنسانية

ولا تقتصر تداعيات انهيار المفاوضات على العراق وحده، “بل قد تتأثر جميع الدول التي فيها قواعد أمريكية من الكويت وقطر والسعودية وسوريا وغيرها”، بحسب النائب السابق، عبد الهادي السعداوي.

ويحذر السعداوي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، من أن “عدم التوصل لاتفاق قد يؤدي إلى كارثة بيئية وإنسانية، لأنه سوف يكون هناك استخدام للصواريخ النووية، حيث إن إسرائيل تزعم امتلاك إيران صواريخ باليستية محملة برؤوس نووية، وهذه قد تُستخدم ضد إسرائيل والقواعد الأمريكية والداعمين لهما”.

لكن السعداوي يتفاءل في ختام حديثه بأن “المعطيات الحالية من الجانبين الأمريكي والإيراني تشير إلى المضي باتجاه الحل، وهذا سيسفر عن نتائج إيجابية كبيرة على المنطقة والعالم”.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi