أبريل 17, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

المهرجانات الثقافية بالعراق.. نشاطات تقليدية تخلو من حماسة الجمهور

المهرجانات الثقافية بالعراق.. نشاطات تقليدية تخلو من حماسة الجمهور

تهدف المهرجانات الثقافية والاجتماعية، التي تقيمها وزارة الثقافة والمؤسسات المرتبطة بها وبعض الجهات المعنية، الى تفعيل الجوانب الثقافية ونشر الوعي بين الفئات الاجتماعية، لما للثقافة من دور أساسي في سلوك الفرد والمجتمع.

ويؤشر ذلك أهمية الثقافة وأهدافها وضرورة تفعيلها، وهذا ماتسعى له العديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، عبر اقامة المهرجانات الخاصة بالأدب والمسرح والنقد والسينما والتشكيل وغيرها.

وبهذا الصدد يقول المتحدث باسم وزارة الثقافة العراقية أحمد العلياوي، ان “هناك أنشطة ثقافية ومهرجانات أدبية وفنية تقيمها الوزارة او الدوائر المرتبطة بها وعددها 22 دائرة، تضم قطاعات الثقافة والسياحة والآثار”.

ويضيف في تصريح لوكالة شفق نيوز، ان “الوزارة تقيم سنويا عدد من المهرجانات والفعاليات المسرحية والمعارض التشكيلية، فضلا عن تكريم الشخصيات الثقافية وتنظيم جائزة الابداع العراقي”، مؤكدا ان “جميع الفعاليات الادبية والفنية تحظى باهتمام الأوساط الثقافية وتتصدر المشهد بشكل دائم”.

ويشير العلياوي الى “وجود أنشطة اخرى تقيمها المؤسسات الثقافية والفنية غير المرتبطة بالوزارة”، موضحاً أن “دور وزارة الثقافة بهذه الانشطة يتلخص في الإشراف والدعم والمساندة، لأن جميع هذه الأنشطة تصب في خدمة الثقافة العراقية”.

ويلفت الى “حضور وزارة الثقافة في اغلب الانشطة والفعاليات التي تقيمها المؤسسات المختلفة، ومنها معرض الكتاب والمعارض التشكيلية ومهرجانات الشعر والمسرح والسينما والندوات النقدية والفكرية”.

مهرجانات بلا جمهور

وعلى الرغم من تعدد المهرجانات وتنوع الفعاليات إلا أن الجمهور، وهو الجهة المستهدفة بجميع الانشطة، يكون غائبا ويقتصر الحضور على المعنيين فقط من أدباء وشعراء ونقاد متخصصين.

وعن ذلك يقول عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق الشاعر والناقد محمد الكعبي لوكالة شفق نيوز، ان “ظاهرة غياب الجمهور عن حضور الأنشطة الثقافية قديمة ولها مسببات عدة”، مستدركا بالقول: “كانت الاحتفاليات التي تقام في الزمن السابق تحتفي بالسلطة ولاتطرح هموم الواقع ولا تؤشر خلل المرحلة، ولم يساهم المثقف الا في حدود ضيقة، بالبحث عن حلول معرفية للخروج من المأزق الذي خضع له المجتمع العراقي منذ تسعينيات القرن الماضي”.

وينوه إلى “دور تعدد الجهات والمنظمات التي تقيم الانشطة والفعاليات الثقافية في مقاطعة الجمهور لهذه الجهة أو تلك، لأن الذهنية لم تتخلص بعد من التفكير السلبي الذي يربط الأنشطة الثقافية بالأهداف السياسية، مع أن بعضها صحيح بالطبع”، موضحا ان “الحضور النخبوي هو الآخر عاجز عن إيصال رسائل معرفية وفنية الى القطاعات الاجتماعية العامة او حتى الى الاوساط الجامعية لتنمية الوعي الشبابي وتطوير عقولهم بدل الدوران في الفراغ والسقوط في منشورات السوشيال ميديا التي لا نهاية لها”.

ثقافة النخبة.. “الانغلاق” يبعد الجمهور

بدوره يوضح الفنان التشكيلي محمد المطيري، أن “الثقافة بشكل عام تختص بالنخب الثقافية كل حسب اختصاصه، فالشعراء يحضرون المهرجانات الشعرية، ويتابع المسرحيون باهتمام مهرجانات المسرح وما يتعلق بها، فيما يهتم التشكيليون بمعارض الفن التشكيلي”.

ويلفت الفنان المطيري، في حديثه لوكالة شفق نيوز، الى “عدم انفتاح النخب الثقافية من مختلف الاختصاصات على الثقافة بمفهومها العام وانغلاق المثقفين والأدباء والفنانين على اختصاصاتهم وحسب”.

ويؤكد، ان “هذا الانغلاق ينسحب بدوره على الجمهور، فهواة الشعر مثلا يواظبون على حضور المهرجانات الشعرية، ولا تعنيهم الفعاليات الاخرى”، مبينا ان “ثمة رابط يمكن أن يلتقي فيه الجميع، وهو معرض الكتاب الدولي، لأن المعرض يسد حاجة الجميع من المعرفة والعلوم، ويحضره فنانون وأدباء وكتّاب وأكاديميون وطلاب”.

تكرار ممل يطرد الجمهور

من جهته يبين الفنان المسرحي زكي الجابر، أن “تكرار الموضوعات والشخصيات والأنماط التقليدية المتبعة في تنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية، يلعب دورا في مقاطعة الجمهور للأنشطة الثقافية”، منوها الى ان “التكرار امر ممل حتى للمتخصصين أنفسهم، وهو مايفسر خروج كثير من الحاضرين عن قاعة الندوة للتدخين او اجراء مكالمات هاتفية أو تبادل الأحاديث فيما بينهم، ويتركون القاعة شبه فارغة”.

ويضيف الجابر في حديثه لوكالة شفق نيوز، ان “اقامة المهرجانات والندوات غالبا في أماكن مغلقة يعد سببا مهما وراء غياب الجمهور، فضلا عن عدم اختيار الزمن المناسب لإقامة النشاطات والفعاليات، او تقارب الفترة الزمنية بين مهرجان وآخر”.

ويشدد على ضرورة “إعداد دراسة مسبقة لاقامة الانشطة الثقافية لاختيار المكان والزمان المناسبين وتحديد الموضوعات الجديدة التي تجذب انتباه شرائح اجتماعية عديدة، اضافة الى عدم تكرار الشخصيات في المهرجانات والملتقيات وتوجيه دعوات لشخصيات للمشاركة بهذا النشاط او ذاك، شرط ان يتم اختيارهم على وفق منهج علمي مدروس”.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi